أحدث الأخبار
  • 06:36 . جيش الاحتلال يعلن اعتراض ثلاثة صواريخ قادمة من اليمن خلال 24 ساعة... المزيد
  • 06:35 . "المعاشات" تحدد الثلاثاء موعداً لصرف معاشات مايو بزيادة في عدد المستفيدين والقيمة الإجمالية... المزيد
  • 11:28 . واشنطن تفرض عقوبات على السودان بتهمة استخدام أسلحة كيميائية والخرطوم تتهمها بالابتزاز... المزيد
  • 11:08 . رئيس الوزراء الباكستاني: السعودية مكان محايد لاستضافة حوار مباشر مع الهند لحل القضايا العالقة... المزيد
  • 11:07 . "سرايا القدس" تعلن سقوط قتلى وجرحى بكمين لجنود الاحتلال شمالي قطاع غزة... المزيد
  • 11:06 . أبوظبي تدين مقتل موظفين في سفارة الاحتلال بواشنطن وتعرب عن تضامنها مع الشعب الصهيوني... المزيد
  • 11:04 . "التربية": 10 يونيو بدء امتحانات نهاية العام في المدارس الحكومية والخاصة... المزيد
  • 10:10 . الكويت تُسقط الجنسية عن 1292 شخصًا لأسباب قانونية مختلفة... المزيد
  • 09:21 . الإمارات تُدين بشدة إطلاق الاحتلال النار على الدبلوماسيين في جنين... المزيد
  • 07:20 . وسط الأزمة مع الجزائر.. أبوظبي تتوسع في المغرب بصفقة تتجاوز 14 مليار دولار... المزيد
  • 07:09 . إيران: علاقتنا مع السعودية في "وضع ممتاز" وتعاون اقتصادي يلوح في الأفق... المزيد
  • 11:20 . البنتاغون يقبل رسميا الطائرة الفاخرة التي أهدتها قطر للرئيس ترامب... المزيد
  • 11:10 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الأذربيجاني تعزيز فرص التعاون... المزيد
  • 11:03 . مقتل جنديين في هجوم على قاعدة جوية روسية في سوريا... المزيد
  • 10:57 . طالب إماراتي يحصد المركز الأول في الكيمياء بمعرض "ISEF"الدولي... المزيد
  • 10:54 . أمريكا: مقتل موظفيْن بسفارة الاحتلال الإسرائيلي في إطلاق نار أمام المتحف اليهودي بواشنطن... المزيد

الشك لا يجعلك آمناً

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-05-2016


قد تكون هذه القصة جيدة كبداية: «اتخذت مكاني على طاولة المطعم، فنهضت المرأة العجوز البيضاء عن الكرسي المجاور في الحال. ألا تحتملين الجلوس إلى جانب رجل أسود؟ قلت لها هازئاً، «سيدي العزيز» قالت: «يجب ألا تكون شديد الحساسية بهذه الدرجة، كيف لي أن أعرف لونك؟» آنذاك، رأيت لون العصا التي تحملها، كانت بيضاء».

ليست الحساسية فقط ما جعل الرجل يسيء الظن بالسيدة (الكفيفة)، لكنه الاعتداد بالرأي أو بالفكرة المتوارثة، الفكرة التي نراكمها حول الآخرين، فلأنه «أسود» يعتقد الرجل بأن أي شخص «أبيض» سيستنكف الجلوس معه على الطاولة نفسها، في الوقت الذي غادرت فيه المرأة مكانها لسبب آخر تماماً، هي لم تبصر ما إذا كان أبيض البشرة أو أسود، لكنه هو المبصر لم يعرف أنها كفيفة سوى من لون العصا!

إن سوء الظن لا يقل رعونة عن سوء الفهم، على الأقل من ناحية نتائجه، في الموروث غالباً ما نجد إشارات وتوجيهات بتجنب هذه الصفة (إساءة الظن)، مع ذلك فهناك من يدافع عنها باعتبارها تحميه من الوقوع في المصائد التي توقع بأصحاب النوايا الطيبة، إساءة الظن بالنسبة للبعض إذن، نوع من الحماية.

لكنها الحماية التي تشبه ارتداء درع حديدية دون مبرر، أو ارتداء خوذة رأس في يوم قائظ والتنزه بها أمام الناس، نحن لسنا في حرب كي نجاهر الناس بسوء الظن احتياطاً من شرور محتملة، فماذا إن لم يكن هناك شرور من الأساس، سألت أحد أصحاب مذهب سوء الظن، فأجاب: أكون قد حميت نفسي!

للأسف، نحن نتمترس حول أفكار تشبه الدروع الفولاذية، ونحتمل الوحدة والهجر والقسوة وبعد الأصحاب عنا بسبب (إساءة الظن)، وللأسف، نحن نتربى أحياناً على ذلك دون أن يقصد أهلنا زرع قيم سلبية فينا.

لكنهم حين يخوفوننا من الرجال ليحمونا، ومن الغرباء كي لا نقع في شراك الاستغلال والنصب، ومن شرطي المرور لنواصل الانصياع لأوامره، ومن الطبيب ومن الجنيات ومن الظلام، ومن أشياء كثيرة، فما الذي يراكمونه فينا؟

إن خدوشاً كثيرة تحدث تحت الجلد وداخل العقل، كما أن كسراً حقيقياً يصيب الذات في علاقتها بمن حولها، نصير (شكاكين) وغير قادرين على حماية أنفسنا بأنفسنا من كل هذه المخاوف وبشكل علني وطبيعي، ما يجعلنا نهرب للشك دائماً، والنظر لمحاولات الآخرين الاقتراب منا بسوء نية باعتبارهم كذبة ونصابين ولديهم مآرب أخرى، إن هذه الآليات لا تحمينا، ولكنها تحولنا إلى كائنات مسكونة بالرعب وعدم الثقة والخوف من الاستلاب والوقوع في الكمائن!

أجد كثيراً من الرجال وحتى النساء، يعيشون علاقات استلاب تجاه من يتعلقون بهم، متحولين تدريجياً إلى كائنات مستَغلة على الدوام، دون أي رغبة أو مقدرة على الرفض، لأن عقلاً مميزاً وقادراً على التفريق بين الحب والاستغلال لم يرب فيهم، ولم ينمُ في داخلهم منذ الصغر. إن الترهيب والتخويف وزرع الشكوك لا تنتج سوى شخصيات مهزوزة على الدوام!