أحدث الأخبار
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد
  • 12:43 . استقالة وزير خارجية هولندا بسبب موقف حكومة بلاده من العدوان الصهيوني على غزة... المزيد
  • 12:11 . عبد الله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون المشترك... المزيد
  • 12:10 . "إيكاد" تفضح تلاعب الناشطة روضة الطنيجي بمصادر أمريكية لتشويه الجيش السوداني... المزيد
  • 11:29 . زيارة سرية لمساعد نتنياهو إلى أبوظبي لإصلاح العلاقات وسط مخاوف من هجمات محتملة... المزيد
  • 11:26 . الإمارات تسلّم مطلوبَين دوليين إلى فرنسا وبلجيكا في قضايا اتجار بالمخدرات... المزيد
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد
  • 09:53 . بريطانيا: منع "إسرائيل" إدخال المساعدات لغزة "فضيحة أخلاقية"... المزيد
  • 06:25 . "هيئة الطيران" تصدر لائحة جديدة لإدارة الأزمات في المطارات... المزيد
  • 06:24 . رصد هلال آخر شهر صفر في سماء أبوظبي... المزيد
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد

القرنقعوه وتطور العادات الاجتماعية

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 21-06-2016


أذكر حين كنا صغاراً كيف كان خروجنا للاحتفال بالقرنقعوه، كيس بسيط حول رقابنا وثوب عادي وتجوال مع الأصدقاء في الحي، مساومة مع أهل البيوت حتى نحصل على المكسرات والحلوى دون الحاجة إلى الغناء، في إطار محاولة بائسة على الحفاظ على السمت الرجولي أمام الزملاء الصغار، ثم استعراض الغلة واستخراج القيمة المضافة فيها من أنواع الحلوى الفريدة ليبدأ سوق البدل، خذ هذا أعطني ذاك، تنتهي الليلة بهدوء وإحساس عال بالرضا وتقوم الأمهات سراً بالتخلص من أكوام الحلوى خلال الليل واستبقاء كمية «تسد العين» وكان الله غفوراً رحيماً.
لا شك أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية تغيرت بشكل كبير منذ ذلك الحين، ليس دخلنا اليوم كدخلنا في الثمانينيات والتسعينيات، ولا مجتمع الأحياء المتجانس هو الحالة الطبيعية كما كان، ولا حس الأمان الاجتماعي الشامل الذي كان يلفنا هو الأصل اليوم كما كان، ولذلك تغيرت وتطورت هذه العادات بما يتناسب مع التحولات الشاملة في المجتمع، اليوم تمت مأسسة هذه المناسبة من جانب، فتجد الحي الثقافي وغيره من المؤسسات الحكومية تقيم فعاليات لإحياء القرنقعوه بشكل احتفالي رسمي مكلف، وعلى الجانب الآخر تحولت المناسبة لمباهاة اجتماعية من خلال إقامة حفلات للقرنقعوه داخل البيوت وتوزيع هدايا مكلفة على الضيوف كباراً وصغاراً، ابتداء لا بد أن نؤسس لأمر، التحسر على الحالة السابقة وبساطتها وتمني أن نعود إليها ليس واقعياً، أنا شخصياً أجد في نفسي حرجاً من خروج بناتي الصغار في الشارع كما كنا نفعل، وأحياؤنا اليوم لم تعد بذات التجانس والانفتاح الذي يوفر الطمأنينة اللازمة لجولة الأطفال منفردين، ولا شك أن ارتفاع الدخل يرافقه زيادة الإنفاق في كل المجالات وهذه المناسبة تبع لذلك، ربما كان الوضع السابق جميلاً في حينه ولكنه لا يتناسب مع ظروفنا اليوم.
ولكن لا بد كذلك أن نبحث كمجتمع عن استغلال إيجابي لهذه المناسبة يساهم في البناء التربوي لأبنائنا عوض ممارسات الاستهلاك الفارغة والبذخ المذموم، الأصل في هذه المناسبة هو التراحم والترابط بين أبناء المجتمع، يمر الأطفال على القريب والغريب ينشدون ويستقبلهم أهل البيوت بالحلوى ويمازحونهم ويسألون عن آبائهم وأمهاتهم، كانت فرصة لتحقيق مستوى آخر من التواصل داخل الحي اختفت اليوم وراء الأسوار العالية لبيوتنا الفارهة والأسوار الافتراضية التي نضعها بيننا وبين أهل الحي، هذه المناسبة فرصة للعودة للمجتمع التراحمي عبر تبادل الزيارات بشكل منسق مسبقاً وللهدف ذاته، في بعض المجتمعات الغربية يتم التعامل مع مناسبة عيد القديسين بهذه الطريقة، يقوم فريق من الأمهات في الحي بمرافقة الأطفال والتنسيق مع بقية الأمهات، من سيستقبل، وماذا سيوزع وكيف يضمن أن تكون التجربة إيجابية وآمنة، هذا عندهم ولكننا بالإمكان أن نبحث عن شكل يناسبنا ويخدم المقصد من الفعالية لدينا، الاحتفاء بالأطفال في شهر الصيام ومكافأتهم على صيامهم وتحقيق التراحم بين العائلات حتى يشعر الطفل أنه ابن للمجتمع لا لأبويه وحسب.;