أحدث الأخبار
  • 11:20 . البنتاغون يقبل رسميا الطائرة الفاخرة التي أهدتها قطر للرئيس ترامب... المزيد
  • 11:10 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الأذربيجاني تعزيز فرص التعاون... المزيد
  • 11:03 . مقتل جنديين في هجوم على قاعدة جوية روسية في سوريا... المزيد
  • 10:57 . طالب إماراتي يحصد المركز الأول في الكيمياء بمعرض "ISEF"الدولي... المزيد
  • 10:54 . أمريكا: مقتل موظفيْن بسفارة الاحتلال الإسرائيلي في إطلاق نار أمام المتحف اليهودي بواشنطن... المزيد
  • 10:16 . صحوة متأخرة للضمير الأوروبي... المزيد
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد

احتفاء بالتفاهة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 11-03-2016


يعتبر التشيكي الأصل ميلان كونديرا، أشهر الروائيين الكبار الذين تأملوا كثيراً في القيم والأفكار الوجودية الكبرى كالخلود مثلاً والجهل، وحتى تلك الأفكار والقيم التي تبدو لبعضنا غير ذات قيمة كالمزاح والفكاهة والنسيان والخفة، والتفاهة! لكن من قال إن التفاهة فكرة غير ذات قيمة؟

إنها واحدة من القيم الوجودية الكبرى التي تحكم سير الأحداث التي تشكل حياتنا وحياة الإنسانية، ولا قدرة لأحد في السيطرة عليها أو التحكم في مساراتها سوى بروح الفكاهة كما يقول كونديرا!

في الرواية يُشهَد لكونديرا أنه أحد مشاهير الرواية الوجودية، كما أنه أحد الأسماء المرشحة منذ سنوات لنيل جائزة نوبل، إلا أنه لم يحظ بها حتى الآن وقد تجاوز سنه 85 عاماً، ورغم تقدمه في العمر فإن كونديرا غاب عن ملعب الرواية طويلاً بعد إصدار روايته الأخيرة (الجهل) عام 2000، ليعود ويصدر كتاباً بعنوان (لقاء) تحدث فيه كصاحب تجربة سردية كبيرة عن الرواية وراهنها ومآلاتها..

وليقول لنا باختصار إن هذا الفن الذي نقول عنه إنه يتسيد المشهد، وإنه يعيش أزهى عصوره من حيث الانتشار وكثرة الجوائز والفائزين وملايين النسخ، إلا أن الحقيقة حسب كونديرا أنه لا رواية حقيقية في الواقع، لا شيء سوى التفاهة، وأن الرواية انتهت بعد (مئة عام من العزلة) للراحل ماركيز!

روايته الأخيرة التي أصدرها بعد 14 عاماً من الغياب (2014) جاءت بعنوان (حفلة التفاهة)، حيث تبدو جميع الأحداث للوهلة الأولى وكأنها تافهة لا معنى لها، فهناك أربعة أصدقاء يجمعهم كونديرا في حفلة كوكتيل، يتحدثون في أمور لا معنى لها، أحداث وحكايات لا رابط بينها، مجرد تفاصيل وحكايات صغيرة لتمرير وقت الحفلة، مثل حكاية الزعيم السوفييتي ستالين التي ترويها إحدى الشخصيات عن أنه ذهب في رحلة صيد لمسافة 13 كيلومتراً، فوجد أربعة وعشرين طيراً على شجرة.

 وبما أنه لم يكن يملك غير اثنتي عشرة طلقة في بندقيته، قنصها، وعاد ليجلب الطلقات الباقية فوجد الاثني عشر طيراً في انتظاره، ولأن القادة الذين استمعوا للحكاية لم يتلقوها بروح الدعابة فهم لم يضحكوا، بل سخروا من ستالين وشتموه في دورة المياه!

ما الذي يبدو منطقياً في ما يحيط بنا - كأن كونديرا يسألنا - لتكون حكاية طيور ستالين منطقية وليست مجرد مزحة تافهة؟ هذه التفاصيل التي لا تعد ولا تحصى، والتي نتصرف بها ويتصرف بها ملايين البشر، لا فرق فيها بين عبقري وغبي أو عادي وزعيم أو.. و.. أليست مليئة بالتافه والتفاهة؟

القتل والحروب والمجازر والدمار وانمحاء دول وضياع مستقبل بشر بالملايين بلا سبب منطقي، ماذا نسميه؟ أليس هذا أمراً يعطي انطباعاً بأن التفاهة هي المنطق الذي يشد الأحداث أكثر من الجدية والمنطق والعقل؟ هذا ما أعاد كونديرا للكتابة بعد 14 عاماً من الصمت، عاد ليحتفي بالتفاهة ويودع المزاح وروح الفكاهة التي أصبح العالم يفتقدها!