أحدث الأخبار
  • 02:42 . مسؤول إيراني: احتمال اندلاع حرب جديدة مع "إسرائيل" وارد... المزيد
  • 12:44 . تغييرات إدارية وإقالات مبكرة وجدَل تحكيمي يشعل انطلاقة دوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 12:42 . العفو الدولية: سياسة تجويع ممنهجة في غزة وسط استمرار المجازر... المزيد
  • 11:53 . نائب حاكم الشارقة يبحث مع مسؤولين مصريين التعاون القضائي والأكاديمي... المزيد
  • 11:44 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره السعودي المستجدات الإقليمية... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تستحوذ على 65% من طائرات "بوينغ" المسلّمة للشرق الأوسط في 2025... المزيد
  • 06:44 . الرحلة الأخيرة لزعيمة المعارضة البيلاروسية.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 12:02 . في جريمة جديدة.. الولايات المتحدة تمنع التأشيرات الإنسانية الطبية على أبناء غزة... المزيد
  • 11:58 . الكويت.. القبض على 67 متهما بصناعة الخمور عقب وفاة 23 شخصاً... المزيد
  • 11:50 . بدء دوام المدرسين والإداريين في الإمارات اليوم.. والطلاب من الأسبوع القادم... المزيد
  • 11:44 . 16 شهيداً بنيران جيش الاحتلال في غزة اليوم... المزيد
  • 11:35 . اليمن.. قصف إسرائيلي يستهدف محطة كهرباء بصنعاء... المزيد
  • 01:28 . سفير الاحتلال لدى أبوظبي يواصل إغضاب المسؤولين الإماراتيين... المزيد
  • 08:10 . تعليقاً على لقاء ترامب وبوتين.. قرقاش: للإمارات دور محوري بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 05:55 . البديوي يبحث مع نائب وزير خارجية التشيك التعاون الثنائي ومستجدات المنطقة... المزيد
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد

جهاد الأوغاد

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 21-03-2016


صرخ في أهل البلدة بعد أن جمعهم هو ورفاقه بتهديد السلاح: الفتاة التي نجدها وقد طلع وجهها، أو شعرها، سأجلب أباها وأخاها وأجعل أجسادهم تتقطع بين سيارتين. هذا ما قاله أحد الدواعش لأهل البلدة وهو محاط بالعشرات من المدججين بالسلاح. تنظيم الدولة والتنظيمات الأقل منها تطرفا، هم درجات في إذاقة الويل للسكان، في سوريا أو العراق. لقد زادت هموم السكان إلى همومهم، فهل يصدق عاقل أنه تحت ويلات القصف، تجد بعض المقاتلين يتجمهرون لأجل جلد صبي، أو معاقبة امرأة، أو مراقبة من يدخن السجائر ومن لا يغلق وقت الصلاة.
كون المجتمعات التي تحررت من ربقة النظام السوري لم تجد بديلا آخر يسيطر عليها بسبب تعقيدات الصراع، هذا لا يعني قابلية السكان لأن يكونوا فئران تجارب لما سمّي بتطبيق الشريعة. هنالك جدل معتبر بين الباحثين الإسلاميين، يوضح كثير منهم أن سيادة الأمة قبل تطبيق الشريعة. واعتبار أن ما يريده الناس وما يميلون إليه سابق على كل شيء، وهو الأصل. وهذا أمر لا يتحقق إلا في ظروف طبيعية، لا الظروف التي تخاطبك فيها بندقية. في سوريا، كان الإسلام دوما إسلاما معتدلاً، لم يعرف التشدد الاجتماعي والديني. وفرض ذلك على الناس اليوم في بعض مناطقهم، أسوأ من زمن الاستبداد الذي عاشوه.
كل خطاب ديني يطمح إلى الهيمنة على المجتمع، وله أدواته في ذلك، وشاهدنا ذلك في دول عربية مختلفة. كانت أدوات تعليم وثقافة، وطبيعية في مجملها باعتبار الهوية الإسلامية لهذه الشعوب، والحاجة إلى ثقافة حاضنة، تكون مرجعا في الأخلاقيات والممارسات الاجتماعية، لكن الإشكال في الوقوع تحت هذه التنظيمات المتطرفة، أنها تحمل في الغالب السلاح بجانب التشدد والجهل. والقادة والمنظرون من الخارج لهذا النوع من الجهاد، مرتاحون في أماكنهم، وفي مقابلاتهم الأريحية «والاستراتيجية» مع أجهزة المخابرات، بينما يطالبون بقتال الجماعات والأفراد الذين يسعون للقانون والمدنية في سوريا، أو لا يعلنون دولة الخلافة. وكأن الفرد السوري، الطالب لحريته وكرامته، كُتبت عليه خدمتهم وطاعتهم ليخرج من قتال مفترض، إلى قتال زائد عن الحاجة.
في سوريا قوت شوكة التنظيمات الجهادية، واستغنت عن الحاجة إلى حواضن شعبية، مقلدة في ذلك داعش التي استغنت تماما منذ البداية. إن الفشل الحقيقي للتيار الجهادي الذي يعلن نفسه تيارا مناضلا، يكمن في حرصه على قمع الناس، وفي ترويج خطاب جاهليتهم. لا يستحق الإنسان أبداً الإكراه في هذه الحياة، من أي أحد كائناً من كان. لقد قال الجابري، في إضاءة ملفتة: إن الآخرة إنما وضعت لأجل الدنيا، وليس العكس. لم توضع الدنيا لأجل الآخرة. الآخرة بجزائها ومثوبتها تهدف إلى تحريض الإنسان على صنع حياة كريمة عادلة. وهذا ما لا يفهمه المتطرف، إنه يفجر نفسه، ويفسد حياة الناس على الناس، بسبب زعمه أنه يهتم للآخرة ولا تهمه الدنيا وخرابها.