أحدث الأخبار
  • 10:16 . صحوة متأخرة للضمير الأوروبي... المزيد
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد

لأنها هناك

الكـاتب : ياسر حارب
تاريخ الخبر: 20-01-2016


في فيلم The Walk يسعى الفرنسي فيليب بيتيت في العام 1974 للمشي على سِلك معدني معلق بين قمّتي برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك اللذين كان العمل على إنشائهما قد شارف على الانتهاء. يصر فيليب على اقتراف تلك المخاطرة العظيمة رغم استحالة المهمة، وعندما سأله البعض لماذا يبحث عن الموت قال لهم: «بل أبحث عن الحياة». وحدهم أصدقاؤه ظلوا مؤمنين به حتى النهاية.

وخلال مقابلة مع مجموعة من متسلقي الجبال المحترفين سُئِل أحدهم عن سبب إقدامهم على مغامرة خطيرة كتسلق قمة إيفرست فقال ببساطة: «لأنها هناك، ويكفي أن نكون معاً حتى نصل». يقول جلال الدين الرومي: «تُلَقّنُ الحكمة على لسان الواعظين بقدر همم المستمعين». أي إن صاحب الحلم يحتاج إلى أن يكون في الوسط المناسب حتى يتمكن من تحقيق حلمه، والوسط المناسب يعني أن يكون مع أناس يساندونه، أو على الأقل يلهمونه للمضي قدماً، ولا يعني ذلك أن تكون الظروف كلها مواتية، بل أن تكون دافعة، فجبران خليل جبران الذي امتلأت حياته بالغربة والهزيمة والانكسارات العاطفية لا يمكننا أن نقول عنه إنه عاش حياة سعيدة، لكنها رغم البؤس والمرض كانت تدفعه للإبداع والكتابة، لأن الكتابة كانت هناك، ولأن ماري هاكسل التي عشقها وعلمته اللغة الإنجليزية والرسم وكانت تُصحح له أعماله كانت هناك أيضاً.

وكذلك هي حال فيليب ومتسلقي إيفرست وكل «الغريبين» والعلماء والمبدعين والمخترعين، يفعلون ما يفعلون لأنه هناك، لا مكاسب مرجوة، لا أهداف تتحقق، لا سعادة متوقعة.. لا شيء سوى الاستمرار فقط. سألتُ مرة عالِم ذرة في المركز الأوروبي للأبحاث النووية بجنيف: لماذا يقضي عمره في البحث عن جسيمات لا تُرى ولا يعرف عنها شيئاً؟ فأجاب تماماً مثلما قال متسلق الجبال: «لأنها هناك». ثم تابع: إن «البحث عن المجهول هو الذي يفرق بيننا وبين الحيوان». أشعر أحياناً بأن كل ما أقوم به لا فائدة منه، وأقول في نفسي «انسحب من الحياة العامة واعمل في شيء يدر عليك المال». إلا أنني حين أخرج من بيتي كل صباح أقول في نفسي إن كل الذين حققوا شيئاً يستحق التذكر لم يفعلوا ذلك لأنه هناك فقط، بل لأنهم يعلمون بأنهم هناك أيضاً، حقيقتهم وقيمتهم تتجلى أمامهم كلما أدركوا أنهم مازالوا قادرين على الاستمرار.