أحدث الأخبار
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد

العرب السنة بين المطرقة والسندان

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 31-05-2016


يقترب جيش النظام العراقي ومن معه من مسلحي الحشد الشعبي وغيرهم من أسوار المدينة الصامدة الفلوجة، هذه المدينة التي تحملت الحملة تلو الأخرى وراح الآلاف من سكانها ضحايا للتوافق الأميركي الإيراني، اليوم تتهم المدينة بأنها قاعدة من قواعد تنظيم الدولة، ويروج الإعلام الطائفي المدعوم إيرانياً صورة تجعل من الفلوجة بسكانها مصدر تصدير الإرهاب العالمي، بدأت تردنا صور القتلى من الأبرياء في القصف الذي يجتمع فيه الأميركي والطائفي العراقي والإيراني، الفلوجة كانت دائماً عصية على الغزاة الأميركيين والطائفيين، واليوم يجتمعون جميعاً وهدفهم الفلوجة، لكن لماذا الفلوجة؟
لا شك أن الدور الذي كان مطلوباً أن يلعبه تنظيم الدولة قد وصل إلى نهاياته، الإيرانيون حصلوا على ما يريدونه منه، توتر خليجي عربي من نمو التنظيم يغيب الأنظار عن المشروع الطائفي الإيراني، وشريك أميركي مستعد للعمل العسكري المشترك، الأميركيون كذلك تحقق لهم مرادهم، التنظيم وفر لهم غطاءً يبررون من خلاله تقاعسهم عن دعم الشعب السوري، ويجمعون حوله حلفاءهم دون المساس بالنظام الدولي الهش عبر مواجهة مع روسيا، الأنظمة القمعية العربية حصل لها ما تريد كذلك، هي اليوم تسوق أنها صمام الأمان أمام اجتياح هذا التنظيم للمنطقة، وكل من أرادت أن تعتقله أو تقمعه ربطته بشكل أو بآخر بالتنظيم والإرهاب، تنظيم الدولة اليوم لم يعد وجوده على الأرض مهماً لهؤلاء جميعاً بقدر الصورة الإعلامية له، التي يسهل عليهم توظيفها لتمرير مشاريعهم، التي وإن اختلفت في الظاهر إلا أنها تتفق في النتيجة، منطقة عربية مسلوبة الإرادة خاضعة لخارطة التحالفات العالمية والإقليمية.
عوداً إلى الفلوجة، الفلوجة تحمل رمزية خاصة في الذهنية العراقية والعربية بشكل عام، هي مدينة سنية صمدت أمام الاحتلال الأميركي وأمام الزحف الطائفي، واحتفظت بهويتها العربية السنية، وكما هو الحال مع المدن السورية التي صمدت أمام النظام السوري تقرر أن تكون رمزاً لمعركة النهاية بين هذه الأنظمة المدعومة إيرانياً، والفزاعة التي استخدمتها لكبح جماح المطالب الإنسانية للشعبين العراقي والسوري، تنظيم الدولة استغل في العراق ضد ثورة سنة العراق على التطهير العرقي الممنهج بين كماشة الطائفيين وسندان الأكراد، وبالتالي ضربت ثورة سنية في مهدها، وفي سوريا كان الأمر نفسه، وهاهم السنة اليوم يقعون بين مطرقة النظام الطائفي هناك وصورة أخرى لسندان الأكراد شمالاً.
الولايات المتحدة من ناحيتها يبدو أنها قررت أنها بحاجة لحليف جديد في المنطقة تضيفه إلى قائمة حلفائها، بعد أن زعزعت علاقتها مع إيران تحالفاتها التقليدية، الأكراد تحالفوا تقليدياً مع الولايات المتحدة في العراق، وأبدوا استعداداً لأن يلعبوا دوراً داعماً لنفوذها في المنطقة، اليوم تسلح الولايات المتحدة الأكراد شمال سوريا بهدف استخدامهم لضرب الثوار السنة، الذين تخشى من وصولهم إلى سدة الحكم، البيت الأبيض يعرف أن ذلك سيؤثر سلباً على علاقته بتركيا، التي هي أصلاً متذبذبة، إلا أن المشروع الأميركي مع الأكراد يمثل لها أولوية في الوقت الحالي، خاصة مع خروج المارد من القمقم ونمو أثر تنظيم الدولة خارج حدود المنطقة، من خلال إيران والأكراد تطمح واشنطن إلى أن ينتهي الربيع
العربي على حالة يمكنها التعايش معها، أنظمة محاصصة مهزوزة تعتمد على الدعم الخارجي، وتمارس ما يكفي من القمع لإسكات الأصوات المناهضة، وتحقيق استقرار داخلي نسبي.
يحلم الإيرانيون والأميركيون اليوم بمحو الفلوجة من الخارطة، ويطمحون إلى أن تكون صور القتلى في شوارعها رسالة إلى كل من تسول له نفسه مقاومة مشاريعهم في المنطقة مفادها، إما أن تكون في فريقنا أو لن تكون، عبر استغلال الأقليات لضرب الأغلبية السنية تطمح الولايات المتحدة لأن تبقى هذه المنطقة متأثرة وغير مؤثرة، ولا بأس إن سمح للإيرانيين باستباحة البعض منها، وسمح للأكراد باستباحة جزء آخر، طالما أن هذه المشاريع يمكن توظيفها ضد بعضها عند الحاجة.
كل هذه الأحداث تساهم في بناء جيل جديد من «الإرهابيين» الذين يضعون نصب أعينهم العواصم الغربية، هذا الجيل ليس بالضرورة أن يحمل شعار تنظيم الدولة، لكن لا شك أن تجنيده لصالح العنف بشكل أو بآخر سيكون سهلاً، بالأمس القريب استقال علوش من مهمة كبير المفاوضين عن الشعب السوري، بعد أن تيقن أن النظام الدولي لا يريد للشعب السوري حياة كريمة، واليوم العراقي السني يشاهد الجثث عن يمينه وعن يساره، والنظام الدولي يبارك عمليات القتل والتطهير العرقي، بشروا النظام الدولي أنه نجح في صناعة أعداء له في بطون أمهاتهم، انتصاركم على الأبرياء والعزل ستجنون ثماره ولو بعد حين.;