أحدث الأخبار
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد
  • 12:43 . استقالة وزير خارجية هولندا بسبب موقف حكومة بلاده من العدوان الصهيوني على غزة... المزيد
  • 12:11 . عبد الله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون المشترك... المزيد
  • 12:10 . "إيكاد" تفضح تلاعب الناشطة روضة الطنيجي بمصادر أمريكية لتشويه الجيش السوداني... المزيد
  • 11:29 . زيارة سرية لمساعد نتنياهو إلى أبوظبي لإصلاح العلاقات وسط مخاوف من هجمات محتملة... المزيد
  • 11:26 . الإمارات تسلّم مطلوبَين دوليين إلى فرنسا وبلجيكا في قضايا اتجار بالمخدرات... المزيد
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد
  • 09:53 . بريطانيا: منع "إسرائيل" إدخال المساعدات لغزة "فضيحة أخلاقية"... المزيد
  • 06:25 . "هيئة الطيران" تصدر لائحة جديدة لإدارة الأزمات في المطارات... المزيد
  • 06:24 . رصد هلال آخر شهر صفر في سماء أبوظبي... المزيد
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد

«سكّان يمين..!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 21-08-2016


تحت شجرة جميز جميلة، ولا أعرف لماذا يتخيل الكثير من الكتّاب جميع الحوارات الرومانسية تحت شجرة جميز! أنا حقيقة لا أعرفها ولكني أحب الطالحين ولست منهم، ولهذا فأنا أعتقد بأن الحوار كان تحت شجرة جميز، كنت أجلس معها أحدثها عن أحلامي، عن رحلاتي في هذا العالم الغريب، أروي لها عدداً من الطرف الشرقية مزدوجة المعنى، ما أجمل عينيها حين تلتمعان ويتسع بؤبؤهما استغراباً، وما أروع أن «تقص» على الذي لا يعرفك! اعتدلت فجأة في جلستها وسألتني: هل أنت متزوج؟!

منذ تلك الذكرى الحزينة وإلى اليوم لم أستطع التخلص من «التأتأة» التي لازمتني في السنين التي تليها، فجأةً أُصاب بحالة من الـ.. أه أنا أوه حقيقةً ربما.. أأ.. أأ.. أأ.. وهي الحالة التي جعلت أصدقائي ينقسمون إلى قسمين في قضية تقديمي للإمامة في الصلوات، فالبعض يرفض بشدة لأنني لم أعد «كفؤاً» بينما يصر آخرون على أن يقدموني للحصول على فاصل ترفيهي أثناء عملية التأتأة!

أشاهد بكثير من المرح أخيراً إصابة الكثير من أبطال الفضائيات بظاهرة التأتأة حين يصرون على رأي معين، ثم يفاجئهم المضيف بتسجيل قديم لهم فيه عكس هذا الرأي، فجأة يدخلون في الدوامة ذاتها، أه أنا أوه حقيقةً ربما..أأ.. أأ..أأ.. وفي الاتجاه ذاته ينشط الكثير من أولاد الـ(...)، في نبش بطون النت بحثاً عن رأي مخالف كان شخص ما قد ذكره ثم ذكر رأياً آخر، لكي يضعوا كلا الرأيين في صورة واحدة، تحمل عادةً في أسفلها ذلك الخط المدمج القبيح بعبارة «منافقون» أو «تناقض»، أو ربما إن كان من نبش الرأي مبدعاً: «حين كان سكان يمين!»، أنت تعرف بالطبع أن مواقع التواصل، أو ما نسميه شعبياً الـ«نت» أصبح منجم ذهب للعثور على كل ما تريده حول شخص معين، بل إن إحدى الإدارات الأمنية في دولة شرق أوروبية أحالت جميع خبرائها الأمنيين إلى التقاعد، وعينت بدلاً منهم مجموعة من مدمني مواقع التواصل! هنا يمكنك معرفة ميول الشخص، أصدقائه، علاقاته، أفكاره، رحلته القادمة، وجبته المفضلة، ونوع البوكيمون الذي يفضل اصطياده! من أين عرفت يا فلان هذه المعلومة؟ من النت! من أين تلك الصورة؟ من النت! كيف قمت بتركيب كل هذا؟ من النت! خف علينا يالنوخذة!

تغيير الرأي، وإن كان إلى الاتجاه المقابل تماماً لا يعني أي نقيصة في المفكر أو في الكاتب أو في صاحب الرأي مهما علا أو قل شأنه، بل يعني أن لديه عقلاً متحركاً وفكراً يعمل، يعني أنه بشر مثلنا يحب فيغيّر رأيه، يغضب فتنتقل رؤيته، يتعلم فيغير السكّان من اليمين إلى اليسار، وهكذا نحن البشر، متى سنسمع من يقول للمذيع: نعم كان ذلك رأيي وغيرته! «فول إسطوب»!

وحدهم المتحجرون هم الذين لا تتغير أفكارهم ولا رؤيتهم لما يجري ولا يستطيعون أن يتأقلموا، ولا يرغبون في أن يتعلموا ليغيروا نظرة أو يزرعوا زهرة أو يطرحوا فكرة، لأنهم إما سمحوا لعنادهم بأن يجعلهم ممن ران على قلوبهم، أو أنهم لا يرون الألوان أصلاً.. وما أكثرهم!