07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد |
07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد |
06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد |
12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد |
11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد |
11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد |
11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد |
07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد |
07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد |
09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد |
05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد |
11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد |
11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد |
11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد |
11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد |
11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد |
الفائزة بجائزة نوبل للآداب الأخيرة، البيلاروسية سيفيتلانا أليكسيفيتش، لها طريقة فريدة في نقل حوادث معينة للقارئ، فهي لا تتبع الأسلوب الروائي العادي، خصوصاً في كتبها التي توثق لحقبة أو لظاهرة معينة، مثل كتاب «فتيان الزنك»، الذي يحكي عن التدخل السوفييتي في أفغانستان، أو كتاب «أصوات من تشيرنوبل»، الذي يحكي عن مأساة انفجار مفاعل تشيرنوبل عام 1986، وإنما تعتمد على طريقة الشهادات أو الإفادات.. مجموعة كبيرة من الناس، يقول كل منهم شهادته أو قصته الخاصة، وأنت كقارئ ستقرأ كل هذه الشهادات، وتستمع لكل تلك الأصوات، لتكوّن صورة عامة، ومن ثم ستكوّن رأيك الخاص عن القصة أو المأساة أو الحادثة السعيدة.. ربما كسرت السيدة سيفيتلانا ملل الأسلوب الكلاسيكي في التوثيق، أو أسلوب الرواية، لكن هذا التكنيك ليس جديداً تماماً، فهو يشبه - إلى حد كبير - على سبيل المثال التكنيك الذي استخدمه الصحافي المصري خالد الخميسي، في كتابه «تاكسي.. حواديت المشاوير»، الذي كان تسليطاً للضوء على خبايا المجتمع المصري، عن طريق ألسنة سائقي التاكسي البسطاء في شوارع القاهرة.
في زيارتي الأخيرة لمكة المكرمة، التي تغيرت ملامح منطقة الحرم المكي فيها بالكامل، بسبب توسعات وتغييرات لا تكاد تحفظها حتى ترى في الزيارة التالية أن ذاكرتك غير مهمة للاعتماد على معرفة المخارج والمداخل، فهي تتغير بشكل يومي، ولهذا فقد آثرت السلامة، وقررت أن أؤدي الصلوات في نقطة معلومة بجوار نقطة معلومة يقف بجوارها رجال الأمن.
وكخطة ساذجة للوقوف في مكان معين لا يطردني منه موظفو أمن الحرم، كنت أحرص على تبادل الحوار معهم، والقصص، لكي يقعوا في مطب الحرج عند إقامة الصلاة، فيصعب عليهم الطلب ممن تبادل معهم بعض «السواليف»، أن يغادر المكان إلى الأماكن الرسمية للصلاة، ولكنني لم أتوقع بكل حال من الحالات، أن يملك هؤلاء العسكر كل هذا المخزون من القصص المدهشة والمخيفة والمضحكة والمبكية، وغير القابلة للتصديق في كثير من تفاصيلها.. «أمن الحرم»، وإن كان في بقعة جغرافية محدودة نسبياً، لكن يمر عليه عشرات الجنسيات وآلاف القصص العجيبة في مكانه، والذاكرة الشفوية تبهت، والأشخاص يغادرون.
فما الذي يمنع أن نرى شهاداتهم وقصصهم الطريفة، التي يمكن أن توثّق تاريخ ما حدث في الحرم وخارجه، من قضايا وأمور وغرائب وجنون نجهل عنها الكثير، بالطريقة الأدبية ذاتها.. مجرد شهادات.. شهادات الأمن في الحرم.. وشهادات المهندسين، وشهادات العاملين، وعندها ستتكوّن فكرة شاملة يصوغها كل منا بحسب مخيلته؟! إن لم يمثل الحرم ذاكرتنا الجمعية للتاريخ الحديث، فأي بقعة ستمثله؟
وما حب الديار شغفن قلبي.. ولكن حب من سكن الديارا!