أكدت أبوظبي، اليوم الخميس، رفضها مزاعم الجيش السوداني، التي أعلن فيها أمس الأربعاء إسقاط طائرة إماراتية تقل مرتزقة كولومبيين، ما أدى إلى مقتل أكثر من 40 شخصا.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول إماراتي قوله إن "هذه الادعاءات لا تمت للحقيقة بصلة، وتفتقر إلى أي دليل، وتعد امتدادا لحملة تضليل متعمدة يقودها السودان لتشويه الحقائق".
وكان التلفزيون الرسمي السوداني أفاد بأن الجيش السوداني دمر طائرة إماراتية أثناء هبوطها في مطار نيالا غربي البلاد، قائلا إنها كانت تحمل مرتزقة كولومبيين وأسلحة لـ"قوات الدعم السريع"، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 40 شخصًا.
وذكر مصدر عسكري أن الطائرة تعرضت لقصف مباشر أدى إلى تدميرها بالكامل، في ظل غارات جوية متكررة يشنها الجيش على مواقع الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في نيسان 2023.
وكانت الإمارات، قد رفضت الاعتراف بقرار سلطة بورتسودان (المدينة التي اتخذها رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح برهان، مقرا لعمله) بقطع العلاقات معها، مؤكدة أن "هذه السلطة لا تمثل الحكومة الشرعية للسودان وشعبه الكريم".
وفي مايو 2025، أعلن مجلس الأمن والدفاع في السودان، قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات، مؤكدا سحب السفير السوداني من الإمارات.
وأكد المجلس، في بيان له، إغلاق السفارة والقنصلية السودانية واستدعاء جميع الأطقم الدبلوماسية من دولة الإمارات العربية المتحدة، حسب وكالة الأنباء السودانية (سونا).
وأضاف البيان أن "مجلس الأمن والدفاع يحتفظ بالحق في رد العدوان بكافة السبل للحفاظ على سيادة البلاد ووحدة أراضيها ولضمان حماية المدنيين"، مؤكدًا أن "دعم الإمارات للميليشيات يهدد الأمن الإقليمي والدولي وبصفة خاصة أمن البحر الأحمر"، وفق وصف البيان.
واندلعت الحرب في السودان، في 15 أبريل 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مناطق متفرقة من السودان، ما أثر على الخدمات الصحية والأوضاع المعيشية للسودانيين، خاصة في تفاقم أزمة النزوح داخليا وخارجيا.
وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم للقتال.