أحدث الأخبار
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد

التشيّع السنّي!

الكـاتب : زياد الدريس
تاريخ الخبر: 28-07-2016


ظل العلماء وقادة الرأي الإسلامي طوال القرون الماضية ينظرون إلى الموقف الشيعي من مآلات الفتنة الكبرى بين علي ومعاوية، رضي الله عنهما، نظرة الناقد الحكيم، المتعالي فوق الخوض في تلك الخصومة، المترفّع عن التورط في حكايات حيكت عليها خلال قرون متوالية من إشعال الحطب قبل أن ينطفئ!

وكان شعار هذا الموقف السنّي الحكيم هو المقولة الخالدة للخليفة عمر بن عبدالعزيز: «تلك فتنة عصم الله منها سيوفنا، فنعصم منها ألسنتنا».

حمتْ هذه المقولة العُمرية المكوّن السني من الاحتراب والتنازع على واحدة من أهم، إن لم تكن هي أهم الصراعات السياسية في التاريخ الإسلامي.

ظل أهل السنّة يتفاخرون بهذا التعقل والرزانة وعدم الانجرار لساحات الاصطفاف المتقاتلة، وحقّ لهم أن يفخروا بذلك. لكنهم، بعد أن تماسكوا لقرونٍ مضت أمام فخاخ الفتنة الكبرى، بدأوا الآن بالتنازل عن هذه الميزة الأخلاقية الحكيمة أمام فتنة صغرى، بل أصغر من الصغرى.

وبعد أن كان شعارهم الذي يحثّون العامة على التمسك به طوال تاريخ مضى، هو البقاء على مسافة واحدة من أطراف الفتنة الكبرى، أصبح شعارهم الذي يحثون الناس عليه الآن هو الابتعاد عن التميّع وضرورة المفاصلة، مع أو ضد، أبيض أو أسود، يمين أو يسار. وأن الوسطية في هذه المواقف هي تهرّب وخور وخنوع وانتهازية.

تشيّعَ أهل السنّة الآن، بعد فتنة الربيع العربي، وليتهم تشيّعوا لعلي أو معاوية، بل لأردوغان أو السيسي. من يمتدح أردوغان بشيء فقد خان وطنه، عند فئة منهم. ومن ينتقد أردوغان في شيء فقد خان دينه، عند فئة أخرى. والحال كذلك مع السيسي والسبسي وهادي ومحمد وغيرهم. وتحولت عادة الشتم على المنابر في أعقاب الفتنة الكبرى، إلى تشاتم على المنابر الافتراضية أثناء الفتنة الصغرى! وإذا لم تستجب للدخول في وحل هذا التشاتم اليومي فإنك ستُتهم بالخيانة الوطنية من جهة، أو بالارتخاء الديني من جهة أخرى.

كلا الطرفين يدّعي أنك كي تُثبت استقلاليتك يجب أن يكون انحيازك ساطعاً واضحاً دائماً. وما عرفوا أن الاستقلالية الحقيقية والصادقة هي في قدرتك على الانفكاك من مداومة الاصطفاف مع طرف... على الحق والباطل، وهي في قدرتك اليوم على امتداح من ذممته بالأمس، أو أن تذمّ اليوم من امتدحته بالأمس، لأنك تقيّم الأفعال بمعزل عن الأشخاص.

سيصفونك بأنك: متميّع، متراخ، متقلب، متطلّع، بلا موقف، بلا منهج، بلا طعم.

لا تستجب لهذه الفخاخ، أو تستفزك هذه التصنيفات. كن مستقلاً، لا تمتنع عن قول رأيك ونقدك، وإعجابك وامتعاضك، وفرحك وحزنك، ولكن امتنع عن صعود منابر التشاتم، واسترجع شعارك القديم: هذه فتنةٌ... فلنعصم منها ألسنتنا... ليس عن الرأي، بل عن البذاءة.