سجلت الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي 803 مخالفات لتجاوز الإشارة الضوئية الحمراء على خط سير الترام خلال الشهور الستة الأولى من العام الجاري، وفق مدير الإدارة العميد سيف مهير المزروعي، الذي أشار إلى تسجيل 11 ألف مخالفة تجاوز إشارة حمراء في مختلف تقاطعات الإمارة خلال الفترة ذاتها.

وقال المزروعي إن المخالفات تحدث أحياناً نتيجة سلوكيات عدوانية، وتسفر عادة عن حوادث تؤدي إلى إصابات بليغة، لافتاً إلى تسجيل 65 حادثاً نتيجة تجاوز الإشارة الضوئية الحمراء، خلال النصف الأول من العام الجاري، أسفرت عن إصابة 72 شخصاً إصابات متفاوتة، وتورطت فيها 143 مركبة.

وأضاف أن هناك أسباباً رئيسة تؤدي إلى كسر الإشارة الضوئية الحمراء، أبرزها عدم تركيز سائقي المركبات على الإشارة نفسها، بل يركزون على المركبات التي تتقدمهم، فيعبرون خلفها مباشرة دون التأكد من أن الإشارة لم تتحول إلى اللون الأحمر، ما يعرضهم لهذه المخالفة.

وأشار إلى أن عدم الانتباه يعد أحد العوامل الرئيسة كذلك في تجاوز الإشارة الضوئية الحمراء، خصوصاً في ظل انشغال كثير من السائقين باستخدام الهاتف المتحرك أثناء القيادة، لافتاً إلى أن الكاميرات الموجودة على التقاطعات صورت مركبات تقف في صف الانتظار الأول أمام الإشارة، ثم تتحرك فجأة لتقطع الإشارة الحمراء قبل أن تتحول الإشارة إلى اللون الأخضر، ما يدل على انشغال سائقيها بشيء ما، معرضين حياتهم وسلامة الآخرين للخطر.

وأوضح أن من السلوكيات السيئة التي رصدت كذلك ومرتبطة بهذه المخالفة، تصرف بعض السائقين بطريقة خالية من الذوق، واستعجالهم سائقي المركبات التي تتقدمهم لعبور الإشارة، غير مبالين بالفروق التي قد تكون موجودة، سواء في مستوى المركبات وسرعتها، أو قدرة السائق ذاته على القيادة بسرعة أثناء عبور الإشارة.

وأشار إلى أن امرأة مسنّة شكت للإدارة سائق مركبة خلفها، ظل يستعجلها بطريقة مُلحة للعبور، ويدق لها منبه سيارته، حتى فقدت تركيزها، وكادت تسبب في حادث، مؤكدة أنها لم تكن قادرة على إفساح الطريق له، لأنها تقود على إشارة، فضلاً عن أن حالتها الصحية لم تسمح بالتجاوز سريعاً.

وأوضح المزروعي أن هذه ليست الشكوى الأولى من هذا السلوك، إذ التمس سائقون من الإدارة إلغاء مخالفات عبور خاطئ للإشارة الحمراء، مبررين ذلك بأن سيارات قادمة من الخلف كادت تصطدم بمركباتهم، بسبب استعجال سائقيها، فاضطروا لتجاوز الإشارة لتفادي الحوادث، مشيراً إلى التأكد من صدق أقوالهم، بعد الرجوع للكاميرات.

وأفاد بأن هناك سائقين في المقابل يعاندون غيرهم أثناء وقوفهم على الإشارات، فيتعمدون الإبطاء أو عدم التحرك إلا قبل ثوانٍ من إغلاق الإشارة، حتى يفوّتوا على الآخرين فرصة العبور، أو لتوريطهم في كسر الإشارة. واعتبر المزروعي أن مؤشر مخالفات كسر الإشارة الحمراء على خط سير الترام كبير، ويعكس استهتار فئة من السائقين، رغم الغرامات الضخمة المستحقة على مخالفات الترام، التي تصل في حال تجاوز الإشارة الحمراء عند تقاطع الطريق مع السكة الحديدية، دون التسبب في وقوع حادث، إلى غرامة تصل إلى 5000 درهم، إضافة إلى سحب رخصة قيادة السائق المخالف لمدة لا تقل عن 30 يوماً، وتتضاعف قيمة الغرامة في حال معاودة ارتكاب المخالفة ذاتها خلال سنة واحدة من تاريخ المخالفة السابقة لها، وبما لا يجاوز 500 ألف درهم.

وأفاد بأن مخالفات تجاوز الإشارة الحمراء على خط سير الترام أسفرت عن أكثر من ثلاثة حوادث خلال العام الجاري، كان آخرها قبل أسبوعين تقريباً، لمركبة تقودها امرأة اصطدمت بالترام، رغم الإجراءات المتنوعة التي يفترض أن تحول دون ذلك.