أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

خمس سنوات بعد الربيع

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 26-01-2016


مر يوم أمس هادئاً نسبياً في شوارع القاهرة فرغم الانتشار الأمني المكثف إلا أن ذكرى الخامس والعشرين من يناير مرت دون مظاهرات عارمة أو مصادمات دامية، مر يوم 25 يناير هذا العام وبعد مرور خمس سنوات على انطلاق الثورة المصرية تقريباً كأي يوم آخر، ورغم التوقعات بموجة ثورية ثانية فإن الشارع اكتفى ببعض المظاهرات صغيرة الحجم هنا وهناك، ورغم محاولة التحالف لدعم الشرعية إبراز هذه المظاهرات على أنها موجة ثورية جديدة فإن المراقب سيصل إلى نتيجة واضحة هي أن ذكرى 25 يناير بدأت في التلاشي كحدث محوري في السنة المصرية.
باستثناء تحالف دعم الشرعية الذي يمثل الإخوان المسلمون عصبته لم تدع جهة أخرى من الجهات التي شاركت في 25 يناير الأولى إلى التظاهر، حركة 6 أبريل دعت إلى الاتشاح بالسواد مع إعلانها عدم المشاركة مثلاً، كل ذلك يأتي في ظل استعداد حكومي عالٍ للتعامل مع احتمالات نشوب أعمال ثورية؛ فالحكومة اعتقلت العشرات وأغلقت الطرق ومحطات المترو ولكن يبدو أنه لم تكن هناك حاجة لهذا الاستعداد العالي.
الوضع في بقية أقطار الربيع العربي يشوبه أيضاً حالة من الاستقرار السلبي، الوضع في ليبيا تحول إلى مفاوضات متأرجحة وفي سوريا حرب لا تبدو لها نهاية ولا يمكن حصر أطرافها بسهولة وفي اليمن اختفت صورة الثورة لتحل محلها حرب شاملة بين أقطاب المنطقة، بشكل مختصر الربيع العربي كحالة انتهى وتحول إلى نقطة في التاريخ، هذا الواقع ليس مستغرباً فكل الموجات الثورية من ذات النوع عبر العالم تبدأ بحركة شعبية واسعة، ثم ينجح بعضها في تغيير النظام والبعض الآخر يفشل، وبعد النجاح أو الفشل تستحيل الثورات الشعبية إلى صراع سياسي مستمر، وأخيراً وبعد سنوات من التوتر الناتج عن الحراك الثوري إما أن تعود حالة الثورة بلباس جديد أو تستقر الحياة السياسية ضمن نظام تنتفي معه ولو جزئياً مسببات الثورة الأصلية.
اليوم يبالغ بعض المتحمسين لفكرة الربيع العربي ونموذجيته في تحميل هذه التجربة التاريخية فوق طاقتها، الربيع العربي لم يكن حالة تحول شاملة في المنطقة كان حراكاً شعبياً متفاوت النتائج، الحديث عن أن الربيع العربي هو نقطة التحول الكبرى في التاريخ الحديث للمنطقة هو مبالغة لا تستقيم مع ما نعرفه من أحداث تاريخية، فالعالم العربي يعيش حالة من الثورة والهدأة منذ تشكل الدول القومية في المنطقة، بداية بالثورة العربية الكبرى ثم مقاومة الاستعمار ثم الثورات العسكرية المأدلجة وأخيراً الربيع العربي؛ وعليه فإن الربيع العربي هو خطوة طبيعية في سياق التاريخ العربي الحديث وما زال أمام المنطقة الكثير من التحولات في طريق النهضة المدنية والإصلاح السياسي.
مستقبل المنطقة الآن ينتظر نتائج ثلاث أزمات حتى يتشكل: الأزمة الأولى هي الحرب في سوريا والتي كلما اقتربت من نهايتها تحرك أحد أطرافها في اتجاه معاكس لنعود إلى المربع الأول، الأزمة الثانية هي الحرب الباردة التي تقترب من نزاع عسكري مباشر بين المملكة العربية السعودية وتحالفها الإسلامي والنظام الإيراني الذي ما زال يحلم بالفوضى الشاملة العربية والهيمنة غير المباشرة على العواصم العربية الكبرى، ومع تحول العرب من حالة ردة الفعل إلى الفعل في العلاقة مع إيران واستماتة النظام الإيراني في مشروعه التوسعي من المتوقع تصاعد هذه الأزمة إلا إذا نجحت المكاسب الاقتصادية من رفع العقوبات على إيران في إقناع النظام بالتراجع ولو نسبياً، وأخيراً ستشكل أزمة انخفاض أسعار النفط تحدياً أمام اقتصادات المنطقة التي تستنزف في الصراعات الدائرة هنا وهناك، هذه الأزمة الاقتصادية إن استمرت قد تعني تراجعاً للدور الخليجي الريادي في الحالة العربية كما ستؤثر سلباً على التنمية الاقتصادية داخل هذه الدول.
نتيجة هذه الأزمات سترسم لنا مستقبل المنطقة، وهي بلا شك متداخلة فيما بينها ويؤثر كل منها على الآخر، أما على المستوى الشعبي فنحن مقبلون على تصاعد في حالة اللامبالاة السياسية مثيلة للوضع قبل الربيع العربي، لتشكل نفس الحالة التي وصل لها الجيل الذي عاصر الثورات العسكرية العربية وارتفعت آماله في معارك الصراع العربي الصهيوني ليجد نفسه في النهاية أمام هزيمة عربية شاملة ودول قمعية تبيع شعاراتها الثورية لصالح جمهوريات وراثية، الثائر العربي اليوم يجد نفسه في حالة مقاربة مع فشل ثورات الربيع بشكل عام في تحقيق حالة سريعة من الازدهار والعدالة الاجتماعية، ولعل أقرب الشعوب إلى الإحساس بنشوة التحول الإيجابي هو الشعب التونسي الذي وجد نفسه على الأقل في ظل نظام تعددي وحرية رأي نسبية.
حسب المعطيات المتوفرة لدينا اليوم، وليس بعيداً أن تتغير في أية لحظة، خرجت المنطقة من الحالة الثورية وعادت إلى حالة الصراع السياسي الرسمي والذي يكون دور الشعوب فيه محصورا بحالتين: التذمر السلبي والتضامن العاطفي مع النظام السياسي، وحتى ينشأ جيل جديد في حالة الاستقرار السلبي مرة أخرى لا يتصور أن تعود الجموع إلى الميادين ليطالبوا برحيل هذا أو ذلك.