أحدث الأخبار
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد
  • 12:43 . استقالة وزير خارجية هولندا بسبب موقف حكومة بلاده من العدوان الصهيوني على غزة... المزيد
  • 12:11 . عبد الله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون المشترك... المزيد
  • 12:10 . "إيكاد" تفضح تلاعب الناشطة روضة الطنيجي بمصادر أمريكية لتشويه الجيش السوداني... المزيد
  • 11:29 . زيارة سرية لمساعد نتنياهو إلى أبوظبي لإصلاح العلاقات وسط مخاوف من هجمات محتملة... المزيد
  • 11:26 . الإمارات تسلّم مطلوبَين دوليين إلى فرنسا وبلجيكا في قضايا اتجار بالمخدرات... المزيد
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد
  • 09:53 . بريطانيا: منع "إسرائيل" إدخال المساعدات لغزة "فضيحة أخلاقية"... المزيد
  • 06:25 . "هيئة الطيران" تصدر لائحة جديدة لإدارة الأزمات في المطارات... المزيد
  • 06:24 . رصد هلال آخر شهر صفر في سماء أبوظبي... المزيد
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد

حِكَم الصالحين

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 24-06-2016


ما أحوجنا في هذه الأيام المباركة للاقتراب من حياة الصالحين، والتعرف على النماذج المضيئة من أسلافنا الذين استمدوا نزعتهم المعرفية والعلمية وحكمتهم الفلسفية وأفعالهم السلوكية من روح الإسلام، وملؤوا بها الأرض نوراً وفضلاً وتقوى وحكمة.. حتى بلغت أنوارهم آفاق العالم. ولن نستطيع هنا أن نوفيهم حقهم، لكننا نحاول أن نستخلص من أقوالهم وأفعالهم بعض المعاني والحكم، لعل ذلك يرشدنا للطريق المستقيم.

حينما سئل التابع الجليل حاتم الأصم: كيف تخشع في صلاتك؟ كانت إجابته خارطة طريق لمن يريد إتقان الخشوع في صلاته، حيث قال: أقوم فأكبر للصلاة وأتخيل الكعبة أمام عيني، والصراط تحت قدمي، والجنة عن يميني، والنار عن شمالي، وملك الموت ورائي، وأن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يتأمل صلاتي، وأظنها آخر صلاة لي، فأكبر الله بتعظيم، وأقرأ وأتدبر، وأركع بخضوع، وأسجد بخضوع، وأجعل صلاتي لإظهار الخوف من الله عز وجل ورجاء رحمته، وأتبع ذلك الإخلاص، ثم أسلم ولا أدري أقبلت أم لا.

ونجد مثل هذا الورع أيضاً عند أحد العارفين بالله، وهو ميمون ابن مهران الذي كان إذا سمع القرآن ارتعدت فرائصه ووجل قلبه وغشيه الخوف من ربه، حيث يقول: إن الذي يحفظ القرآن الكريم ولا يتقرب بقراءته لله تعالى، فإن القرآن لا يبقى ساطعاً في صدره ولا مضيئاً في جوانحه. وقد قسم القراء إلى أربع فئات: فئة تلتمس من قراءته الأجر وعرض الدنيا، وفئه تريد أن تجادل به، وفئة تباهى بأنها من حفاظه، أما الفئة الرابعة فتتعلمه وتطيع به الله عز وجل وتتقرب إليه، وهي خير هذه الفئات.

أما سفيان الثوري، الذي كان حريصاً على إبقاء قلبه نظيفاً من حب الدنيا ونفسه طاهرة من الكبر والزهو والخيلاء والفخر والرياء، فكان عندما يجلس للدرس ويجد أن الآذان تتعلق بمنطقه الرائع والقلوب تتوله لمعانيه النفيسة والأعين تمتد إليه ولا تريد أن تفوتها حركة من حركاته، حيث يسكت الناس وكأن على رؤوسهم الطير، فيجد سفيان لذلك أثراً من الارتياح في نفسه، لكن سرعان ما يعتريه الخوف من أن يكون ذلك إعجاباً أو فخراً أو خيلاء.. فيستغفر الله ويطوي أوراقه ويقول كلمته: «أُخذنا ونحن لا نشعر». وعندما سئل: لماذا لا يجلس للعلم، قال: والله لو علمت أنهم يريدون بالعلم وجه الله تعالى لأتيتهم في بيوتهم وعلمتهم، لكنهم يريدون به المباهاة وقولهم حدثنا سفيان الثوري.

وكان العالم الجليل الحسن البصري إذا فرغ من حديثه وأراد النهوض من مجلسه، يقول: اللهم طهر قلوبنا من الكبر والنفاق والرياء والسمعة والريبة والشك في دينك، يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك واجعل ديننا الإسلام القيم.

وحينما سئل العالم الورع الفضيل بن عياض التميمي عن أسباب إجابة الدعاء، قال: لو خلا قلبك من أي شيء حتى لا يكون فيه مكان لغير الله سبحانه وتعالى، لم تسأله شيئاً إلا أعطاك إياه. لأن الله لا يستجيب دعاء ذي قلب غافل، ولأن الذنوب -كما يقول مجاهد بن جبر- تحيط بالقلوب كقبضة اليد. وإن محبة الله عند أبوبكر الشبلي تشبه كأساً لها وهج، إن استقرت في الحواس قتلت، وإن سكنت في النفوس أسكرت، فهي سر في الظاهر ومحبة في الباطن، لذلك يقول الشيخ الشعراوي: إذا أردت رؤية الدنيا بعد موتك فانظر إليها بعد موت غيرك وكيف نسيه الآخرون، لكي تجعل حياتك «كلها لله»، فهو الوحيد الذي لا يَنسى وأحسِنْ علاقتك معه فهو الوحيد الذي لا يفنى.