أحدث الأخبار
  • 06:45 . فرنسا تستضيف وزراء خارجية السعودية والأردن ومصر تحضيرا لمؤتمر حول حل الدولتين... المزيد
  • 06:36 . جيش الاحتلال يعلن اعتراض ثلاثة صواريخ قادمة من اليمن خلال 24 ساعة... المزيد
  • 06:35 . "المعاشات" تحدد الثلاثاء موعداً لصرف معاشات مايو بزيادة في عدد المستفيدين والقيمة الإجمالية... المزيد
  • 11:28 . واشنطن تفرض عقوبات على السودان بتهمة استخدام أسلحة كيميائية والخرطوم تتهمها بالابتزاز... المزيد
  • 11:08 . رئيس الوزراء الباكستاني: السعودية مكان محايد لاستضافة حوار مباشر مع الهند لحل القضايا العالقة... المزيد
  • 11:07 . "سرايا القدس" تعلن سقوط قتلى وجرحى بكمين لجنود الاحتلال شمالي قطاع غزة... المزيد
  • 11:06 . أبوظبي تدين مقتل موظفين في سفارة الاحتلال بواشنطن وتعرب عن تضامنها مع الشعب الصهيوني... المزيد
  • 11:04 . "التربية": 10 يونيو بدء امتحانات نهاية العام في المدارس الحكومية والخاصة... المزيد
  • 10:10 . الكويت تُسقط الجنسية عن 1292 شخصًا لأسباب قانونية مختلفة... المزيد
  • 09:21 . الإمارات تُدين بشدة إطلاق الاحتلال النار على الدبلوماسيين في جنين... المزيد
  • 07:20 . وسط الأزمة مع الجزائر.. أبوظبي تتوسع في المغرب بصفقة تتجاوز 14 مليار دولار... المزيد
  • 07:09 . إيران: علاقتنا مع السعودية في "وضع ممتاز" وتعاون اقتصادي يلوح في الأفق... المزيد
  • 11:20 . البنتاغون يقبل رسميا الطائرة الفاخرة التي أهدتها قطر للرئيس ترامب... المزيد
  • 11:10 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الأذربيجاني تعزيز فرص التعاون... المزيد
  • 11:03 . مقتل جنديين في هجوم على قاعدة جوية روسية في سوريا... المزيد
  • 10:57 . طالب إماراتي يحصد المركز الأول في الكيمياء بمعرض "ISEF"الدولي... المزيد

«سكّان يمين..!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 21-08-2016


تحت شجرة جميز جميلة، ولا أعرف لماذا يتخيل الكثير من الكتّاب جميع الحوارات الرومانسية تحت شجرة جميز! أنا حقيقة لا أعرفها ولكني أحب الطالحين ولست منهم، ولهذا فأنا أعتقد بأن الحوار كان تحت شجرة جميز، كنت أجلس معها أحدثها عن أحلامي، عن رحلاتي في هذا العالم الغريب، أروي لها عدداً من الطرف الشرقية مزدوجة المعنى، ما أجمل عينيها حين تلتمعان ويتسع بؤبؤهما استغراباً، وما أروع أن «تقص» على الذي لا يعرفك! اعتدلت فجأة في جلستها وسألتني: هل أنت متزوج؟!

منذ تلك الذكرى الحزينة وإلى اليوم لم أستطع التخلص من «التأتأة» التي لازمتني في السنين التي تليها، فجأةً أُصاب بحالة من الـ.. أه أنا أوه حقيقةً ربما.. أأ.. أأ.. أأ.. وهي الحالة التي جعلت أصدقائي ينقسمون إلى قسمين في قضية تقديمي للإمامة في الصلوات، فالبعض يرفض بشدة لأنني لم أعد «كفؤاً» بينما يصر آخرون على أن يقدموني للحصول على فاصل ترفيهي أثناء عملية التأتأة!

أشاهد بكثير من المرح أخيراً إصابة الكثير من أبطال الفضائيات بظاهرة التأتأة حين يصرون على رأي معين، ثم يفاجئهم المضيف بتسجيل قديم لهم فيه عكس هذا الرأي، فجأة يدخلون في الدوامة ذاتها، أه أنا أوه حقيقةً ربما..أأ.. أأ..أأ.. وفي الاتجاه ذاته ينشط الكثير من أولاد الـ(...)، في نبش بطون النت بحثاً عن رأي مخالف كان شخص ما قد ذكره ثم ذكر رأياً آخر، لكي يضعوا كلا الرأيين في صورة واحدة، تحمل عادةً في أسفلها ذلك الخط المدمج القبيح بعبارة «منافقون» أو «تناقض»، أو ربما إن كان من نبش الرأي مبدعاً: «حين كان سكان يمين!»، أنت تعرف بالطبع أن مواقع التواصل، أو ما نسميه شعبياً الـ«نت» أصبح منجم ذهب للعثور على كل ما تريده حول شخص معين، بل إن إحدى الإدارات الأمنية في دولة شرق أوروبية أحالت جميع خبرائها الأمنيين إلى التقاعد، وعينت بدلاً منهم مجموعة من مدمني مواقع التواصل! هنا يمكنك معرفة ميول الشخص، أصدقائه، علاقاته، أفكاره، رحلته القادمة، وجبته المفضلة، ونوع البوكيمون الذي يفضل اصطياده! من أين عرفت يا فلان هذه المعلومة؟ من النت! من أين تلك الصورة؟ من النت! كيف قمت بتركيب كل هذا؟ من النت! خف علينا يالنوخذة!

تغيير الرأي، وإن كان إلى الاتجاه المقابل تماماً لا يعني أي نقيصة في المفكر أو في الكاتب أو في صاحب الرأي مهما علا أو قل شأنه، بل يعني أن لديه عقلاً متحركاً وفكراً يعمل، يعني أنه بشر مثلنا يحب فيغيّر رأيه، يغضب فتنتقل رؤيته، يتعلم فيغير السكّان من اليمين إلى اليسار، وهكذا نحن البشر، متى سنسمع من يقول للمذيع: نعم كان ذلك رأيي وغيرته! «فول إسطوب»!

وحدهم المتحجرون هم الذين لا تتغير أفكارهم ولا رؤيتهم لما يجري ولا يستطيعون أن يتأقلموا، ولا يرغبون في أن يتعلموا ليغيروا نظرة أو يزرعوا زهرة أو يطرحوا فكرة، لأنهم إما سمحوا لعنادهم بأن يجعلهم ممن ران على قلوبهم، أو أنهم لا يرون الألوان أصلاً.. وما أكثرهم!