أحدث الأخبار
  • 06:44 . الرحلة الأخيرة لزعيمة المعارضة البيلاروسية.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 12:02 . في جريمة جديدة.. الولايات المتحدة تمنع التأشيرات الإنسانية الطبية على أبناء غزة... المزيد
  • 11:58 . الكويت.. القبض على 67 متهما بصناعة الخمور عقب وفاة 23 شخصاً... المزيد
  • 11:50 . بدء دوام المدرسين والإداريين في الإمارات اليوم.. والطلاب من الأسبوع القادم... المزيد
  • 11:44 . 16 شهيداً بنيران جيش الاحتلال في غزة اليوم... المزيد
  • 11:35 . اليمن.. قصف إسرائيلي يستهدف محطة كهرباء بصنعاء... المزيد
  • 01:28 . سفير الاحتلال لدى أبوظبي يواصل إغضاب المسؤولين الإماراتيين... المزيد
  • 08:10 . تعليقاً على لقاء ترامب وبوتين.. قرقاش: للإمارات دور محوري بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 05:55 . البديوي يبحث مع نائب وزير خارجية التشيك التعاون الثنائي ومستجدات المنطقة... المزيد
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد
  • 11:50 . 178 يوماً للتمدرس في العام الدراسي الجديد... المزيد
  • 11:18 . إيران: مقتل عنصر أمني في اشتباك مع مسلحين جنوب شرقي البلاد... المزيد
  • 11:18 . قمة ترامب وبوتين في ألاسكا تنتهي دون التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا... المزيد
  • 11:16 . باكستان.. مقتل أكثر من 200 شخصًا جراء فيضانات وسيول مفاجئة... المزيد
  • 11:15 . إصابة شخصين في إطلاق نار قرب مسجد بالسويد... المزيد
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد

استراتيجية التوتير والإرهاب

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 21-07-2017


يقول دانيل بايبس رئيس «منتدى الشرق الأوسط»، بحضور مجموعة من المحللين والخبراء والمختصين في الشأن السياسي: «أنا كأميركي أريد أن تقول حكومتي لإسرائيل: افعلي ما تحتاجينه لإقناع الفلسطينيين بأنهم انهزموا». وعلى ضوء مثل هذه الرغبة فربما أصبح واضحاً ما ينوي الكنيست الإسرائيلي فعله، وهو إجبار الفلسطينيين على الاعتراف أولاً بالهزيمة حتى تتحرك خطة «السلام» التي تريدها إسرائيل! وفي هذا الإطار نقرأ ما قالته «عينات ويلف»، وهي مشرعة إسرائيلية، إذ تزعم أن «النزاع يمكن أن ينتهي فقط عندما يجبر العرب على إعادة تفسير دور الصهيونية في تاريخهم»، وكذلك ما كتبه المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر صفحته الرسمية على الفيس بوك: «إن أرض إسرائيل أرض يهودية منذ آلاف السنين، ولا حق لشعب آخر فيها». وهذا غير بعيد عما تنشره الصحف الإسرائيلية يومياً وهي تبشر العرب والمسلمين بانهزام حضاري واسع.

لذا لا غرابة في أن نسمع مَن يقول إنه ليس فلسطين والمسجد الأقصى والقدس هي فقط ما يواجه الخطر حالياً، بل الأمة العربية بأكملها تواجه هذا الخطر، من خلال الفتن والخلافات الداخلية والحروب الأهلية. 

ولعل ما تشهده المنطقة العربية في حقبتها الراهنة يشبه ما حدث في أيام الحرب الباردة، حيث يقول المؤرخ والباحث السويسري دانيال غاتسر في كتابه «جيوش الناتو السرية»، إن حلف شمال الأطلسي كانت لديه شبكة جيوش سرية منذ بداية سبعينيات القرن الماضي لمواجهة الشيوعية.. شبكة لها فروع في كل الدول، أما مهمتها الأساسية فهي القيام بعمليات تهدف إلى إثارة خوف الناس ونشر الرعب بينهم، ثم يتم اتهام الشيوعية بالوقوف وراءها، وكانت مثل هذه العمليات تأتي في إطار ما يسمى «استراتيجية التوتير والإرهاب»، وكان يشرف على تنظيمها وإدارتها حلف شمال الأطلسي (الناتو) وبعض أجهزة الاستخبارات الأميركية والأوروبية، وتتم الاستعانة فيها أحياناً ببعض العصابات الإجرامية والإرهابية. وكان الكل تقريباً يتقاسمون الأدوار فيما بينهم، وحين تريد جهة ما أن تستوضح الأمر من الناتو أو المخابرات الأميركية، فإن الأخيرَين يتملصان بالقول إن عناصر مجرمة ربما خرجت عن سيطرتهما! وقد اعترف رئيس وزراء إيطاليا السابق جوليو إندريوتي بوجود ذلك الجيش وشبكاته السرية، كما أوضح جانباً من الإجراءات التي استخدمتها «استراتيجية التوتير والإرهاب» لزرع الرعب وتوجيه الرأي العام العالمي وإثارة خوفه من الشيوعية.

وهناك تشابه على هذا المستوى مع ما حدث خلال الاستعداد لحملة غزو العراق، حيث قيل إن صدام حسين يملك أسلحة دمار شامل، وإن هناك ارتباطاً بين العراق وتنظيم «القاعدة»، لكن كل هذا اتضح أنه كان مجرد أكاذيب تم تلفيقها لإيهام العالم بأن العراق يريد نشر الإرهاب في كل مكان، وأن هذه الحرب ضرورية للقضاء على الرعب الذي يمثله صدام حسين وجيشه، في حين أن الدافع الحقيقي كان الرغبة في السيطرة على موارد الطاقة الضخمة، والتي يتوجب على من يريد الهيمنة عليها التخفي وراء أكاذيب كهذه. إنها بالفعل أكاذيب كبيرة، لكن إذا تم ترديدها آلاف المرات، فسيصدقها الناس في نهاية المطاف وسيقولون إن هذه الحرب ضد العراق ذات جدوى.

وقد اتضح أن إسرائيل لم تكن بعيدة من تلك الاستراتيجية، بل كان لها دور مؤثر، إذ عملت على تشجيع ذلك التوجه وإدارته لمصلحتها، ليتضح مرة بعد أخرى دورها في نشر الفتنة والاضطراب في المنطقة العربية لإضعافها أكثر فأكثر.