أحدث الأخبار
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد

«الرفيق» وقت الضيق

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 28-07-2016


لم أكن أحبّه، ولم نكن نتشارك الباص نفسه الذي يُقلّ الطلبة إلى منازلهم، أنا كنت أركب في باص شارع الوحدة، وهو كان يركب في باص الملك فيصل، لم يكن من شلّتي، ولا من مجموعة الطلبة الذين يلعبون بكرة تنس أرضي مهترئة مباراة طاحنة في الساحة، لم نكن نملك الميول ذاتها تجاه السماسيم أو السجائر التي يهرّبها البعض، لم نكن نقرأ القصص السخيفة ذاتها، باختصار لم يكن بيننا أي مشترك! ولا ماضٍ ولا مستقبل ولا عاطفة، إلا أنه ذات يوم من الأيام تم طردنا سوياً من الفصل، هو لأنه أصدر صوتاً بذيئاً، وأنا لسبب بالطبع لن أفصح عنه، ولكنني أؤمن بأنك تؤمن بأني بريء!

وفقط لأننا ذات يوم قد طُردنا سوياً في الوقت ذاته، أصبح هناك نوع من العلاقة غير المعلنة بيننا.. حلف قذر.. رغم أنني لم أحبّه قط.. لا أعرف ما هو التعبير النفسي المناسب عن هذه الحالة؟ أنا لم أكن أسجل اسمه قط حين يتم تتويجي كـ(عريف للفصل) مهما أصدر من أصوات بذيئة، وهو كان يعطيني صوته (الانتخابي وليس البذيء) كلما جرت انتخابات مدرسية نزيهة.

الأمر كان يشبه العناصر المشتركة في تلك النكات السمجة التي تملأ الفضاء السيبيري، ما هو وجه الشبه بين السمكة والعمود؟ كلاهما لا يمكننا أن نصنع منه دبس الرمان!.

بقيت تلك الحوادث وذلك الـ(رفيق) منزويين في أقصى جوارير الذاكرة، حتى قرأتُ المكتوب على لوحة رخامية فخمة، وبأحرف ملكية رسمها خط الديواني، تضم تعريفاً لشارع وحديقة تم افتتاحهما حديثاً في دمشق:

(شارع سيادة الرئيس كيم غيل سونغ العظيم، أمين عام اللجنة المركزية لحزب العمل الكوري والزعيم الأبدي للشعب الكوري الصديق، وصديق الشعب العربي السوري).

هكذا إذاً! في خضم كل هذه الأحداث والتاريخ العربي السوري لم يبقَ إلا عائلة البوكيمون التي لا يعرف العالم متى تضغط على الزر الأحمر لكي تبدأ الحرب النووية الجديدة كي نسمّي بها مدننا، لا أعرف من مر في ذلك الشارع؟ هل وطئته خيول ملوك الأمويين؟ هل ألقى فيه سيف الدولة الحمداني كلمة أمام وفود ملوك الروم؟ هل اشترى منه نزار باقة ورد يهديها لحبيبة أحببناها أكثر منه؟ لم يبقَ من تاريخ دمشق كي يسمّى باسمه ذلك الشارع سوى المفحوم كيم غيل سونغ؟ لماذا؟ هل يشترك الرفقاء هنا بهواية إعدام المعارضين بإلقائهم للكلاب الجائعة أم بتفجيرهم بصاروخ، لأنهم لم يصفّقوا بالقوة المناسبة! يا إلهي مجرد التفكير في هذه الأساليب الجميلة للتخلص من المعارضين يجعلني أهتف تلقائياً ودون شعور.. الله.. سورية.. بشار وبس!

الاحتفالية بافتتاح الشارع الدمشقي لم ينقصها، حين نقلتها وكالات الأنباء، سوى موسيقى «سنان» الكئيبة (ما أحلى أن نكون في وطن واحد... فالخير للجميع والحب للجميع)، ورود وأزهار وأناس من الجانبين يرتدون ثياباً نظيفة.. شعورهم مصففة بعناية، يعيشون بمعزل تام في كلا البلدين عما يحدث فيهما، ولم يجمعهم سوى الطرد من الفصل ذات حصة.. وبالطبع يجمعهما حب اللون الأحمر!