أحدث الأخبار
  • 11:20 . البنتاغون يقبل رسميا الطائرة الفاخرة التي أهدتها قطر للرئيس ترامب... المزيد
  • 11:10 . عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الأذربيجاني تعزيز فرص التعاون... المزيد
  • 11:03 . مقتل جنديين في هجوم على قاعدة جوية روسية في سوريا... المزيد
  • 10:57 . طالب إماراتي يحصد المركز الأول في الكيمياء بمعرض "ISEF"الدولي... المزيد
  • 10:54 . أمريكا: مقتل موظفيْن بسفارة الاحتلال الإسرائيلي في إطلاق نار أمام المتحف اليهودي بواشنطن... المزيد
  • 10:16 . صحوة متأخرة للضمير الأوروبي... المزيد
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد

هل ينحسر التدين لدى الشباب؟

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 02-02-2016


يكثر الكلام حول فقد الأجيال الجديدة سمة التدين، وكلَّما جلست في جلس لكبار السن لا بد أن تجد تذمراً عاماً من «تقليعات» الشباب الجديدة، ومِن بُعدهم عن الدين، وربما في ذلك شيء من الصواب، مع تطرف الحياة المدنية وتصاعد وتيرة التغريب، ولكن هل شبابنا فعلاً بعيدين عن الدين؟ وهل أصبح من المقبول لدى الشاب أن يكون غير متدين؟ لنتعرف على إجابة هذه الأسئلة نستعرض نتائج دراسة أجرتها جامعة قطر في عام 2013 حول القيم الدينية، ومنها نستخرج نتائج بعض مؤشرات التدين لدى الشباب.
الدراسة كانت بعنوان: «مسح التناغم الاجتماعي»، ونُفِّذت على عينة ضمت 1732 مواطناً، تم اختيارهم بناء على نظام العينة العشوائية الممنهجة بشكل يمثل المجتمع القطري، من هذه العينة نستعرض اليوم نتائج إجابات 447 مواطناً شاركوا في الدراسة، كانت أعمارهم بين 18 و24، لنتعرف على مستويات التدين لدى هذه الفئة العمرية.
المؤشر الأول كان حول صلاة الفجر، سألت الدراسة المشاركين ما إذا كانوا يصلون الفجر بانتظام، وأفاد هنا %34 من الشباب أنهم يصلون صلاة الفجر في وقتها يومياً، بينما أفاد %40 من الفتيات بالأمر ذاته. نشير هنا إلى أن معظم المشاركين المتبقين أفادوا بأنهم يصلون الفجر في وقتها أكثر من مرة في الأسبوع، ولكن يتضح من النتائج أن هناك نسبة أعلى من الفتيات أفادوا بالتزامهم بالصلاة في وقتها يومياً.
كما استخدمت الدراسة مؤشِّرَيْن لقياس حكم الشباب على تدين الآخرين، المؤشر الأول كان مدى موافقة المشارك على أن من لا يصلي بانتظام من الممكن أن يعتبر متديناً، يلاحظ هنا أن نسبة أعلى وبشكل ملحوظ من الفتيات أفادوا بالموافقة؛ حيث أفاد %27 من الفتيات و%12 من الشباب أنه يمكن اعتبار من لا يصلي بانتظام متديناً، هذه النتيجة تدل على أن الشباب أكثر تشدداً من الفتيات في حكمهم على الآخرين، ويتضح ذلك أكثر حين نشاهد نتائج المؤشر الثاني، حيث قبل أكثر من خُمس الفتيات اعتبار المرأة التي لا تلبس الحجاب متدينة، بينما كانت النسبة %13، أي أكثر من الثمن بقليل بالنسبة للشباب، هنا يتضح الفرق في طبيعة التدين بين الشباب والفتيات؛ حيث يبدو الشباب أكثر حدة في حكمهم على تدين الآخرين، ولكنهم أقل التزاماً بالشعائر من الفتيات.
وأخيراً كانت المشاركة في الأنشطة الدينية، هنا تساوت نسبة الشباب والفتيات الذين أفادوا بأنهم يشاركون في هذه الأنشطة، والتي تم تعريفها للمشاركين على أنها النشاطات ذات الطابع الديني، مثل المحاضرات الدينية وحلق تحفيظ القرآن، حسب النتائج يشارك ربع الشباب والفتيات في أنشطة من هذا النوع، وهي نسبة كبيرة، ولكن لا بد أن نتذكر أن هذه المشاركة قد تكون مقتصرة على حضور فعاليات عامة، ولا تعني أن المشارك ملتزم بحضور فعاليات كهذه على الدوام.
لا شك أن هناك عنصراً مهما في قراءة هذه النتائج، وهو رغبة المشارك في الانسجام مع الحالة الاجتماعية المحافظة، وحسب الدراسات المستفيضة في هذا المجال فإن هناك نسبة من المبالغة الإيجابية في هذه النتائج، ولكن ما نجده هنا أن نظرة الشباب للتدين ما زالت محافظة، فما زال هناك ميل عال للتشدد في الحكم على تدين الآخرين، وفي المجتمعات التي تنخفض فيها نسبة التدين عادة تكون هناك نزعة لتوسيع دائرة التدين عند طرح هذا النوع من الأسئلة، وبغض النظر عن حقيقة الممارسة فإن دلالة النسبة العالية من الذين ذكروا أنهم يلتزمون بصلاة الفجر في وقتها واضحة، بأن هناك توجهاً للتدين وللمحافظة على مكانة الصلاة، ولكن أهم ما نشاهده هنا هو تلك الفوارق بين الشباب والفتيات، ويتضح من خلال النتائج أعلاه أنه رغم أن الفتيات تبدين أكثر تديناً، فنسبة الذين يلتزمون بصلاة الفجر أعلى مثلاً، ولكن الشباب أبدوا تمسكاً أكبر حينما كانت المسألة متعلقة بالحكم على الآخرين، وربما يكون ذلك انعكاساً لفروقات وسمات اجتماعية عامة بين الرجال والنساء، ولكن إذا أخذناه كما جاء فهو مؤشر على أن تقبل الفتيات لغير الملتزمين بالتعاليم الدينية أكبر.
خلاصة القول إن إطلاق حكم عام بأن شبابنا اليوم بعيدون عن التدين لا يتفق مع واقع الحال، ربما نشاهد هنا وهناك ممارسات غير مقبولة، ونسمع من طرف أو آخر أفكاراً شاذة على مجتمعنا، ولكن السمة العامة للشباب في مجتمعنا ما زالت المحافظة، وما زالت غالبية ساحقة منهم ترفض الممارسات المخالفة للتعاليم الشرعية، وهنا يأتي دورنا كمجتمع في تعزيز هذه الميول وتوجيهها والحفاظ عليها، من خلال تشجيع الشباب والافتخار بهم، والوقوف على النماذج الإيجابية منهم، فاليوم زادت وبشكل ملحوظ نسبة خطباء الجمعة من الشباب، والكثير من المشاريع الخيرية والدعوية يقوم عليها شبابنا.. باختصار ما زلنا بخير.