من جديد رفضت حركة حماس الانتقادات الموجهة لها من سياسيين خليجيين بارزين، وآخرها انتقادات وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، الذي اعتبر وجود قادة الحركة في العاصمة القطرية الدوحة «يمثل مشكلة»،
يأتي ذلك في ظل الأزمة السياسية القائمة في منطقة الخليج العربي، في الوقت الذي تواصلت فيه التنديدات الفلسطينية من قوى المقاومة، الرافضة لتصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، التي حاول خلالها إدخال المقاومة الفلسطينية في أتون الخلافات القائمة.
وقال القيادي في حماس سامي أبو زهري، ردا على تصريحات وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش، إنها «معادية للمقاومة الفلسطينية ومرفوضة».
وشدد على أن هذه التصريحات «لن تفلح في خلط الأمور وتزييف الحقائق».
وشدد على أن الاحتلال الإسرائيلي «هو عنوان الإرهاب في العالم».
جاء ذلك بعد توالي التصريحات من مسؤولين خليجيين، وجهوا خلالها انتقادات حادة لحماس، مع استمرار الأزمة السياسية الخليجية، بعد قرار أربع دول هي السعودية والإمارات ومصر والبحرين، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر.
ونقل عن الوزير قرقاش قوله «إن وجود قادة من حركة حماس في قطر يمثل مشكلة للمنطقة». وهاجم في الوقت ذاته جماعة الإخوان المسلمين بالقول «إن عناصر منهم يقومون بنشر التعصب في المنطقة ولا يجب أن يكون لهم ملجأ في قطر».
وطالب أيضا بتحرك الدوحة في مواجهة من سماهم «العديد من الأفراد الذين جرت معاقبتهم من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة ويقيمون في قطر حاليا»، وقال إن الإمارات والسعودية تدفعان نحو «تغيير سياسة قطر».
وكانت دولة قطر من جهتها نفت كل الاتهامات التي وجهت لها من الأطراف العربية التي عملت على مقاطعتها.
ويقيم عدد من قادة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، منذ أن جرى خروج الحركة من سوريا. وقام عدد منهم بجولات عربية شملت لقاء قادة الدول الخليجية التي تشن في هذه الأوقات هجمات ضد الحركة، وتعمل على جعل الحركة جزءا منها. فقد سبق وأن زاروا الإمارات العربية المتحدة والسعودية والبحرين.
وجاءت تصريحات الوزير الإماراتي بعد تصريحات مشابهة أطلقها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، قال فيها «على قطر التوقف عن دعم جماعات مثل الإخوان المسلمين وحركة حماس». ورأى أن الهدف من قطع العلاقات مع قطر ليس الإضرار بها لكن «عليها أن تختار».
وتوالت التنديدات بهذه التصريحات، التي رفضتها فصائل المقاومة الفلسطينية، وعبرت في بيان صحافي عن استنكارها الشديد لـ «تطاول» الجبير على حماس وقوى المقاومة، معتبرة أن الانتقاد جاء «إرضاء للاحتلال الصهيوني وتساوقا معه».
وأكدت «أن هذه التصريحات الخطيرة تعطي غطاء لجرائم الاحتلال ضد مقدساتنا وشعبنا الفلسطيني»، مضيفة «هي مخالفة لكل المبادئ والقيم العربية والإسلامية الأصيلة، وتمثل تحريضاً سافراً على مقاومة شعبنا المشروعة ضد الاحتلال».
وشددت على أن حماس وقوى المقاومة تعتبر «فخر الأمة»، كونها تمارس مقاومة مشروعة ضد الاحتلال وتدافع عن كرامة الأمة وأولى القبلتين والمقدسات، بحسب "القدس العربي".
ودعت فصائل المقاومة، المملكة العربية السعودية إلى «لجم هذه التصريحات التي تسيء للمملكة ودورها في دعم القضية الفلسطينية، والاعتذار للشعب الفلسطيني».
وأكدت أن حماس وقوى المقاومة «ستستمر في معركتها المشروعة ضد الاحتلال ومعها جماهير الأمة وأحرار العالم».
وكان الدكتور أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي والقيادي في حماس، انتقد تصريحات الجبير، داعيا السعودية لـ «العودة إلى رشدها، ووقف تلك التصريحات المسيئة لدورها». وقال خلال حفل افتتاح مشروعات خيرية تابعة لجمعية الرياض في غزة «إن تصريحات الجبير توتيرية، ولا تعبر عن أصالة المملكة العربية السعودية ودورها التاريخي تجاه شعبنا وقضيتنا الفلسطينية، ولا تخدم سوى الاحتلال الإسرائيلي».
وأشار إلى أن سلاح المقاومة وحركة حماس «موجه ضد الاحتلال فقط»، مشيرا إلى أن حماس هي «حركة مقاومة تدافع عن أبناء شعبها». وأضاف «من يصف حماس بالإرهاب لا يعرف معنى الإرهاب»، على حد تعبيره.
