أحدث الأخبار
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد

الذين يبعثرون هدوء الأمكنة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 14-01-2018


نظر جميع الرجال وحتى النساء إلى تلك المرأة الغاضبة التي اجتاحت بهو الفندق تتطاير الكلمات الغاضبة من فمها، وهي تتحدث بفرنسية متمكنة، بدا واضحاً أن أحداً ما قد أغضبها، لكن أحداً لم يفهم عن ماذا كانت تتحدث، وبرغم أن الطقس في الخارج كان بارداً إلى حد التجمد، فإنها نزعت معطفها وجلست بثياب أقرب لملابس الصيف، وظلت تفور كمرجل دون أن تتوقف ولو لدقيقة واحدة، دون أن تعير أحداً من الحاضرين نظرة ولو خاطفة، كانت تتصرف وكأن لا أحد في المكان غيرها، أما ابنها الشاب الصغير الذي كان برفقتها فكان يركز عينيه ويديه على شاشة هاتفه، بينما هي توجه كل حديثها إليه، ما زاد في غضبها أكثر!

بقيت أكثر من ساعة على الحالة نفسها، وحين ضاقت ذرعاً بعدم تجاوب ابنها معها، دفعته إلى النهوض، ولبست معطفها، وانطلقت خارجة بالغضب نفسه الذي دخلت به، أخذت طاقتها السلبية وضجيجها معها، فتنفس الجميع الصعداء!

تذكرك هذه المرأة بأشخاص تعرفهم في حياتك، تشعر بأن لا شيء يبقى في مكانه إذا حضروا، يبعثرون الهدوء، جزيئات الهواء، صفاء النفس، يجعلون المكان معبأ بالتوتر والتشنج، متبرمون دائماً، أو غاضبون أو منزعجون، ينتقدون كل شيء وكل شخص وكل خدمة وكل قرار وكل خبر وعلى طول الخط، لا شيء يعجبهم ولا شيء يرضيهم، فكيف يمكن أن تكون الحياة مع هذه الشاكلة من الناس؟!

ذلك الشاب المسكين اعتاد على سلوك والدته الذي لا يطاق، فاخترع وسيلته الخاصة لاحتمالها ولإرضائها في الوقت نفسه، أن يلغي تفاعله مع سلوكها، بعد أن اعتاد وتشبع به، ووجد أن إصلاحه غير ممكن، لكن ماذا لو لم تكن والدته؟ لو كانت زوجته أو صديقته؟ في حديثه عن الأشخاص السلبيين، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «لقد تخليت عن بعض أصدقائي بسبب إصرارهم على التفكير بطريقة سلبية، فلو كانت الشمس في وسط السماء لأصروا على عدم وجودها!!».

في الشتاء، حيث يصبح الطقس قاسياً بشكل لا يحتمل، فإن الجسد والروح يتأثران بحالة الطقس هذه، إذا كنت صاحب نفس سلبية سترى كل سيئات الحياة في ذلك الطقس، وإن كنت عكس ذلك فسترى كل ما يحميك من شراسة البرد، وستخرج باحثاً ومحتفياً بالحياة حيثما كانت، وسيكون آخر ما تتوقعه أن تنقض على مزاجك امرأة شرسة كتلك التي دخلت كعاصفة مالئة المكان بفوضى ضجيجها، وخرجت كإعصار!!