أحدث الأخبار
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد

لا لتقديس العلمانية!

الكـاتب : إسماعيل ياشا
تاريخ الخبر: 01-05-2016


دعوة رئيس البرلمان التركي إسماعيل قهرمان إلى دستور خالٍ من العلمانية أثارت ضجة كبيرة في تركيا، ودفعت العلمانيين المتطرفين للخروج من جحورهم ليرفعوا مرة أخرى هتافهم الشهير الذي لم نعد نسمعه منذ سنين في الشوارع: «تركيا علمانية، ستبقى علمانية».
كانوا يمارسون ضد المواطنين المتدينين أبشع أنواع الضغوط والإقصاء والتمييز، ويحاربون المظاهر الإسلامية والواجبات الدينية بحجة أنها تتعارض مع العلمانية، كما استخدمت العلمانية كسيف مسلط على رؤوس السياسيين، وتم حظر الأحزاب بتهمة ممارسة أنشطة مخالفة للنظام العلماني وطردوا النائبة مروة قوقجي من البرلمان التركي لكونها محجبة، إلا أنهم فقدوا السيطرة على الحكم بعد سلسلة من الإصلاحات والثورة الشعبية التي قام بها الشعب التركي عبر صناديق الاقتراع.
قهرمان، خلال مشاركته في مؤتمر «تركيا الجديدة والدستور الجديد»، دعا إلى أن يكون الدستور الجديد «متدينا»، وقال إن دستور ثلاث دول في العالم تقوم على العلمانية، وهي فرنسا وأيرلندا وتركيا، مشيرا إلى أن العلمانية يعرِّفها كل واحد حسب رغبته الشخصية ويستغلها.
الأحزاب السياسية الأربعة المتمثلة في البرلمان التركي بما فيها حزب العدالة والتنمية، استنكرت تصريحات قهرمان، كما تدخل رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان ليقطع دابر الاحتجاجات، وزعم أن الدولة يجب أن تقف على مسافة واحدة من كل العقائد الدينية، وقال: «آرائي معروفة في هذا الشأن»، لافتا إلى تصريحاته السابقة التي دعا فيها المصريين إلى تبني دستور علماني.
حزب العدالة والتنمية لم يدافع عن تصريحات رئيس البرلمان الذي ينتمي إليه، كما أن قهرمان نفسه اضطر أن يُصدر بيانا في وقت لاحق ليقول إن تصريحاته كانت تعبِّر عن وجهات نظره الشخصية، ولكن معظم المؤيدين لحزب العدالة والتنمية فرحوا بما قاله قهرمان، بل هناك استياء لدى بعضهم من تسرع قادة الحزب في النأي بأنفسهم عن تصريحات رئيس البرلمان.
هذا النقاش الذي أثارته تصريحات رئيس البرلمان التركي أكَّدت للجميع أن العلمانية ما زالت صنما مقدسا في تركيا وتُفرض على المواطنين فرضا دون أن يسمح لهم بالنقاش -ولو من باب حرية الرأي- حول حقيقتها وأنواعها وكيفية تطبيقها ومقارنتها مع تلك التي تطبق في دول أخرى.
قهرمان يقول إنه عبَّر عن آرائه الشخصية حول الدستور الجديد وتطبيق العلمانية، ومع ذلك لم يسلم من الهجمة الإعلامية وسهام العلمانيين المتطرفين الذين طالبوا بتقديم استقالته من رئاسة البرلمان، ما يعني أن هناك قيودا على حرية الرأي في تركيا لا تفرضها الحكومة، بل تفرضها القوى العلمانية المتطرفة على عموم الشعب وحتى على رئيس البرلمان.
الأتراك منذ أوائل العهد الجمهوري واجهوا أشد أنواع العلمانية وحشية، غير أن هذا النوع من العلمانية لا يتم تطبيقه اليوم في ظل حكم حزب العدالة والتنمية. ومن حق المواطنين -مهما كانت مناصبهم ومكانتهم الاجتماعية- أن يناقشوا ما سيتضمنه الدستور الجديد ويطالبوا بضمانات تحول دون عودة العلمانية المتوحشة حتى لو تغيرت الحكومات.
مفهوم العلمانية ليس أمرا إلهيا يجب الإيمان به والاستسلام له، بل هناك دول غربية متقدمة لا تتضمن دساتيرها مبدأ العلمانية. ومن الأفضل أن يواصل المثقفون هذا النقاش بهدوء دون الالتفات إلى الحرب النفسية التي يشنها العلمانيون المتطرفون.