أحدث الأخبار
  • 09:23 . وزير خارجية عُمان: مباحثات واشنطن وطهران في روما تحرز "بعض التقدم"... المزيد
  • 08:01 . قرقاش عقب العقوبات الأمريكية: لا حل في السودان إلا بوقف الحرب وتشكيل حكومة مدنية... المزيد
  • 06:45 . فرنسا تستضيف وزراء خارجية السعودية والأردن ومصر تحضيرا لمؤتمر حول حل الدولتين... المزيد
  • 06:36 . جيش الاحتلال يعلن اعتراض ثلاثة صواريخ قادمة من اليمن خلال 24 ساعة... المزيد
  • 06:35 . "المعاشات" تحدد الثلاثاء موعداً لصرف معاشات مايو بزيادة في عدد المستفيدين والقيمة الإجمالية... المزيد
  • 11:28 . واشنطن تفرض عقوبات على السودان بتهمة استخدام أسلحة كيميائية والخرطوم تتهمها بالابتزاز... المزيد
  • 11:08 . رئيس الوزراء الباكستاني: السعودية مكان محايد لاستضافة حوار مباشر مع الهند لحل القضايا العالقة... المزيد
  • 11:07 . "سرايا القدس" تعلن سقوط قتلى وجرحى بكمين لجنود الاحتلال شمالي قطاع غزة... المزيد
  • 11:06 . أبوظبي تدين مقتل موظفين في سفارة الاحتلال بواشنطن وتعرب عن تضامنها مع الشعب الصهيوني... المزيد
  • 11:04 . "التربية": 10 يونيو بدء امتحانات نهاية العام في المدارس الحكومية والخاصة... المزيد
  • 10:10 . الكويت تُسقط الجنسية عن 1292 شخصًا لأسباب قانونية مختلفة... المزيد
  • 09:21 . الإمارات تُدين بشدة إطلاق الاحتلال النار على الدبلوماسيين في جنين... المزيد
  • 07:20 . وسط الأزمة مع الجزائر.. أبوظبي تتوسع في المغرب بصفقة تتجاوز 14 مليار دولار... المزيد
  • 07:09 . إيران: علاقتنا مع السعودية في "وضع ممتاز" وتعاون اقتصادي يلوح في الأفق... المزيد
  • 11:20 . البنتاغون يقبل رسميا الطائرة الفاخرة التي أهدتها قطر للرئيس ترامب... المزيد
  • 11:10 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الأذربيجاني تعزيز فرص التعاون... المزيد

ميونخ التي أعرفها جيداً

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 25-07-2016


زرت ميونخ للمرة الأولى صيف عام 1999، بعدها وخلال أكثر من 15 عاماً، زرت هذه المدينة مراراً وتكراراً، وبينما فرقت الأيام وظروف العمل بين صديقات السفر والرحلات بعد أن كبرن وتغيرن ودارت بهن الحياة دورتها الطبيعية، فإن ميونخ وفي كل مرة أذهب إليها أجدها كما هي، محطة القطارات الرئيسية، مطاعم الأندرجراوند، عربات بيع الفاكهة في المارين، المقاهي التي لا تجد فيها مكاناً فارغاً، برج الكنيسة الضخم، أسماء المحال الكبرى، محال الموضة في شارع ماكسيميليان، ازدحام المارين بلاتز الدائم، المطر الذي لا ينقطع، كل شيء في ميونخ في مكانه كأنك تركته مساء البارحة.

يوم انقلب العالم رأساً على عقب، إثر تفجيرات نيويورك في سبتمبر من العام 2001 كنت هناك بصحبة والدتي في رحلة علاج طالت بعض الشيء، يومها امتلأت نفوس الناس بالخوف، وزادت وتيرة التحذيرات، وطفحت وسائل الإعلام الألمانية بصور أسامة بن لادن، وبالموقف من الإسلام والمسلمين، لكن شيئاً واحداً لم يتغير، هدوء ميونخ وأمانها وسلاسة الحياة والحركة في كل مكان فيها، حتى هذا الذعر الذي يسيطر على الناس والحكومات اليوم إثر العمليات الإرهابية لم يكن له أي أثر في تلك الأيام!

بعد زيارتي الأولى تلك زرت ميونخ مراراً وتكراراً، للعلاج، ولقضاء إجازات ممتعة، وللانطلاق منها لمدن أخرى، لقد ظل الأمان صفتها الملازمة، حتى حين كان البعض يتحدث عن تعصب الألمان وجديتهم وصرامتهم، كنت أتذكر أنني لم أُسْرَق يوماً هناك، وعندما نسيت كتاباً كنت أقرؤه في أحد المقاهي وجدته مرسلاً إليّ عبر عنوان المكتب الصحي للإمارات الذي كان مسجلاً داخل الكتاب، كنت أنظر للجانب الإيجابي الذي تركته الصرامة والجدية على المجتمع الألماني.

إن الدقة والجدية هي ما أوجد ألمانيا وحافظ عليها، وجعلها أيقونة للصناعة المتقدمة والمتقنة وللحرفية الفائقة وللنظام والشفافية، لقد مر هذا البلد بتطورات تاريخية زلزلت الناس ووضعتهم أمام خيارات وجودية قاسية جداً، خاصة في تلك اللحظة التي هزمت فيها ألمانيا ولم يبق في معظم مدنها حجرا على حجر، وحدها قوة القيم الألمانية وصلابة الإنسان ومشروعات الإعمار الهائلة هي ما نهض بألمانيا من رمادها، لتقف اليوم على قمة اقتصادات العالم.

لقد أحببت كل شيء في ميونخ، وحين وقف ذلك المعتوه يصوب رصاص مسدسه على الناس في الشارع، شعرت بالصدمة وبحزن شديد، وبأنني أعرف ذلك المكان جيداً، فلطالما مررت به، وهالني منظر الناس وهم يركضون بهلع بحثاً عن ملجأ من رصاص مجنون لا يعرف معنى وقيمة الأمان، كما تعرفها شعوب دفعت ملايين الضحايا لتصل إلى أمانها الحالي، ولتتشارك ثمار هذا الأمان مع الجميع.