أحدث الأخبار
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد
  • 10:27 . إدانات واسعة لتصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 10:21 . ترامب يعتزم لقاء بوتين وزيلينسكي بعد قمة ألاسكا... المزيد
  • 07:02 . ما المقاتلة التي تراها أبوظبي بديلاً مثالياً لإف-35 الأمريكية؟... المزيد
  • 12:11 . الكويت والأردن يبحثان تعزيز التعاون الثنائي وتطوير الشراكة... المزيد
  • 12:09 . عُمان تجدد التزامها بدعم الأمن البحري وتعزيز التعاون الدولي... المزيد
  • 12:08 . المجموعة العربية والتعاون الإسلامي: احتلال غزة "تصعيد خطير وغير مقبول"... المزيد
  • 12:04 . "الإمارات للدواء" تعتمد علاجاً مبتكراً لمرضى "الورم النقوي المتعدد"... المزيد
  • 12:03 . الترويكا الأوروبية تدرس إعادة فرض العقوبات على إيران... المزيد
  • 11:03 . الحوثيون يهاجمون أهدافا إسرائيلية بحيفا والنقب وإيلات وبئر السبع... المزيد
  • 12:29 . قرقاش ينسب لأبوظبي الفضل في اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا... المزيد
  • 12:23 . 673 شركة ذكاء اصطناعي في أبوظبي بنمو 61% خلال عام... المزيد

حياة العلبة !

الكـاتب :
تاريخ الخبر: 16-01-2015

أُعطي شاب قلم وورقة وطُلب منه أن يرسم شكل الحياة التي يعيشها، فرسم علبة كبيرة بداخلها علبة اصغر فأصغر وهكذا! وحين طلب منه أن يشرح ذلك، قال لهم: المنزل المغلق علبة مقفلة علينا، حين نخرج منها فاننا لا نتحرك سوى بضع خطوات لندخل علبة اخرى هي السيارة مثلا ، ثم نغادرها لعلبة اخرى هي مؤسسة العمل ونعود لعلبة السيارة لنغادرها لعلبة كبيرة هي المركز التجاري وهكذا، تتحول الحياة في بعض المجتمعات الى مجرد علبة مغلقة على أصحابها بشكل أو بآخر، وهنا قد يحيلنا مفهوم العلبة لشكل الحياة وقد يحيلنا الى مضمونها أو معناها الكبير!

ان أغلب الناس لا يتحركون خارج هذه العلب وهم -لاعتيادهم عليها - لا يجدون في الامر أي خلل أو ضيق، في حين ان هذا النوع من الحياة - الحياة داخل علبة- يمكنه ان يفقد الانسان الكثير من احتياجاته الحقيقية والعميقة دون ان ينتبه في احيان كثيرة ، فيتحول الأمر الى اعتياد يلغي الضروري والعميق والانساني ، تماما كأولئك الذين يسكنون على مقربة من المطارات ويعتادون على ضجيج الطائرات ثم وبالتدريج لا يعودون يشعرون به الى أن ينبههم شخص ما!

في المدينة نحن نعتاد السرعة حتى تصير سمة ملازمة لحركتنا اليومية، كما نعتاد الصراعات واللهاث والاهتمام بالقشور وتباعد المسافات بين الناس والاكتفاء بالعلاقات الافتراضية، والاغراق في الاستهلاك وارتداء الأقنعة، في المدينة هناك حياة مختلفة تفرضها دهاليز المدينة وتشابكات العلاقات والمصالح، وفي بعض المدن لا يتخيل أحدنا مقدار اللامبالاة التي تحكم حياة المواطن الذي يعتقد احيانا انه كائن بلا قيمة وبلا أهمية وانه يعيش خارج نطاق انسانيته!

قرأ مواطن عربي عنوانا رئيسا لصحيفة اماراتية «سعادة شعب الإمارات محور عمل الحكومة» فاعتبر العنوان مثيرا للضحك، ليس من باب السخرية ولكن من باب العجب العجاب، فهو كمواطن في بلده يشعر بل يعيش يوميا عشرات المآزق والعثرات وفي علبة تضيق عليه يوما إثر آخر، ما يجعل حياته تعاسة مجردة، وما يجعله يؤمن بأن تعاسته محور عمل الحكومة في بلده وليس اي شيء آخر، لذلك فحين يجد حكومة في أي مكان تجعل سعادة مواطنيها محور عملها يظن انه يعيش في زمن آخر وانه ليس معه هذه الحكومة على الكوكب نفسه!