أحدث الأخبار
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد
  • 12:43 . استقالة وزير خارجية هولندا بسبب موقف حكومة بلاده من العدوان الصهيوني على غزة... المزيد
  • 12:11 . عبد الله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون المشترك... المزيد
  • 12:10 . "إيكاد" تفضح تلاعب الناشطة روضة الطنيجي بمصادر أمريكية لتشويه الجيش السوداني... المزيد
  • 11:29 . زيارة سرية لمساعد نتنياهو إلى أبوظبي لإصلاح العلاقات وسط مخاوف من هجمات محتملة... المزيد
  • 11:26 . الإمارات تسلّم مطلوبَين دوليين إلى فرنسا وبلجيكا في قضايا اتجار بالمخدرات... المزيد
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد
  • 09:53 . بريطانيا: منع "إسرائيل" إدخال المساعدات لغزة "فضيحة أخلاقية"... المزيد
  • 06:25 . "هيئة الطيران" تصدر لائحة جديدة لإدارة الأزمات في المطارات... المزيد
  • 06:24 . رصد هلال آخر شهر صفر في سماء أبوظبي... المزيد
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد

التلصص حياة أخرى!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 03-06-2016


حين طلبت منه إحدى قارئاته نصيحة لأنها معجبة بأدبه ورواياته، كانت نصيحة غوستاف فلوبير لها ثلاث كلمات لا أكثر: «اقرئي لكي تحيي»، من هذه النصيحة انطلق الكاتب دانيال باناك وهو يعد لكتابه (متعة القراءة)، فجاءت النتيجة كتاباً في القراءة والمتعة والحياة، يكشف لنا باناك في كتابه كيف أن القراءة التي يعودنا والدونا عليها ويدربوننا منذ صغرنا على طريقة التعامل معها ومع الكتاب، تتحول إذا نحن آمنا بالكتاب إلى فعل حياة حقيقي!

باناك يؤكد في كتابه أيضاً أن القراءة تحول القارئ إلى شخص آخر يختلف عما كان عليه قبل القراءة، التحول الذي يصيب القارئ يبدأ معه في وقت مبكر جد، عندما يبدأ في تلمس طريقه نحو الكتب وهو صغير جداً، يثير فضوله كل باب مغلق وكل مكان ممنوع عليه دخوله، عندها يتحول الفضول إلى شغف والشغف إلى حالة من التلصص، فيكتشف عالماً مختلفاً وكبيراً جداً ومليئاً بالعجائب، يقول لنفسه (هذا بالضبط ما كنت أبحث عنه)، وفي كل مرة يتسلل فيها ليفتح كتاباً أو قصة يشعر ذلك الطفل بأن عالماً جديداً ينفتح أمام عينيه، فينفصل عن عالمه أو يتمرد عليه ثم يغوص فيه أكثر، يقول باناك، إنه لا يمكن للمرء أن يشفى من هذا التحول الذي تصيبنا به القراءة، كما لا يمكن أن نعود منها سالمين دون أن يصيبنا دوار المعرفة!

حين طلبت مني صديقة لي أيام الدراسة الجامعية، أن أعلمها أبسط طريقة للدخول إلى عالم القراءة والكتب، عرفت بأنه أصابها عارض الإعجاب بقارئ ما، فالقارئ الحقيقي شخص مختلف ومثير للاهتمام والإعجاب، وكثيرون يتمنون أن يكونوا مثله، لقد حاولت أن أمهد لها الطريق إلى الكتاب، حاولت معها بأكثر الطرق بساطة أن تقرأ، فعلت كل ما في وسعي، فكانت النتيجة صفراً في المئة، لم تستطع أن تعبر الصفحة الأولى من أي كتاب، قالت لي إنها لم تجد القراءة ممتعة ولا سهلة، إنها هواية ثقيلة كما قالت، وهذه تحديداً هي المشكلة، فالقراءة ليست هواية أبداً!

حينما ننتمي للقراءة ونصير قراءً فإننا نقرأ كمن يتنفس، أو كمن يعيش كما قال غوستاف فلوبير، »حينها نقرأ كي نعلم من نحن، ولكي نعلم ما يجري في العالم، ونعرف الآخرين بشكل أفضل، ونعلم إلى أين نمضي، وكي نحافظ على ذاكرة الماضي، ونضيء الحاضر، كي نكسب الوقت، ولكي نفرّ من الواقع، كي نبحث عن معنى للحياة، كي نمارس فكرنا بحرية..«، نقرأ لنحيا فعلاً.