أحدث الأخبار
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد
  • 09:53 . بريطانيا: منع "إسرائيل" إدخال المساعدات لغزة "فضيحة أخلاقية"... المزيد
  • 06:25 . "هيئة الطيران" تصدر لائحة جديدة لإدارة الأزمات في المطارات... المزيد
  • 06:24 . رصد هلال آخر شهر صفر في سماء أبوظبي... المزيد
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد
  • 10:30 . اجتماع طارئ "للتعاون الإسلامي" الاثنين لبحث مواجهة احتلال غزة... المزيد
  • 10:29 . السعودية وأمريكا توقعان اتفاقية شراكة عسكرية جديدة... المزيد
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد

مصدر التعصب

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 30-05-2016


يقول الفيلسوف جورج سانتيانا، التعصب هو الاستمرار في شيء بعد أن تكون نسيت هدفك الأول منه، وهذا هو الحال في وجوه التعصب الموجودة في العالم اليوم، كثير من التعصب يمارسه أصحابه كطبيعة وعادة، ومصادر التطرف في الثقافات الدينية أو العلمانية، متنوعة وواسعة، ولذا كل متطرف لديه تبرير لما يفعل.
إن العنف المادي الذي ينتشر اليوم على شكل حروب واقتتالات أهليه، له أصل نظري طويل، لا يتم امتهان ضحية بشكل مادي إلا بعد امتهانها والحط منها معنويا وثقافيا.
طوال التاريخ كانت «شيطنة الضحية»، حسب تعبير منير العكش، هي السبيل إلى امتهانها لاحقا بضمير بارد، وبلا تبعات.
الإرهابي اليوم، شديد التشنيع على الآخر، يكفره، ويحلل استباحته نظريا، قبل أن يمارس الاعتداء عليه.
انتشار خطابات التطرف وشيوعها في مجتمع، تقود إلى التورط في العنف المادي وانتشاره، فلا أحد في النهاية يجني شوكا من العنب.
أسباب التطرف متعددة، لكن هناك سببا واضحا وأصيلا يعود إليه بناء التطرف تاريخيا، هذا السبب هو العلاقات المجتمعية، لقد بدأت التمايزات تنشأ بين البشر ثقافيا، وأخذت المجموعات تترابط في داخلها، وتوثق علاقات أفرادها، وشدة هذا الترابط الداخلي، كانت تأتي على حساب العلاقة بالآخر من خارج دوائر هذه المجموعة.
تضخمت المجموعات البشرية، وأصبحت إمبراطوريات، وأعراق، وممالك، وأديان، والعامل المشترك بينها كلها، كان الخوف من الآخر، هذا الخوف، كان غنيمة ورأسمال للنخب داخل هذه الجماعات.
القيادات والنخب دخلت على الخط، وبدأت بتخويف الجماعات من الآخر، فتعلن بذلك أنها دليلهم ومن يملك مفاتيح نجاتهم، من السهل أن تقود قطيعا من الخائفين، حين تقنعهم أنك تعرف درب حمايتهم، لم تكن عقلية هذا الصراع وهذا التخويف تتأجج لأن الجماعة الأخرى بالضرورة مضرة، وإنما لأنها تؤدي دورا وظيفيا يكمن في السيطرة على الجماعة ذاتها، قبل الأخرى.
وهذا هو مغزى مفهوم الهيمنة الذي يطور ويجدد نفسه دوما عبر التاريخ، الهيمنة ليست أداة دفاعية، وليست هي التصرف الطبيعي حال خوف أو درء خطر من الآخر، بل هي فعل طامع ومتعد، يحدث على الجماعة التابعة، وبغض النظر عن طبيعة الآخر، والهيمنة تصرف متجاوز يبحث عن الهيمنة ذاتها، دون تبرير.
إن مصدر التعصب، ليس الاقتصاد أو الدين أو السياسة أو الأيدلوجيات المختلفة، هذه مفاهيم مجردة قد تكون مفيدة لو كانت في مسار صحيح. إن مصدر التعصب هو النخب التي تتلاعب بهذه المفاهيم، وتوجهها، وتحرف مسارها الصحيح، وتجير لأجلها مخاوف الناس والأفراد، فيبرز التعصب في النهاية، كنتيجة طبيعية، لتخويف مستمر.;