أحدث الأخبار
  • 12:25 . محمد بن زايد يزور أنغولا لتعزيز التبادل الاقتصادي... المزيد
  • 12:06 . انسحاب فرق موسيقية من مهرجان في بريطانيا بعد إزالة علم فلسطين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إدخال أكثر من 300 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ فتح المعابر... المزيد
  • 11:31 . وزارة التربية تكشف عن التوقيت الرسمي المعتمد للمدارس الحكومية... المزيد
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد
  • 12:43 . استقالة وزير خارجية هولندا بسبب موقف حكومة بلاده من العدوان الصهيوني على غزة... المزيد
  • 12:11 . عبد الله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون المشترك... المزيد
  • 12:10 . "إيكاد" تفضح تلاعب الناشطة روضة الطنيجي بمصادر أمريكية لتشويه الجيش السوداني... المزيد
  • 11:29 . زيارة سرية لمساعد نتنياهو إلى أبوظبي لإصلاح العلاقات وسط مخاوف من هجمات محتملة... المزيد
  • 11:26 . الإمارات تسلّم مطلوبَين دوليين إلى فرنسا وبلجيكا في قضايا اتجار بالمخدرات... المزيد
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد
  • 09:53 . بريطانيا: منع "إسرائيل" إدخال المساعدات لغزة "فضيحة أخلاقية"... المزيد
  • 06:25 . "هيئة الطيران" تصدر لائحة جديدة لإدارة الأزمات في المطارات... المزيد

حرية التعبير وفوضى التضليل

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 19-07-2016


هناك فرق كبير بين أن تمنحك مواقع التواصل فرصة التعبير عن رأيك ومشاركة انطباعاتك بشكل علني في كل ما يدور حولك، وبين أن تعتقد بأنك أصبحت بهذه المشاركة فقيهاً أو صحفياً أو محللاً سياسياً، حتى وإن تجاوز متابعوك حاجز المليون متابع، لأن عدد متابعيك يعتبر معيار شهرة، لكنه ليس معيار تخصص يمنحك الدخول على خط التحليل والفتوى والإدلاء بآراء علمية؛ احتراماً لمناهج العلم ولعقول المتابعين على الأقل، فجماهيرية السوشال ميديا وإقبال الناس المتزايد لا يبيح ولا يبرر، بأي حال من الأحوال، حالة الفوضى التي تحدث هناك!

يحلو لكثيرين وصف هذه الفوضى على أنها تمثل فتحاً إنسانياً من ناحية حرية التعبير عن الرأي، والحقيقة أن القضية ليست في كل أشكالها تعبيراً عن هذه الحرية، فهناك انفلات أخلاقي كبير في أجزاء واسعة من هذه المواقع، وهناك ما يشبه التوحش في ممارسة التعدي على الآخرين، وكأن البعض فقد شروط إنسانيته وعقله، بحيث أصبحوا يستسهلون التخوين والتكفير وسب الآخرين وشتمهم وتسفيههم وتحويلهم إلى أضحوكة بلا أدنى سبب ظاهر أو منطقي سوى الرغبة الدفينة في إبراز أسوأ ما لديهم من غرائز سيئة، متخفين بأسماء مستعارة أو محتمين بشعارات غير حقيقية أولها شعار حرية التعبير!

يحق لنا هنا أن نستعير هذا القول (أيتها الحرية كم من الجرائم ترتكب باسمك) وهذا هو الواقع على صفحات الإعلام الجديد للأسف. إن الذين يفتقدون أساسيات الحرية لا يمكنهم أن يفهموا معنى حرية التعبير، ولذلك فالذين يرفعون هذه الشعارات بطريقة مقلوبة يكونون إما محرومين أصلاً من التعبير عن آرائهم بسبب التربية والنشأة وطبيعة النظام السياسي الذي يعيشون تحت ظله، وإما أنهم طلاب شهرة يبحثون عنها عبر أسوأ الأبواب وأقصر الطرق، وإما أنهم جهلة تصور لهم الحماقة أن التعدي والنيل من الآخرين حرية، كما صورت الحماقة للبعض أن خيانة الأوطان شكل من أشكال تحقيق العدالة!

على مواقع التواصل أيضاً يعتقد كثيرون ممن حققوا نوعاً من الشهرة وصار لهم أتباع بأنه يحق لهم الخوض في أي مجال من مجالات العلم أو شؤون الحياة، متناسين أن الرأي إذا لم يبنَ على أسس سليمة لا يعدو أن يكون مجرد انطباعات وأهواء نفس لا أكثر، لذلك لا يجوز هذا الخلط العجيب بين حرية التعبير وحرية التضليل؛ فحين لا تكون فقيهاً ومتبحراً في الدين لا يجوز لك أن تشتغل بالفتوى؛ لأنك ستتهم بالتجرؤ على الدين، وكذلك في العلم؛ فحين لا تكون مختصاً في السياسة أو الاقتصاد لا تحاول أن تجعل من نفسك محللاً أو منظراً؛ لأنك ستخلط الأمور وتضلل الرأي العام الذي يتبعك، وتبتدع آراء تدمر الآخرين أكثر مما تفيدهم.