فيما كانت 20 دولة عربية وإسلامية بـ120 ألف جندي و2500 مقاتلة و4 آلاف دباية ومئات السفن وآلاف من القطع العسكرية الاخرى، كانت إيران تواصل بناء مستوطنات في الجزر الإماراتية المحتلة من جهة وتطلق المزيد من التجارب الصواريخ البالستية المختلفة، وفي القاهرة كان وزراء الخارجية "يأملون" في أن تقبل طهران بالتفاوض على الجزر.
وقبل ذلك، وخلاله وبعده، المزيد من الاستعدادات العسكرية الإماراتية تحديدا في مجاربة الإرهاب في "أي مكان" وفق نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في أبوظبي الأسبوع الماضي، و وفق استعداد مجدد لوزير الخارجية والتعاون الدولي عبد الله بن زايد الأسبوع الماضي أيضا في الرياض أعلنت أبوظبي عن الرغبة في إرسال قوات برية لمحاربة تنظيم الدولة. وإضافة إلى ذلك، كان يؤكد نائب رئيس الدولة الشيخ محمد بن راشد أن قواتنا المسلحة قادرة وقوية وتستطيع مجابهة التحديات "مهما عظمت".
ورغم السايق السابق إلا أن طهران تصر على تغيير الواقع في هذه الجزر ديمغرافيا وجغرافيا طبيعية.
آمال الجامعة العربية وإداناتها
وفي بيان بشأن احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث «طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى»، أكد مجلس جامعة الدول العربية، بشكل مطلق، سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، الكاملة على جزرها الثلاث، وتأييد كافة الإجراءات والوسائل السلمية التي تتبعها دولة الإمارات لاستعادة سيادتها على جزرها المحتلة.
والبيان رهن تأييده على المواقف السلمية، ماذا لو قررت الدولة التدخل عسكريا لاستعادة حقوقها، هل ستقف الجامعة العربية إلى جانب الدولة وترسل قوات من مصر وليبيا والأردن لهذه المهمة؟
واستنكر المجلس استمرار الحكومة الإيرانية في تكريس احتلالها للجزر الثلاث وانتهاك سيادة دولة الإمارات بما يزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة ويؤدي إلى تهديد الأمن والسلم الدوليين.
ورغم أن مجرد احتمالية زعزعة الاستقرار والأمن الدوليين يشكل مبررا للتدخل عسكريا للحفاظ على الأمن والاستقرار إلا أن الجامعة تكتفي بالتوصيف دون التقدم بخطوة واحدة لمواجهة هذه التحديات.
وأدان المجلس قيام الحكومة الإيرانية ببناء منشآت سكانية لتوطين الإيرانيين في الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة كما استنكر المناورات العسكرية الإيرانية التي تشمل جزر دولة الإمارات وعلى المياه الإقليمية والإقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث باعتبارها جزءا لا يتجزأ من دولة الإمارات.
و "طلبت" الجامعة من إيران الكف عن مثل هذه الانتهاكات والأعمال الاستفزازية التي تعد تدخلاً في الشؤون الداخلية لدولة مستقلة ذات سيادة ولا تساعد على بناء الثقة وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة وتعرض أمن وسلامة الملاحة الإقليمية والدولية في الخليج العربي للخطر.
وأكد المجلس إدانة إيران بافتتاحها مكتبين في جزيرة أبو موسى التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة مطالباً إيران بإزالة هذه المنشآت غير المشروعة واحترام سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة على أراضيها.
وأعرب المجلس عن استنكاره وإدانته للجولة التفقدية التي أعلن فيها أن أعضاء لجنة الأمن القومي لشؤون السياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني يعتزمون القيام بها إلى الجزر الإماراتية المحتلة.. معتبراً ذلك انتهاكاً لسيادة دولة الإمارات على أراضيها ولا يتماشى مع الجهود والمحاولات التي تبذل لإيجاد تسوية سلمية ودعوة إيران إلى الامتناع عن القيام بمثل هذه الخطوات الاستفزازية.
وأعرب المجلس عن "الأمل" في أن تعيد الجمهورية الإسلامية الإيرانية النظر في موقفها الرافض لإيجاد حل سلمي لقضية جزر دولة الإمارات الثلاث إما من خلال المفاوضات الجادة والمباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
