اتصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وعبر عن حرصه على تجاوز أي عقبات على طريق التعاون وذلك يعد أيام من إعلان الولايات المتحدة حجب بعض المساعدات المالية لمصر.

وقال بيان للرئاسة المصرية في وقت متأخر الخميس (24|8)، تلقى عبد الفتاح السيسي "اتصالاً هاتفياً مساء اليوم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد خلاله على قوة علاقات الصداقة بين مصر والولايات المتحدة وأعرب عن حرصه على مواصلة تطوير العلاقات بين البلدين وتجاوز أية عقبات قد تؤثر عليها”.

كان مصدران أمريكيان مطلعان قالا يوم الثلاثاء(22|8)، إن واشنطن قررت حرمان مصر من مساعدات قيمتها 95.7 مليون دولار وتأجيل صرف 195 مليون دولار أخرى لعدم إحرازها تقدماً على صعيد احترام حقوق الإنسان والمعايير الديمقراطية.

وتحصل مصر، وهي شريك مهم للولايات المتحدة في الشرق الأوسط لتحكمها في قناة السويس وحدودها مع إسرائيل، على مساعدات بقيمة 1.3 مليار دولار سنوياً وانتقدت القرار الأمريكي.

وقالت وزارة الخارجية المصرية يوم الأربعاء، إن القرار “يعكس سوء تقدير” وستكون له تداعيات سلبية على تحقيق الأهداف المشتركة والمصالح بين البلدين.

وقال المصدران اللذان طلبا عدم نشر اسميهما، إن القرار يعبر عن رغبة واشنطن في مواصلة التعاون الأمني كما يعكس في الوقت نفسه الإحباط من موقف القاهرة بخصوص الحريات المدنية خاصة قانون الجمعيات الأهلية الجديد الذي ينظر إليه على نطاق واسع على أنه جزء من حملة متزايدة على المعارضة.

ويؤكد نشطاء حقوقيون مصريون أنهم يواجهون أسوأ حملة في تاريخهم في عهد السيسي بعد أن قوض الحريات التي اكتسبت بعد انتفاضة عام 2011 التي أنهت حكم حسني مبارك بعد أن استمر 30 عاماً.

ويرى مراقبون أن ترامب يقف عاجزا أمام حماية حلفائه في المنطقة لأن السياسات الأمريكية لا يصنعها فرد وإنما المؤسسات الأمريكية في الخارجية والبنتاغون والكونجرس وسائر المؤسسات وليس رئيس أو دولة أو ضابط أمن كما هو الحال في مصر ودول خليجية وعربية أخرى في المنطقة، على ما يقول المراقبون.

وفهم "زعماء" في المنطقة أن دعم ترامب لهم بتغريدة بمثابة ضوء أخضر لارتكاب انتهاكات حقوقية. ويقول مراقبون، صحيح أن ترامب يدعم مكافحة الإرهاب وإن لم يحدده تماما، إلا أن واشنطن والغرب يميز بين المنظمات الإرهابية وبين نشطاء حقوق الإنسان أو نشطاء إعلاميين أو حتى معارضة سياسية وطنية لا تستخدم العنف، وهو ما غاب عن السيسي وحلفائه في المنطقة.

ويشير مراقبون، إن السيسي وحلفائه عبروا عن خيبة أملهم كما يظهر في إعلام النظام المصري وصحف إماراتية وسعودية من عدم تصنيف ترامب التيارات العربية الوطنية الرئيسية في قوائم الإرهاب كما تسعى هذه الدول. وقد اتهم إعلام هذه الدول وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون بمحاباة الناشطين الخليجيين والعرب السلميين لعدم إذعانه لرغبتهم في وضع المعارضة العربية المدنية على قائمة الإرهاب الأمريكية.