أحدث الأخبار
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد
  • 12:43 . استقالة وزير خارجية هولندا بسبب موقف حكومة بلاده من العدوان الصهيوني على غزة... المزيد
  • 12:11 . عبد الله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون المشترك... المزيد
  • 12:10 . "إيكاد" تفضح تلاعب الناشطة روضة الطنيجي بمصادر أمريكية لتشويه الجيش السوداني... المزيد
  • 11:29 . زيارة سرية لمساعد نتنياهو إلى أبوظبي لإصلاح العلاقات وسط مخاوف من هجمات محتملة... المزيد
  • 11:26 . الإمارات تسلّم مطلوبَين دوليين إلى فرنسا وبلجيكا في قضايا اتجار بالمخدرات... المزيد
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد
  • 09:53 . بريطانيا: منع "إسرائيل" إدخال المساعدات لغزة "فضيحة أخلاقية"... المزيد
  • 06:25 . "هيئة الطيران" تصدر لائحة جديدة لإدارة الأزمات في المطارات... المزيد
  • 06:24 . رصد هلال آخر شهر صفر في سماء أبوظبي... المزيد
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد

«مكاتب الأشباح..!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 30-08-2016


أنت بالطبع سمعت عن «بيوت الأشباح»، هي ثيمة تقليدية يجب أن توجد في كل مدينة تحترم نفسها، في مدينتي هناك ثلاثة بيوت على الأقل يؤمن أهل المدينة بأنها «مسكونة»، على الرغم من أن هناك من «يسكنها» منذ 30 عاماً بالفعل! ولك أن تتخيل كم الإحباط والألم النفسي الذي يعيش فيه صاحب المنزل (الحقيقي) كلما دعا أحد الجيران إلى مناسبة معينة، وجاءه الجواب من جيرانه العامرين بالإيمان: إن شاء الله! لا يوجد ما هو قادر على تحطيمك أسوأ من إشاعة تدغدغ مخاوف الناس! وفي الأفلام لاشك في أنك رأيت «مدن الأشباح»، وإن كانت نشرات الأخبار قد بدأت تسرق هذه الميزة من قنوات الأفلام! لكن هل سمعت عن «مكاتب الأشباح»؟! يمكنني أن أدلك على أكثر من بناية أو «بزنس هب»، ما الترجمة الأفضل لهذا المصطلح؟ فيشة أعمال ربما! في كل إمارة توجد فيشة أو فيشتان عبارة عن منطقة فيها عدد من المكاتب أو المحال، تدخل إليها فلا تسمع إلا صوت أمعائك الدقيقة، وحين تصل إلى مكتب الإدارة في تلك البناية أو التجمع، وتجد ذلك الآسيوي النائم فتوقظه، وتعتذر إليه عن الإزعاج بالطبع، من الذي يجرؤ على إيقاظ موظف في مكتبه؟! وتخبره بأنك تتشرف بأن تكون أول من يستأجر في تلك البناية أو المنطقة، فيفاجئك بأن يقول بكل ثقة: لا توجد شواغر، المكاتب مملوءة! توجد لائحة انتظار.. يمكننا تسجيلك فيها! تفهم اللعبة بالطبع! فـ«مكاتب الأشباح» جميعها مؤجرة للذين يؤجرونها مضطرين، بسبب قوانين إدارات الهيئات الاقتصادية لاستخراج رخص تجارية عليها، وبهذا يبقى هناك طلب مستمر عليها، بينما يجاهد رواد الأعمال للحصول على مكاتب معقولة في أماكن معقولة، فلا يجدون سوى البلدات الصغيرة، لكي يسجلوا شركاتهم الحقيقية فيها.

«مكاتب الأشباح» لم تعد حالات، وإنما أصبحت «ظاهرة» لن أعدد أماكنها وأسماءها، لأنني لم أستأجر بعد، وأخشى أن يضعني مُلاكها في اللائحة السوداء، لكنها معروفة، وسلبياتها كثيرة، منها أن الداخل إليها قد يأخذ فكرة سلبية جداً عن الوضع التجاري والاقتصادي، في حال لم يكن لديه تصور حقيقي عن لعبة «إصدار الرخص»، ومنها اضطرار التاجر الحقيقي، الذي لا يحتاج إلى هذه المساحات للترخيص، لأن يؤجر، وفي ذلك وضع أعباء مادية عليه، ستنعكس على مزاجه الاستثماري المهم للبلد، ومنها أن رواد العمال من الشباب وغيرهم يضطرون إلى الهجرة إلى مدن بعيدة، بدلاً مما هو قريب إليهم، وقِس على ذلك القضايا المتعلقة به، من مرور وأوقات وتأثير اجتماعي وغيرها!

يقال إن «مايكروسوفت» بدأت في كراج، و«فيس بوك» بدأت على درج منزل! وعشرات قصص النجاح التي لم نسمع أن إحداها بدأت في «مكتب أشباح»، تم استئجاره لغرض إصدار رخصة!

في ظل الازدحام الذي غزا البلد منذ يوم الأحد الماضي، وفي ظل التحولات التقنية إلى كل ما هو إلكتروني وأثيري، والدراسات التي تُرغّب الآباء في العمل من المنازل، من الواضح أن هذا هو الوقت الصحيح لإعادة النظر في شروط وجود مكاتب على الأرض لإصدار رخص لكثير من أنماط الأعمال، خصوصاً الاستشارية والذهنية المكافحة للأشباح وما في حكمها!