أحدث الأخبار
  • 01:28 . سفير الاحتلال لدى أبوظبي يواصل إغضاب المسؤولين الإماراتيين... المزيد
  • 08:10 . تعليقاً على لقاء ترامب وبوتين.. قرقاش: للإمارات دور محوري بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 05:55 . البديوي يبحث مع نائب وزير خارجية التشيك التعاون الثنائي ومستجدات المنطقة... المزيد
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد
  • 11:50 . 178 يوماً للتمدرس في العام الدراسي الجديد... المزيد
  • 11:18 . إيران: مقتل عنصر أمني في اشتباك مع مسلحين جنوب شرقي البلاد... المزيد
  • 11:18 . قمة ترامب وبوتين في ألاسكا تنتهي دون التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا... المزيد
  • 11:16 . باكستان.. مقتل أكثر من 200 شخصًا جراء فيضانات وسيول مفاجئة... المزيد
  • 11:15 . إصابة شخصين في إطلاق نار قرب مسجد بالسويد... المزيد
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد
  • 07:46 . "التربية" تعلن التقويم الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة 2025 – 2026... المزيد
  • 07:44 . شرطة أبوظبي تحذر من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لترويج المخدرات... المزيد
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد

هل تستفيد واشنطن من الأزمة الخليجية؟

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 31-10-2017


يغلب على الذهنية العربية الانهزامية افتراض أن كل أزمات عالمنا العربي وغيره هي من تصميم غربي وتنفيذ «العملاء» وتستفيد منها إسرائيل ومن خلفها، لا شك أن مكانة دول مثل الولايات المتحدة واللوبيات الصهيونية المتواجدة في عواصم العالم المختلفة تضع أولئك في موقف يمكنهم من توظيف الآخرين، واستغلال الأزمات كفرص لتمرير الأجندات المختلفة، ولكن إطلاق هذه الفرضية على كل وضع بغض النظر عن المعطيات على الأرض تسطيح للواقع سيؤدي حتماً لاستنتاجات خاطئة.
في إطار حصار قطر والأزمة الخليجية هناك خطاب يتكرر على ألسنة الكثير، ومنهم بعض المحللين السياسيين المخضرمين، هذا الخطاب يفترض أن الأزمة والخلاف البادي في واشنطن والمواقف المتضاربة كل ذلك هو جزء من تمثيلية كبرى تستهدف استنزاف خيرات الخليج وضرب مواطن القوة فيه، وبالتالي تسوق الفكرة التالية، الولايات المتحدة لن تساهم في حل الأزمة لأنها أكبر مستفيد منها، ربما لن تساهم الولايات المتحدة في الدفع باتجاه الحل، ولكن هل هي فعلاً مستفيدة من الأزمة؟
واشنطن في تقديري تواجه خسارة استراتيجية ضخمة بسبب هذه الأزمة، والقول بعكس ذلك يثير الاستغراب، أولاً منطقة الخليج تعتبر خزاناً استراتيجياً وقاعدة متقدمة للأميركيين سياسياً وعسكرياً، وأي اضطراب في المنطقة وخلاف يصل إلى حد أعلى من التراشق الإعلامي والخلاف الدبلوماسي يهدد الوجود الأميركي في المنطقة والعالم، هذه المنطقة وفرت للولايات المتحدة قوة دفع في صراعها مع الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، مولت الحرب العراقية الإيرانية وساهمت لوجستياً وعسكرياً في غزو العراق، وشكلت جبهة استراتيجية في الحملة على داعش واستخدمت لضبط تمويل المجموعات المسلحة، كل ذلك تم في إطار منظومة مجلس التعاون التي وإن كانت هشة وضعيفة أحياناً كثيرة، إلا أنها مثلت إطاراً يسهل على واشنطن توظيفه، بالتالي يصعب أن يفهم كيف تكون أزمة مثل هذه في مصلحة الولايات المتحدة.
وعلى مستوى العلاقات الدولية فإن صورة واشنطن تضررت بشكل كبير بعد فشل إدارة ترمب في التعامل مع الأزمات المتلاحقة ولكن هذه الصورة تأثرت بشكل خاص حين اتضح للعالم أن واشنطن غير قادرة على إقناع حلفائها الأقرب بمجرد الجلوس على طاولة الحوار، والتضارب بين تصريحات المؤسسات المختلفة في واشنطن هو رسالة واضحة للخصوم أن هناك ارتباكاً في مؤسسة الحكم الأميركية يمكن توظيفه، وهذا بالفعل ما فعلته روسيا وإيران خلال هذه الأزمة بتمرير أجنداتهم وتعزيز وجودهم العالمي على مرأى ومسمع من واشنطن المكبلة بخلافات الرئيس والمؤسسات الكبرى، بالتالي استمرار الأزمة يفتح نوافذ لفرص جديدة أمام خصوم واشنطن لتوسيع رقعة نفوذهم الاستراتيجي.
على المستوى الاقتصادي صحيح أن واشنطن حققت مكاسب اقتصادية على المدى القريب والمتوسط من حيث الاستثمارات وصفقات الأسلحة، ولكن الواقع يقول إن هذه الصفقات في مجملها كانت ممكنة دون حدوث أو استمرار أزمة بهذا الحجم، بل إن الأزمة نجحت في توجيه جزء كبير من هذه المكاسب نحو روسيا في محاولة من أطراف الأزمة لكسب موقف روسي داعم، كما أن الولايات المتحدة من أكبر المتضررين من ارتفاع أسعار النفط، وها هو النفط يصل إلى سعر الستين دولاراً، ومن أسباب ذلك حالة القلق في السوق التي تخلفها هذه الأزمة بين بعض أكبر مصدري النفط والغاز في العالم.
لا شك أن السياسة هي حالة من البحث المستمر والتفاوض حول المصالح، وبالتالي ستسعى واشنطن وغيرها دائماً لتوظيف أي حدث بما يتفق والمصالح القومية، ولكن هذا لا يعني أن خيوط العالم تتجمع بيد طرف ما ليدير المشهد كما يحب، العلاقات الدولية من التعقيد بمكان، بحيث لا يمكن توقع نتيجة تحرك في اتجاه معين بسهولة، وهناك من الأمثلة ما لا يحصى من مغامرات أميركية باءت بالفشل وعادت بالضرر على الولايات المتحدة، مثل حرب فيتنام وحادثة خليج الخنازير وغزو العراق، لذلك لا بد لنا عند قراءتنا للمشهد أن نتجه نحو التحليل المبني على المعطيات حتى نصل لنتائج تقربنا إلى فهم العالم من حولنا ونبتعد عن فرضيات المؤامرة التي هي هروب من الواقع يدفع إلى الاستسلام التام للغول الغربي الوهمي، والذي إذا نظرنا خلف الستار يتضح أنه كما غيره مرهون بتداعيات الواقع ودورة التاريخ.;