أحدث الأخبار
  • 12:39 . بعد قطع العلاقات.. الإمارات تعفي السودانيين من غرامات تصاريح الإقامة... المزيد
  • 12:37 . "محكمة أبوظبي" ترفض مطالبة شاب باسترداد 90 ألف درهم من زميلته لغياب الإثبات... المزيد
  • 12:12 . السعودية وإيران تبحثان تعزيز التعاون ومستجدات الملف النووي... المزيد
  • 11:54 . "صحة أبوظبي" تكشف عن شبكة تزوير إجازات مرضية عبر "واتساب"... المزيد
  • 11:52 . باكستان والهند تتبادلان الاتهامات بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار... المزيد
  • 11:50 . سوريا.. احتراق أكثر من 30 هكتاراً بريف اللاذقية خلال 4 أيام... المزيد
  • 10:48 . وزير الخارجية الإيراني: لن نتنازل عن حقوقنا النووية... المزيد
  • 10:16 . لواء إسرائيلي يزور أبوظبي لبحث ملف المساعدات في غزة... المزيد
  • 08:41 . الإمارات ترحب بوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان... المزيد
  • 06:25 . ترامب: باكستان والهند وافقتا على وقف "فوري" لإطلاق النار... المزيد
  • 02:25 . أردوغان يمنح "أم الإمارات" وسام الجمهورية التركية... المزيد
  • 01:00 . إطارات تالفة تخلف 37.9 ألف مخالفة و20 حادثاً مميتاً في الدولة خلال عام... المزيد
  • 11:26 . مبعوث ترامب يهدد بتجميد المفاوضات مع إيران: "إما نتائج ملموسة أو مسار بديل"... المزيد
  • 11:22 . جامعة كولومبيا تعلّق دراسة 65 طالبا من مناهضي الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 11:16 . باكستان ترد على الهجوم الهندي بعملية عسكرية واسعة وتستنفر هيئتها النووية تحسبا لأي تصعيد... المزيد
  • 11:04 . إعلام عبري: "إسرائيل" تعتزم توسيع هجماتها باليمن وضرب أهداف بإيران... المزيد

يسألونك

الكـاتب : خليفة علي السويدي
تاريخ الخبر: 30-11--0001


كل من يتأمل في صفحات المصحف المطهر في هذا الشهر يجد آيات كريمة كثيرة تبدأ بـ«يسألونك»، مثل «يسألونك ماذا ينفقون قل العفو»، «وإذا سألك عبادي عني فإني قريب». وآيات المناقشة والحوار في القرآن كثيرة جداً، وفي ذلك إشارة لأمة تريد أن تكون لها مكانة مرموقة في الحياة كي تكون أمة متسائلة.

فالعقل البشري مبرمج على السؤال، لذلك تجد الطفل الصغير بمجرد أن يبدأ في الكلام يمطر أهله بعشرات الأسئلة التي تبحث عن إجابات مقنعة. وحسب ما درسنا في علم نفس الموهبة فإن الطفل الذي لا يسأل به علة أو تأخر عقلي، لكن بعض الأسر للأسف الشديد تميل لإسكات هذه الأسئلة الذكية، ونادرة هي الأسر العربية التي تسمح لأطفالها بالسؤال عن كل شيء، فيكبر ذلك الطفل راجياً أن يذهب إلى المدرسة بوصفها بيت الخبرة التربوية كي يجد إجابات عن تساؤلاته، لكن صدمته الكبرى تكون في أول درس يتعلمه وهو أن السؤال يحمل معنيين أولهما أن من يسأل هو التلميذ الغبي الذي لا يفهم، والثاني أن السائل يتحدى معلمه لذلك يكرهه المدرس في المدرسة.

خلاصة القول إن شعار المدرسة هو «اسكت تسلم»، ومعظم الأسئلة تكون عادة بين الأقران حيث يتعلم الأطفال ما لا نريد لهم أن يتعلموه، ويشب ذلك الإنسان وقد تعلم من بيئته العربية أن لا يسأل، وبالذات الأسئلة الحساسة المرتبطة بالدين والسياسة.

إن كنت في مجلس وأردت أن ينظر الجميع إلى هواتفهم الذكية، كناية عن الرقابة الإلكترونية، فاطرح سؤالا سياسياً. وحتى مصادر المعلومات الإلكترونية يخشى العربي من سؤالها خشية المساءلة، بعد ذلك يسأل في نفسه: هل ستتطور أمتنا العربية وهي لا تسأل؟

الدول العاجزة هي التي تجعل الإنسان فيها يفكر ألف مرة قبل أن يسأل مَن حوله أو حتى يسأل نفسه، وهذا ما قاد بعض الدول العربية إلى الاحتقان الداخلي أو الانفجار. فظاهرة الإلحاد في بعض هذه الدول هي نتيجة واضحة لمنع الأسئلة العقدية أو لعدم حصول الإنسان على إجابات مقنعة حول عقيدته التي ورثها ولم يتعلمها. ومظاهر الاحتقان السياسي نتيجة تراكم الأسئلة حول الوطن دون إجابات واضحة.

أما الدول القوية فهي التي عندها إجابات منطقية للأسئلة العقدية والسياسية، والتي تدرب الأطفال منذ الصغر على فنون طرح السؤال، وطرق الحصول على إجابات مقنعة حول تساؤلاتهم المحيرة. المدرسة الحديثة اليوم هي التي يرجع منها الطفل وقد شحن عقله بالكثير من الأسئلة التي سيطرحها على معلمه قبل أن يدرسه، والأسر الذكية هي التي لا تسأل الطفل عما تعلمه في يومه بل عن الأسئلة الجديدة الحائرة في فكره. فبدلا من كلمة «عيب» التي نسكت بها الطفل إن سأل حول مواضيع حساسة، أو كلمة «حرام» إن سأل في العقيدة والعبادة، أو «اصمت» إن تطاول وسأل في السياسة.. علينا كآباء وأمهات ومربين، أن نطور أنفسنا كي تكون لدينا تلك الإجابات المقنعة التي تجعل الشاب يشعر بالأمن والأمان في أسرته ومجتمعه. عندها لن نخشى على عقولهم من أي انحراف، فهم يعيشون في مجتمع يتمنون التضحية في سبيل حمايته لأنه أعطاهم كل ما يتمنونه ورضعوا حب قيادته التي فتحت أبوابها وفكرها للإجابة عما في عقولهم، وتسعد بتحقيق أحلامهم، ويؤمنون بعقيدة يفتخرون بها في حلهم وترحالهم لأنهم تعلموها وإن ورثوها.