شددت الإمارات ودول الخليج الأخرى على منع استخدام الطائرات الحربية الأمريكية لمطاراتها أو أجوائها لمهاجمة إيران بعد أن هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال عطلة نهاية الأسبوع بقصفها، وفقاً لتقرير نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني.

وأبلغت الإمارات والسعودية وقطر والكويت الولايات المتحدة بأنها لن تسمح باستخدام مجالها الجوي أو أراضيها كنقطة انطلاق ضد إيران، بما في ذلك عمليات التزود بالوقود والإنقاذ، بحسب ما نقل الموقع البريطاني عن مسؤول أمريكي كبير. وتحدث المسؤول شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة التخطيط العسكري الحساس.

وأضاف المسؤول "إنهم لا يريدون أن يتورطوا في هذه المشكلة".

وبحسب الموقع، فإن رفض دول الخليج يشكل انتكاسة لإدارة ترامب، التي كانت تأمل في استخدام الضربات الجوية الضخمة على الحوثيين في اليمن كعرض للقوة لدفع طهران إلى طاولة المفاوضات بشأن الاتفاق النووي.

وأشار الموقع إلى أن إيران إذا أدركت أن حلفاء الولايات المتحدة الخليجيين ليسوا على استعداد لشن ضربات ضدها، فقد يؤدي ذلك إلى تقوية موقفهم التفاوضي.

مهاجمة الحوثيين

وقال مسؤول أميركي سابق مطلع على الأمر لموقع "ميدل إيست آي" إن دول الخليج كانت أكثر استيعابا للضربات الحوثية، دون الكشف عن الدول الخليجية التي استخدمتها الولايات المتحدة كنقطة انطلاق للضربات الأخيرة.

وأضاف المسؤول، الذي تحدث أيضا بشرط عدم الكشف عن هويته، أن الولايات المتحدة تشعر بالثقة في أنها حصلت على دعم كاف من الخليج، بما في ذلك إطلاق رحلات استرداد مهمة، إذا تم إسقاط أي طائرة أمريكية خلال تلك العمليات.

وتسعى إدارة ترامب إلى استقطاب دول الخليج للانضمام إليها في إطار تصعيد حملة "الضغط الأقصى" ضد طهران.

والتقى مسؤولون من الدفاع والاستخبارات الأميركية مع نظرائهم الإماراتيين والسعوديين في مارس في واشنطن، في وقت قريب من الضربات الأولى ضد الحوثيين.

في تتابع سريع، وافقت إدارة ترامب على مبيعات أسلحة طال انتظارها إلى قطر والسعودية. وحصلت الدوحة على موافقة لشراء طائرات بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper، في حين حصلت الرياض على أنظمة أسلحة تُحوّل الصواريخ غير الموجهة جو-أرض إلى صواريخ دقيقة.

وقال ترامب يوم الإثنين إنه يخطط لزيارة السعودية وربما الإمارات وقطر في وقت مبكر من شهر مايو.

واشنطن تتجه إلى المحيط الهادي

وقال المسؤول إنه ردا على حظر دول الخليج، حشدت الولايات المتحدة قاذفات من طراز بي-2 في قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي.

ليست هذه المرة الأولى التي يعتمد فيها مخططو الحرب الأمريكيون على الموقع الاستراتيجي لدييغو غارسيا كبديل لقواعد الخليج الجوية. ففي أواخر التسعينيات، عندما كانت الولايات المتحدة تقصف عراق صدام حسين، وفرضت السعودية حظرًا على استخدام الأسلحة، استخدمت الولايات المتحدة قاعدة جزر شاغوس كنقطة انطلاق.

أظهرت معلومات أقمار صناعية مفتوحة المصدر، قدمتها شركة بلانيت لابز في وقت سابق من هذا الأسبوع، وجود ثلاث قاذفات بي-2 في القاعدة الأمريكية. ونشرت حسابات أخرى مفتوحة المصدر صورًا تشير إلى وجود خمس قاذفات بي-2 على الأقل في القاعدة.

تقع قاعدة جزر تشاغوس على بُعد 5300 كيلومتر من إيران، أي ضمن مدى تزويد طائرة بي-2 بالوقود الذي يبلغ حوالي 11000 كيلومتر. وتستطيع طائرات بي-2 حمل قنابل خارقة للتحصينات وزنها 30000 رطل، وهي ضرورية لاختراق المواقع النووية الإيرانية في أعماق الأرض، والمعروفة باسم "القنابل الخارقة للتحصينات الضخمة".

ويُعتقد قدرة إيران على ردع الولايات المتحدة حتى في قاعدة دييغو غارسيا.

تحذيرات إيرانية متبادلة بشأن الخليج

في أكتوبر 2024، عندما كانت إيران تستعد للانتقام الإسرائيلي بسبب هجومها الصاروخي المباشر الثاني على "إسرائيل"، حذرت طهران دول الخليج من أنها ستقصف منشآتها النفطية ردا على ضربة إسرائيلية.

وقد سمحت تلك التحذيرات المتبادلة، التي تم إعدادها بعناية، لإيران بصد ضربة إسرائيلية على منشآتها للطاقة في ذلك الوقت.

مع ذلك، إذا استخدمت الولايات المتحدة دييغو غارسيا لمهاجمة إيران، فقد تتجنب المجال الجوي لدول الخليج تمامًا، أو على الأقل، تمنح دول الخليج بعض الضمانات المعقولة لإنكار تورطها في الضربات. هذا يُقلل من خيارات إيران لردع الضربات الأمريكية أو الإسرائيلية بتهديد الخليج.

وذكرت صحيفة التلغراف يوم الإثنين أن القادة العسكريين الإيرانيين حثوا على شن ضربات استباقية على دييغو غارسيا.

وقال بهنام بن طالبلو، الخبير في الشؤون الإيرانية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، على قناة إكس إنه في حين أن مدى الصواريخ الباليستية الإيرانية محدد علناً عند 2000 كيلومتر، فإنها قد تضرب الجزيرة من خلال إعطاء صواريخ باليستية متوسطة المدى للحوثيين والتي قد تكون قادرة على إنتاجها، أو إطلاق طائرات بدون طيار من طراز شاهد من السفن أو استخدام صواريخ كروز التي تطلق من حاويات والتي تنتجها روسيا والصين لمهاجمة من المحيط الهندي.

وللولايات المتحدة ما لا يقل عن 40 ألف جندي في الشرق الأوسط. يتمركز معظمهم في دول الخليج الغنية بالنفط، حيث يتمركزون في سلسلة من القواعد الجوية والبحرية الاستراتيجية.

قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية هي مقر الجناح الجوي الأمريكي رقم 378، الذي يُشغّل طائرات F-16 وF-35 المقاتلة.

وتُشغّل الولايات المتحدة طائرات MQ-9 Reaper المُسيّرة والمقاتلات النفاثة انطلاقًا من قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات. أما قاعدة علي السالم الجوية في الكويت فهي مقر الجناح الجوي الأمريكي رقم 386.

وتستضيف قاعدة العديد الجوية في قطر المقر الإقليمي للقيادة المركزية الأمريكية. كما استضافت بعض المسؤولين العسكريين الإسرائيليين، ولكن ليس من الواضح ما إذا كان هؤلاء المسؤولون لا يزالون في البلاد.

وتستضيف البحرين حوالي 9000 جندي أمريكي ينتمون إلى مقر القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية والأسطول الخامس الأمريكي.