رغم أن العلاقات الأمنية والاستراتيجية والعسكرية بين الإمارات والولايات المتحدة قوية للغاية، ورغم أن غالبية السلاح الإماراتي هو سلاح أمريكي، ورغم أن الإمارات يقيم علاقات قوية مع حلف الناتو وله سفير لدى المقر في بروكسيل إلا أن العلاقات بين أبوظبي وموسكو تطورت في السنوات الأخيرة بصورة ملحوظة، وخاصة بعد الربيع العربي وما اعتبرته دولة الإمارات من "تواطؤ أمريكي مع الشعوب العربية" في الثورات العربية. وقد سبق للفريق ضاحي خلفان أن طالب دول الخليج بالتوجه إلى روسيا، وعبر عن إعجابه "برجل المخابرات" بوتين بعد احتلاله للقرم مطلع 2014. فماذا أيضا في هذه العلاقات؟

لقاء الرميثي والجنرال الروسي

استقبل الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة، الأربعاء(9|3)، في مكتبه في القيادة العامة للقوات المسلحة الفريق أول أوليغ ساليكوف القائد العام للقوات البرية الروسية الذي يزور البلاد حالياً، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (وام). وجرى خلال اللقاء استعراض مجالات التنسيق والتعاون في عدد من المجالات العسكرية والدفاعية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وروسيا. 

تاريخ العلاقات العسكرية بين البلدين

كان ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد زار روسيا 3 مرات العام الماضي، منها مرتان قبيل العدوان الروسي على سوريا. وجاءت هذه الزيارة لتكتمل مع زيارة لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي لروسيا أيضا، وعقد عدة صفقات من السلاح مولت أبوظبي بعضها لصالح الجيش المصري، إضافة إلى تأييد العدوان الروسي كونه يحقق مصلحة سياسية واستراتيجية لأبوظبي في القضاء على ثورة الشعب السوري بذريعة وجود منظمات إرهابية وإعادة تأهيل نظام الأسد.

ففي عام 2013 في معرض "أيدكس" للصناعات الدفاعية قال ولي عهد أبوظبي: "روسيا قوة عظمى تتحمل مسؤولية كبيرة عن جيرانها. لا تجمعنا مصالح مشتركة في مجال السلاح فحسب، بل أيضا في مجالات كثيرة أخرى. أتمنى أن يزيد عدد مثل هذه الزيارات وتبادل الوفود بهدف تعزيز التعاون المتبادل المنفعة والتفاهم".

وكان محمد بن زايد  أول زوار الجناح الروسي الذي يضم 39 شركة ومنشأة دفاعية متخصصة رائدة، وفق مصادر روسية.

وقالت هذه المصار، وصف ولي العهد السلاح الروسي بأنه "الأفضل على الإطلاق"، قائلا: "لديكم تكنولوجيا متقدمة، ولكن الأهم هو مهنيون موهوبون من أعلى درجة. أنتم تفهمون أن الإمارات بلد غني. إلا أننا لا نريد شراء منتجات جاهزة فحسب، بل أيضا الاستثمار في الإنتاج حتى نحقق نتيجة نهائية في غضون خمس أو عشر سنوات. أنا مهتم بذلك وأريد أن يتم إبلاغي بمثل هذا النجاح بعد مرور بعض الوقت".

أسلحة وذخيرة روسية بحوزة القوات المسلحة

و شهد معرض "آيدكس2013" التوقيع على عقد شراء الذخيرة بقيمة 472 مليون درهم (130 مليون دولار) بين الإمارات ومكتب التصاميم في تولا، وهو ينص على توريد أربعة آلاف طلقة "أركان" المحكمة من عيار 100 مم لعربات المشاة القتالية "بي إم بي-3".

وتمتك القوات الإماراتية،  دبابة "تي-90 إس إم" المطورة، و"بي إم بي-3" ومنظومة الدفاع الجوي "بانتسير-إس1" والتي لا يمتلك هذه المنظومة سوى بضعة دول قليلة جدا، الإمارات والجزائر من بينها.

علاقات أخرى

وفي نوفمبر الماضي استنكر وزير الخارجية والتعاون الدولي الشيخ عبدالله بن زايد إسقاط تركيا مقاتلة روسية اخترقت السيادة التركية قبل أن يتراجع علنا. كما أعلن وزير الزراعة الروسي الشهر الماضي عن زيادة صادرات القمح إلى الدولة من نصف مليون طن إلى 3ملايين طن سنويا.

وفي فبراير الماضي استقبلت أمل القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، إلياس أوخانوف نائب رئيس مجلس الاتحاد للجمعية الفيدرالية لروسيا الاتحادية والوفد المرافق له من أعضاء البرلمان والسلك الدبلوماسي الممثل لجمهورية روسيا الاتحادية لدى دولة الإمارات.

وأكدت القبيسي "قوة علاقات التعاون والصداقة التي تربط دولة الإمارات وجمهورية روسيا في القطاعات السياسية والتعليمية والاقتصادية والاستثمارية والبنية التحتية والطاقة المتجددة، حيث تعتبر الإمارات من الدول العشر الأولى في مجال الاستثمار في روسيا".

وأكد الجانبان "أهمية التنسيق والتعاون بين البلدين في المحافل الدولية حول مختلف القضايا السياسية لدعم الاستقرار والأمن الإقليمي والدولي، وأهمية التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب والتطرف الذي تمارسه التنظيمات الإرهابية في مناطق مختلفة من العالم".