أحدث الأخبار
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد

تحت سماء مدينة ساحلية !

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 22-05-2017


في كل مرة أزور فيها مدينة ساحلية، تطل على البحر من أوسع نوافذه، تغسل جسدها فيه طيلة الوقت، تضبط وقتها على مواسم النوارس والرياح والأمواج، أشعر أن فيها شيئاً من مدينتي دبي، شيئاً من روح أهلها، أخلاقهم، دماثتهم، طيبتهم وانفتاحهم على الجميع من أوسع النوافذ، البحر ديمومة الحياة والفرح والضجيج، أهل البحر يتعاملون مع الحياة كما مع البحر، بحذر المواجهة، وحكمة لا يعرفها إلا من ترك الموج آثاره على جسده وروحه، مدن البحر لا تشبهها أية مدن أخرى، تكاد تسمع ضجيج الحياة في أزقتها القديمة وإن لما تصل إليها بعد!

دبروڤنيك، مدينة صغيرة جداً، تسكن وأهلها أقصى جنوب كرواتيا تواجه البحر الأدرياتيكي. أهم ما يميزها أنها محاطة بجدران حجرية ضخمة تم الانتهاء من بنائها في القرن السادس عشر، وبعد ذلك تم الحفاظ على تلك المباني جيداً في مواجهة ظروف الهدم كالحروب وغيرها، فمنذ العصر الباروكي لا تزال كنيسة سانت بليز الباروكية صامدة تستقبل الزوار وكاميرات السياح كل لحظة، إلى قصر سبونزا المطل من رومانسية فنون عصر النهضة، وقد تحول إلى متحف تاريخي. في الحقيقة وأنت تتنقل ببساطة بطول البلاد وعرضها لن تجد صعوبة في تفقد كل مبانيها وأزقتها وقصورها وقلاعها، فهي لا تتجاوز الـ 6 كيلومترات لا أكثر!

السياحة اهتمام الدول منذ سنوات طويلة، لكن التركيز يبدو واضحاً باتجاه التاريخ وما صار يعرف بالمدن القديمة، فما من مدينة تعرض لك حسناتها لتغريك بزيارتها إلا وتقدم لك أوراق اعتماد مدينتها أو وسطها العتيق، حيث القصور القديمة، والبيوت العتيقة والأزقة الضيقة والشوارع المرصوفة بالحجارة الجبلية، وعازفو الموسيقى بآلاتهم التقليدية وملابسهم التي تعود لعصور المدينة الذهبية، والناس كل الناس، من كل الثقافات، ومن كل الأعمار يتهافتون إلى هناك، يمشون بخطوات وئيدة، بوجوه منبسطة وابتسامة واضحة، يسيرون بهدوء ويتأملون التفاصيل ببهجة، التاريخ حالة حنين محببة للجميع، وافتقاد إنساني عام للعمق والمعنى والحكمة والجدوى والامتداد الذي لا ينمحي ولا يتوقف أبداً !

حين مشيت في تلك الممرات الضيقة، والمرصوفة بحجارة مصقولة، وحين نظرت للأقواس الحجرية في القصور وتلك الجدران العالية جداً للكنائس، وجدت الدقة التي تميز نتاجات تلك القرون، المهندس الذي عمل بإتقان لإنجاز عمله، العامل الذي وضع الحجارة بتأن وتأكد من أن كل شيء في مكانه لن يتخلخل ولن يسقط ولن ينهار بسبب عيوب البناء وفساد الأخلاق، تلك الدقة في رسم اللوحات ونحت التماثيل والنقوش، تلك المهارة لا تتوافر اليوم إلا بأسعار خيالية، وقد لا تتوافر لأن الزمن يمضي سريعاً ملتهماً كل شيء في طريقه وأول ما يذهب إلى غير رجعة قيم أصحاب الحرف ومعايير الإتقان لديهم !