أحدث الأخبار
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد

كيف تهزم روسيا؟

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 06-10-2015


مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية يجد المرشحون أنفسهم أمام سؤال مركزي حول السياسة الخارجية الأميركية، ماذا سنفعل مع روسيا؟ يسوق معارضو الإدارة الحالية أن أوباما وفريقه وفروا لبوتن فرصة ذهبية في استرجاع مجد الاتحاد السوفيتي من خلال التردد في سوريا والتنازل أمام إيران والتقهقر في أوكرانيا، لم يتمكن الحمار الأميركي -وهو شعار الحزب الديمقراطي الذي ينتمي له أوباما- من هزيمة الدب الروسي في معركة واحدة منذ بدأ بوتن مشروعه التوسعي حسب قولهم، بطبيعة الحال كانت مغامرات الولايات المتحدة في حقبة بوش السابقة كفيلة بإنهاك الجيش والخزينة الأميركية إلى درجة تجعل قرار التدخل العسكري في أي مكان آخر غاية الصعوبة ولكن العقيدة السياسية للديمقراطيين تتركز حول تقديم الحلول الدبلوماسية على الحلول العسكرية وتحويل الصرف من الحروب الخارجية إلى الخدمات المحلية وهذا ما يؤكد فريق أوباما عليه دوماً، لكن ماذا ستفعل الولايات المتحدة الآن وروسيا تتقدم على كل الجبهات؟
على الرغم من أن سقوط الاتحاد السوفيتي كان نتيجة للعديد من العوامل المركبة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية إلا أن الهزيمة الساحقة في أفغانستان دقت المسمار الأخير في نعش السوفيت ومشروعهم العالمي، ولا شك أن جهاز الاستخبارات الأميركي لم يدخر جهداً في دعم الطرف المقابل هناك فدرب وسلح بل وضغط على حلفائه العرب لدعم الجهاد الأفغاني كل ذلك لاستنزاف الاتحاد السوفيتي في حرب عصابات طويلة الأمد، نجحت الاستراتيجية من حيث إنها طرحت الدب الروسي أرضاً منهكاً وجريحاً ولم تقم له قائمة بعد ذلك في محيطه الإقليمي حتى بدأ بوتن مشروع التوسع الأخير، لكن الولايات المتحدة وإن كانت حققت مرادها في هذا الجانب إلا أنها أشعلت شرارة الجهاد ضد القوى الكبرى الذي تحول بعد ذلك إلى الشيشان والخليج ولم يتوقف حتى وصل إلى نيويورك، وحتى حينما حاولت الولايات المتحدة لملمة أخطائها غرقت في مستنقع العراق وأفغانستان وعانت كما عانى الاتحاد السوفيتي من تكلفة حرب العصابات الباهظة، واليوم تجد آلة الحرب الأميركية نفسها في مواجهة مع عدو متعدد الأذرع وسريع الحركة في العراق وأفغانستان واليمن وأينما كان للجيش الأميركي وجود، وفي هذه الأثناء في سوريا يطلب العرب والمجتمع الدولي من الولايات المتحدة التدخل لصالح الثورة السورية، أو كما يرى الساسة الأميركيون الأمر يطلب منهم تكرار سيناريو أفغانستان.
الأيام القليلة الماضية شهدت تحولاً استراتيجياً بدخول القوات الروسية بشكل مباشر إلى المعركة السورية وقصفها للمدنيين وقوات المعارضة على مرأى ومسمع من الولايات المتحدة التي ما زالت تدعي أنها تقف في صف الشعب السوري وثورته، وجاءت التصريحات الأميركية لتظهر قبولاً ضمنياً للوجود الروسي في سوريا بدعوى مشاركتها في الحرب على داعش على الرغم من أن القصف حتى اللحظة لم يستهدف إلا نقاط الاحتكاك بين الثوار والنظام بعيداً عن مناطق تأثير داعش! في الوقت ذاته بدأت الأخبار الواردة من أوكرانيا تشير إلى تخفيف للتواجد العسكري هناك فيما يشير إلى احتمال وجود صفقة تقلص من خلالها روسيا وجودها في أوكرانيا بوابة أوروبا بينما يغض الأميركيون والأوروبيون الطرف عن دك الطائرات الروسية لمعاقل المعارضة في سوريا، ولكن الواقع هو أن أوكرانيا ليست الجائزة الكبرى في هذا الاتفاق -إن ثبت وجوده- بالنسبة للغرب، الجائزة الكبرى هي التخلص من روسيا والجهاديين في صفقة واحدة.
حرصت الولايات المتحدة منذ بداية الثورة السورية على عدم السماح للثوار بالحصول على أسلحة مضادة للطائرات ورفضت توفير منطقة آمنة لهم لقيادة وتنسيق عملياتهم، وكان لذلك الأثر الكبير في صمود نظام الأسد أمام الثورة، والسبب الذي يساق في الدوائر السياسية الأميركية هو الرغبة في عدم تكرار سيناريو أفغانستان حيث إن معظم كتائب الثوار ذات مرجعية إسلامية والكثير منها يتحدث منذ الآن عن مرحلة ما بعد الثورة والتوجه لتحرير فلسطين كما كان الحال في أفغانستان، والآن يأمل الأميركيون أن ينجحوا في تحقيق نجاح أفضل من ذلك الذي حققوه من خلال دعم الجهاد الأفغاني، السماح بما يكفي من السلاح والدعم اللوجستي لتبقى الثورة قائمة دون أن يحصل الثوار على دعم يمكنهم من النصر الشامل على النظام وأنصاره، بمعنى آخر حرب طويلة الأمد تنهك الروس وحلفاءهم وتبقي على حالة التوتر المفيدة للغرب في المنطقة، كما أن وجود روسيا بهذا الشكل على الحدود العربية سيعيد العرب إلى حالة الاستسلام التام للمطالب الأميركية بغية الحصول على دعم القوة الوحيدة القادرة على كبح جماح الدب الروسي الذي بعث بعد ممات، العرب الذين تمردوا ولو جزئياً خلال السنوات الأخيرة على مشيئة واشنطن لن يجدوا خياراً أمامهم إلا الانصياع للأوامر الأميركية أو الاستسلام للمحتل الروسي.
السيناريو المأمول بالنسبة للولايات المتحدة سيكون روسيا منهكة، ثورة مجهضة، عالم عربي أسير وبدون تكاليف حقيقية، بطبيعة الحال هذا السيناريو يواجه تحديات عديدة منها أن ينسحب الصراع إلى إسرائيل وأمنها وأن يجد العرب أو بعضهم في روسيا بديلاً للحليف الأميركي وأن تنجح إيران في استغلال حالة الفوضى هذه في الوصول لسلاح نووي، ولذلك يسوق الجمهوريون اليوم في واشنطن لفكرة تدخل عسكري قبل فوات الأوان، لكن السيناريو الأقرب للواقع هو أن الولايات المتحدة ستحافظ على موقفها الحالي على الأقل حتى يتضح أكثر الاتجاه الذي يسير فيه الصراع في سوريا بعد التدخل الروسي.