أحدث الأخبار
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد
  • 12:43 . استقالة وزير خارجية هولندا بسبب موقف حكومة بلاده من العدوان الصهيوني على غزة... المزيد
  • 12:11 . عبد الله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون المشترك... المزيد
  • 12:10 . "إيكاد" تفضح تلاعب الناشطة روضة الطنيجي بمصادر أمريكية لتشويه الجيش السوداني... المزيد
  • 11:29 . زيارة سرية لمساعد نتنياهو إلى أبوظبي لإصلاح العلاقات وسط مخاوف من هجمات محتملة... المزيد
  • 11:26 . الإمارات تسلّم مطلوبَين دوليين إلى فرنسا وبلجيكا في قضايا اتجار بالمخدرات... المزيد
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد
  • 09:53 . بريطانيا: منع "إسرائيل" إدخال المساعدات لغزة "فضيحة أخلاقية"... المزيد
  • 06:25 . "هيئة الطيران" تصدر لائحة جديدة لإدارة الأزمات في المطارات... المزيد
  • 06:24 . رصد هلال آخر شهر صفر في سماء أبوظبي... المزيد
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد
  • 10:30 . اجتماع طارئ "للتعاون الإسلامي" الاثنين لبحث مواجهة احتلال غزة... المزيد

العرب السنة بين المطرقة والسندان

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 31-05-2016


يقترب جيش النظام العراقي ومن معه من مسلحي الحشد الشعبي وغيرهم من أسوار المدينة الصامدة الفلوجة، هذه المدينة التي تحملت الحملة تلو الأخرى وراح الآلاف من سكانها ضحايا للتوافق الأميركي الإيراني، اليوم تتهم المدينة بأنها قاعدة من قواعد تنظيم الدولة، ويروج الإعلام الطائفي المدعوم إيرانياً صورة تجعل من الفلوجة بسكانها مصدر تصدير الإرهاب العالمي، بدأت تردنا صور القتلى من الأبرياء في القصف الذي يجتمع فيه الأميركي والطائفي العراقي والإيراني، الفلوجة كانت دائماً عصية على الغزاة الأميركيين والطائفيين، واليوم يجتمعون جميعاً وهدفهم الفلوجة، لكن لماذا الفلوجة؟
لا شك أن الدور الذي كان مطلوباً أن يلعبه تنظيم الدولة قد وصل إلى نهاياته، الإيرانيون حصلوا على ما يريدونه منه، توتر خليجي عربي من نمو التنظيم يغيب الأنظار عن المشروع الطائفي الإيراني، وشريك أميركي مستعد للعمل العسكري المشترك، الأميركيون كذلك تحقق لهم مرادهم، التنظيم وفر لهم غطاءً يبررون من خلاله تقاعسهم عن دعم الشعب السوري، ويجمعون حوله حلفاءهم دون المساس بالنظام الدولي الهش عبر مواجهة مع روسيا، الأنظمة القمعية العربية حصل لها ما تريد كذلك، هي اليوم تسوق أنها صمام الأمان أمام اجتياح هذا التنظيم للمنطقة، وكل من أرادت أن تعتقله أو تقمعه ربطته بشكل أو بآخر بالتنظيم والإرهاب، تنظيم الدولة اليوم لم يعد وجوده على الأرض مهماً لهؤلاء جميعاً بقدر الصورة الإعلامية له، التي يسهل عليهم توظيفها لتمرير مشاريعهم، التي وإن اختلفت في الظاهر إلا أنها تتفق في النتيجة، منطقة عربية مسلوبة الإرادة خاضعة لخارطة التحالفات العالمية والإقليمية.
عوداً إلى الفلوجة، الفلوجة تحمل رمزية خاصة في الذهنية العراقية والعربية بشكل عام، هي مدينة سنية صمدت أمام الاحتلال الأميركي وأمام الزحف الطائفي، واحتفظت بهويتها العربية السنية، وكما هو الحال مع المدن السورية التي صمدت أمام النظام السوري تقرر أن تكون رمزاً لمعركة النهاية بين هذه الأنظمة المدعومة إيرانياً، والفزاعة التي استخدمتها لكبح جماح المطالب الإنسانية للشعبين العراقي والسوري، تنظيم الدولة استغل في العراق ضد ثورة سنة العراق على التطهير العرقي الممنهج بين كماشة الطائفيين وسندان الأكراد، وبالتالي ضربت ثورة سنية في مهدها، وفي سوريا كان الأمر نفسه، وهاهم السنة اليوم يقعون بين مطرقة النظام الطائفي هناك وصورة أخرى لسندان الأكراد شمالاً.
الولايات المتحدة من ناحيتها يبدو أنها قررت أنها بحاجة لحليف جديد في المنطقة تضيفه إلى قائمة حلفائها، بعد أن زعزعت علاقتها مع إيران تحالفاتها التقليدية، الأكراد تحالفوا تقليدياً مع الولايات المتحدة في العراق، وأبدوا استعداداً لأن يلعبوا دوراً داعماً لنفوذها في المنطقة، اليوم تسلح الولايات المتحدة الأكراد شمال سوريا بهدف استخدامهم لضرب الثوار السنة، الذين تخشى من وصولهم إلى سدة الحكم، البيت الأبيض يعرف أن ذلك سيؤثر سلباً على علاقته بتركيا، التي هي أصلاً متذبذبة، إلا أن المشروع الأميركي مع الأكراد يمثل لها أولوية في الوقت الحالي، خاصة مع خروج المارد من القمقم ونمو أثر تنظيم الدولة خارج حدود المنطقة، من خلال إيران والأكراد تطمح واشنطن إلى أن ينتهي الربيع
العربي على حالة يمكنها التعايش معها، أنظمة محاصصة مهزوزة تعتمد على الدعم الخارجي، وتمارس ما يكفي من القمع لإسكات الأصوات المناهضة، وتحقيق استقرار داخلي نسبي.
يحلم الإيرانيون والأميركيون اليوم بمحو الفلوجة من الخارطة، ويطمحون إلى أن تكون صور القتلى في شوارعها رسالة إلى كل من تسول له نفسه مقاومة مشاريعهم في المنطقة مفادها، إما أن تكون في فريقنا أو لن تكون، عبر استغلال الأقليات لضرب الأغلبية السنية تطمح الولايات المتحدة لأن تبقى هذه المنطقة متأثرة وغير مؤثرة، ولا بأس إن سمح للإيرانيين باستباحة البعض منها، وسمح للأكراد باستباحة جزء آخر، طالما أن هذه المشاريع يمكن توظيفها ضد بعضها عند الحاجة.
كل هذه الأحداث تساهم في بناء جيل جديد من «الإرهابيين» الذين يضعون نصب أعينهم العواصم الغربية، هذا الجيل ليس بالضرورة أن يحمل شعار تنظيم الدولة، لكن لا شك أن تجنيده لصالح العنف بشكل أو بآخر سيكون سهلاً، بالأمس القريب استقال علوش من مهمة كبير المفاوضين عن الشعب السوري، بعد أن تيقن أن النظام الدولي لا يريد للشعب السوري حياة كريمة، واليوم العراقي السني يشاهد الجثث عن يمينه وعن يساره، والنظام الدولي يبارك عمليات القتل والتطهير العرقي، بشروا النظام الدولي أنه نجح في صناعة أعداء له في بطون أمهاتهم، انتصاركم على الأبرياء والعزل ستجنون ثماره ولو بعد حين.;