أحدث الأخبار
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد

تحت سماء مدينة ساحلية !

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 22-05-2017


في كل مرة أزور فيها مدينة ساحلية، تطل على البحر من أوسع نوافذه، تغسل جسدها فيه طيلة الوقت، تضبط وقتها على مواسم النوارس والرياح والأمواج، أشعر أن فيها شيئاً من مدينتي دبي، شيئاً من روح أهلها، أخلاقهم، دماثتهم، طيبتهم وانفتاحهم على الجميع من أوسع النوافذ، البحر ديمومة الحياة والفرح والضجيج، أهل البحر يتعاملون مع الحياة كما مع البحر، بحذر المواجهة، وحكمة لا يعرفها إلا من ترك الموج آثاره على جسده وروحه، مدن البحر لا تشبهها أية مدن أخرى، تكاد تسمع ضجيج الحياة في أزقتها القديمة وإن لما تصل إليها بعد!

دبروڤنيك، مدينة صغيرة جداً، تسكن وأهلها أقصى جنوب كرواتيا تواجه البحر الأدرياتيكي. أهم ما يميزها أنها محاطة بجدران حجرية ضخمة تم الانتهاء من بنائها في القرن السادس عشر، وبعد ذلك تم الحفاظ على تلك المباني جيداً في مواجهة ظروف الهدم كالحروب وغيرها، فمنذ العصر الباروكي لا تزال كنيسة سانت بليز الباروكية صامدة تستقبل الزوار وكاميرات السياح كل لحظة، إلى قصر سبونزا المطل من رومانسية فنون عصر النهضة، وقد تحول إلى متحف تاريخي. في الحقيقة وأنت تتنقل ببساطة بطول البلاد وعرضها لن تجد صعوبة في تفقد كل مبانيها وأزقتها وقصورها وقلاعها، فهي لا تتجاوز الـ 6 كيلومترات لا أكثر!

السياحة اهتمام الدول منذ سنوات طويلة، لكن التركيز يبدو واضحاً باتجاه التاريخ وما صار يعرف بالمدن القديمة، فما من مدينة تعرض لك حسناتها لتغريك بزيارتها إلا وتقدم لك أوراق اعتماد مدينتها أو وسطها العتيق، حيث القصور القديمة، والبيوت العتيقة والأزقة الضيقة والشوارع المرصوفة بالحجارة الجبلية، وعازفو الموسيقى بآلاتهم التقليدية وملابسهم التي تعود لعصور المدينة الذهبية، والناس كل الناس، من كل الثقافات، ومن كل الأعمار يتهافتون إلى هناك، يمشون بخطوات وئيدة، بوجوه منبسطة وابتسامة واضحة، يسيرون بهدوء ويتأملون التفاصيل ببهجة، التاريخ حالة حنين محببة للجميع، وافتقاد إنساني عام للعمق والمعنى والحكمة والجدوى والامتداد الذي لا ينمحي ولا يتوقف أبداً !

حين مشيت في تلك الممرات الضيقة، والمرصوفة بحجارة مصقولة، وحين نظرت للأقواس الحجرية في القصور وتلك الجدران العالية جداً للكنائس، وجدت الدقة التي تميز نتاجات تلك القرون، المهندس الذي عمل بإتقان لإنجاز عمله، العامل الذي وضع الحجارة بتأن وتأكد من أن كل شيء في مكانه لن يتخلخل ولن يسقط ولن ينهار بسبب عيوب البناء وفساد الأخلاق، تلك الدقة في رسم اللوحات ونحت التماثيل والنقوش، تلك المهارة لا تتوافر اليوم إلا بأسعار خيالية، وقد لا تتوافر لأن الزمن يمضي سريعاً ملتهماً كل شيء في طريقه وأول ما يذهب إلى غير رجعة قيم أصحاب الحرف ومعايير الإتقان لديهم !