أحدث الأخبار
  • 12:36 . السودان.. قوات الدعم السريع تقتل نحو 300 في شمال كردفان خلال ثلاثة أيام... المزيد
  • 06:52 . معسكر اعتقال "إنساني"... المزيد
  • 06:44 . مصر وقطر تدفعان للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 06:22 . المقاومة تقتل 3 جنود إسرائيليين وتصيب آخرين في كمائن بغزة... المزيد
  • 11:43 . اليوم إعلان نتائج الإعادة في هذا التوقيت والتربية تحدد موعد بداية العام الدراسي الجديد... المزيد
  • 11:38 . ويتكوف يناقش وقف إطلاق النار في غزة مع وفد قطري في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:35 . صحيفة أمريكية: لهذا السبب لم تحقق اتفاقيات التطبيع أي سلام في الشرق الأوسط... المزيد
  • 11:28 . عشرات القتلى في اشتباكات مسلحة بين عشائر ودروز جنوبي سوريا... المزيد
  • 11:17 . عباس يقول إن حماس لن تحكم قطاع غزة مستقبلاً... المزيد
  • 08:42 . الإمارات توقع اتفاقية لتطوير ميناء طرطوس السوري بـ800 مليون دولار... المزيد
  • 01:56 . تقارير: قوات إماراتية تعزز سيطرتها على مناجم الذهب في حضرموت شرقي اليمن... المزيد
  • 01:54 . "التعليم العالي" تتيح خدمة الاستعلام عن البرامج الدراسية في الخارج للمواطنين... المزيد
  • 01:52 . "صحة دبي" تصدر 27 توصية لضمان صحة وسلامة المسافرين خلال الصيف... المزيد
  • 01:50 . أستراليا ترجح تجسس الصين على مناورات "سيف التعويذة"... المزيد
  • 11:38 . بأكثر من 22 مليار درهم.. عقارات دبي تسجل أعلى مبيعات أسبوعية على الإطلاق... المزيد
  • 11:27 . أمير الكويت يبدأ اليوم زيارة رسمية إلى فرنسا بهدف "تعزيز الشراكة"... المزيد

صحّ النوم يا أستاذ

د. يوسف الشريف
الإمارات اليوم – الإمارات 71 الكـاتب : يوسف الشريف
تاريخ الخبر: 13-05-2025

ما زلنا نجد - للأسف - بعض الأساتذة في الجامعات والمدارس يرفضون اعتماد الطلبة على الذكاء الاصطناعي، وكأنهم لم يدركوا بعد أننا في زمن تجاوز مرحلة السؤال عن مشروعية استخدامه، إلى ضرورة تطوير طرق الاستفادة منه.

صحّ النوم يا أستاذ.. فالطالب الذي يعيش في عالم تُدار فيه الجيوش والأسواق والمختبرات بأوامر ذكية، لن يُصدّق أن أستاذه يطالبه بعدم استخدام أدوات الواقع، ليُرضي خيال الأستاذ فقط عن "الجهد الشخصي".

إن المفارقة العجيبة أن جيلنا - نحن الذين تجاوزنا الـ50 والـ60 - أصبح يتعامل مع الذكاء الاصطناعي بحرفية في إعداد البحوث، وتنظيم الجداول، وتخطيط المهام، بل حتى في ترتيب الموازنات واتخاذ القرارات، بينما يُمنع منه الطالب الذي لم يعرف الحياة إلا بوجود هذه الأدوات، فهل المطلوب أن يعود للورقة والقلم؟ أم أن نعيد تعريف "الجهد العقلي" ليصبح أعمق من الحفظ، وأوسع من النسخ، وأذكى من تكرار الحلول؟

لا نلوم الطالب حين يطلب من الذكاء الاصطناعي إجابة مسألة أو تلخيص فكرة، لأن الأذكى هو من يسأل بشكل صحيح، ويقيّم ما يُقدّم له، ثم يُعيد بناءه بطريقته، بل التحدي الحقيقي هو كيف نُطوّر تفكير هذا الجيل لما بعد الذكاء الاصطناعي، لا أن نُحطّم أدمغته على بوابة المنع والتخويف والتوبيخ.

لقد أعلنت الإمارات تدريس مادة الذكاء الاصطناعي في كل المراحل الدراسية بدءاً من العام المقبل، وهذه خطوة أولى موفّقة، فالذكاء الاصطناعي ليس مجرد مادة، بل وسيلة حياة، ويجب أن يدخل في كل المواد، وأن يُعاد تعريف دور المدرّس ليصبح مشرفاً وموجهاً ومقوماً، لا ناقل معلومة ولا حارس بوابة.

الدولة سبّاقة، والجهات المسؤولة واعية، وقد أعلنت وزارة الذكاء الاصطناعي منذ عام 2017، وها نحن اليوم من بين الدول الخمس الأولى عالمياً في تنافسية الذكاء الاصطناعي، لكن التعليم - في بعض زواياه - مازال يغط في سبات عميق عن هذا التقدّم، ويتأخر بخطوات كانت كفيلة بأن تختصر على الطلبة سنوات من التفكير النمطي.

يُذكرني إصرار بعض الأساتذة على منع الذكاء الاصطناعي، بذلك المعلم في القرن الـ19 الذي كان يوبّخ طلابه على استخدام القلم، مصراً على الدواة والريشة.

لنُعِد تعريف التعليم، ولنُعِد توزيع الأدوار: الطالب ليس متهماً، والأستاذ ليس خصماً، والذكاء الاصطناعي ليس خصماً للطرفين، بل هو أداة تنتظر من يُحسن الإمساك بها وتوجيهها والبناء بها.