أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

الكلمات التي لا تشبه غيرها

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 17-05-2016


تخيّل أن تعيش حياتك المعتادة بالطريقة نفسها كل يوم، التفاصيل نفسها، اليوميات نفسها، الملل هو ذاته الذي عانيته البارحة، والذي أرّقك طيلة نهارك، اللاحماسة لأي شيء، تعاملك البليد مع عملك، محاولتك أن ترسم ابتسامة بلاستيكية كيفما اتفق، فقط كي لا يتهمك من معك بأنك سلبي وكئيب وغيرها من تهم حياة الحداثة، تخيل وسط هذه البلادة التي تعيشها ويعيشها كثيرون غيرك أن يقول لك أحدهم: حاول أن تتخيل قصة جديدة لحياتك، فذلك هو المكتوب عليك وليس الغرق في البلادة، هل تتخيل ما تعنيه مثل هذه الكلمات؟

يقول الروائي الشهير باولو كويللو: «الكلمة قوة، الكلمات تغير العالم والإنسان كذلك»، هذا صحيح، للكلمات النابعة من التجربة تأثير عجيب، وللأشخاص الملهمين والحقيقيين وقع غريب في النفس، إن الكلمات التي يقولونها لا تبدو جوفاء أو مكررة، إنها تبدو لك أشبه بمعطف فراء في عاصفة ثلجية، بينما تتجمد أنت من البرد، أو كشجرة في صحراء قاحلة تبللت للتو بمطر منهمر، ستبدو لك أوراق الشجرة خضراء بشكل باهر، ولامعة وتشع بفرح غريب، أنت تلك الشجرة!

لبعض الكلمات والكتابات تأثير مشابه تماماً، مع الأسف هذه الكتابات والكلمات لا تتوافر دائماً، من هنا نقول: على الكتّاب والوعاظ ورجال الدين أن يعتنوا بكتاباتهم وكلماتهم ولغتهم قبل أن يدفعوها إلى النشر والطباعة أو يلقوها على مسامع الناس، إن العالم مليء بالكلمات المحبطة وبالثرثرة الفارغة، لا نريد مزيداً منها، لكننا نريد مزيداً من معاطف الفراء والأمطار، بما يمحو الخرافات الكثيرة من عقولنا!

لطالما قال لنا أهلنا ومعلمونا وأصدقاؤنا، ولطالما استمعنا لذلك في المواعظ وفي بعض البرامج الدينية، إنه علينا ألا نتحدث عن الأشياء الجميلة التي حدثت لنا مثلاً خشية حسد الآخرين. كما أقنعونا حد الرعب بأن علينا ألا نتكلم عن نجاحاتنا وأموالنا، ولا نظهر أولادنا أمام الناس، ومن تمتلك شعراً جميلاً عليها أن تغطيه حتى أمام جاراتها وصديقاتها خشية عيونهن «الحارة». أمس قرأت تعليقاً لأحدهم على «الفيسبوك»، يقول فيه: «أخشى أن أضع صورة شجرة المانجو المثمرة في بيتنا خوفاً من أن يصيبها أحد بالعين فيحرقها!!».

أتساءل دائماً: لماذا لا تصاب ملكات الجمال وعارضات الأزياء بالعين الحارقة؟ ومع إيماننا الكامل بما ورد في القرآن عن الحسد والتعوذ منه، فإننا مأمورون بالتعود، وليس بتحويل فكرة الحسد إلى وسواس قهري يرسم حركة الحياة.

أعتقد بأنه علينا أن نضع الأمور في حجمها، ونستخدم الدين والآيات بالطريقة المثلى، فالقرآن هو أعظم كتاب مؤثر في حياة الإنسانية، من يستمع إليه يشعر بمدى الطمأنينة العجيبة التي تخترق روحه فيسكن ويطمئن، يجعلك القرآن خفيفاً كروح، سعيداً وصافياً كماء، كلماته لا يمكن أن تدفعك لتتصارع مع من وما حولك، أو لتزرع فيك الشك في جيرانك وأهلك، أو لتجعلك غير واثق بنياتهم تجاهك، أما الحسّاد والفاشلون فموجودون في كل الدنيا، لكن تأثيرهم يقع على من يؤمن بهم وبتأثير كلماتهم لا أكثر!