أحدث الأخبار
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:24 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد

قبل أن يأتي الآخر

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 11-03-2016


انتهيت قبل أيام من قراءة كتاب مهم تحت عنوان «قبل أن يأتي الغرب.. الحركة العلمية في مصر في القرن السابع عشر»، للباحث ناصر عبدالله عثمان، والكتاب دراسة تاريخية تم خلالها إخضاع الفترة المذكورة للنقد والمراجعة، بغية التعرف على ما كان يقوله المؤرخون عنها، كفترة تميزت بالفوضى والتخلف والركود، علاوة على قولهم بأن الغرب والأخذ بالنموذج الأوروبي هو السبب فيما حدث من تغيرات حضارية وعلمية عرفتها مصر خلال القرن التاسع عشر.. الحجة التي استخدمها الفرنسيون والبريطانيون لتبرير وجودهم وسياساتهم الاستعمارية في مصر.

الدراسة كسرت ما روجت له النظرة الاستشراقية حول هذه الفترة، والتي وصفتها بالتخلف والجمود، إذ بيّنت أن ما حدث كان على العكس من ذلك، وأن مصر في تلك الفترة كانت شعلة من التغير والنهوض والحركة العلمية الذاتية المستقلة، وأنها كانت تسير نحو التطور والتقدم قبل مجيء الغرب، وكانت على وشك إنجاز عملية التحديث بنفسها وبقدراتها الذاتية، وأن الغرب هو الذي قطع عليها تطورها، وأن التدخل الغربي صحبته الكثير من المتغيرات التي كان لها تأثير واضح في تشكيل صورة الحركة العلمية المصرية خلال القرون التالية.

لقد شهدت الفترة السابقة على الوجود الغربي في مصر اهتماماً غير عادي بالعلم والعلماء، وتميز علماء تلك الفترة بخصائص في غاية الأهمية، مثل الورع والتقوى والاشتغال بأمور الدين والتقيد بالنظم والقواعد التي تتلاقى مع العلم ومكانته، كما وجد المؤلف أن المحيط الاجتماعي للعلماء في تلك الفترة ساعدهم على الاندماج وبناء علاقات قوية بطلبتهم والعمل على تأهيلهم ليحملوا الرسالة من بعدهم، كما ساعدهم على غزارة الإنتاج والعمل على الارتفاع بالمستوى العلمي المشترك بينهم وبين الطلبة، وكانت الجهود البحثية للعلماء المصريين في حينه كبيرة جداً، وقد ساعدتهم على ذلك سهولة تنقلهم بين أقاليم العالم الإسلامي، والذي لم يكن في حينه قد عرف الحدود والحواجز بين بلدانه، رغم حروب الدولتين الصفوية والعثمانية، وكان الالتزام بالاجتهاد والابتكار والإبداع في الحركة العلمية والثقافية هو الأساس.

ومما أظهرته الدراسة أيضاً أن مصر في الفترة بين القرنين الحادي عشر والسابع عشر الميلاديين كانت غنية بمؤسساتها التعليمية، وكان الكتاب فيها متوفراً بصورة سهلة وميسرة للطالب (مقارنة بالدول الأخرى في ذلك العصر)، وكانت للمدارس فيها مكتباتها الغنية.

ولم يقتصر وجود النشاط التعليمي ومؤسساته في مصر على القاهرة فحسب، بل انتشر في معظم أرجاء البلاد، لذلك ظلت مصر محتفظة بريادتها الثقافية والتعليمية في العالم الإسلامي رغم كل التحديات التي واجهتها.

وكشفت الدراسة عن اهتمام غير عادي بالعلوم العقلية (الفلسفة) لدى العلماء والمثقفين المصريين في ذلك العصر، لا يقل عن اهتمامهم بالعلوم الدينية واللغوية.

ومن أهم الاستنتاجات التي خرجت بها دراسة ناصر عبدالله عثمان أن الجوانب الفكرية لكثير من العلوم شهدت تطوراً كبيراً في القرن الحادي عشر الهجري (السابع عشر الميلادي)، الفترة التي تميزت بصحوة كبرى وبإنتاج ملحوظ في علوم المنطق واللغة والحساب والطب، كما امتازت نتاجات علمائها بالدقة والمنهجية، وبحرص مؤلفيها على ذكر المصادر والاقتباسات ممن سبقوهم، كما تميزت هذه الفترة بوجود كثير من العلماء الموسوعيين الذين كتبوا في معظم العلوم دون أن يحصروا أنفسهم في تخصص واحد ضيق.