توشك وزارة التجارة الكويتية على وقف التعامل مع 50 شركة أوروبية بسبب نشاطاتها في المستعمرات المقامة على الأراضي المحتلة عام 1967، وكون هذا القرار ينبع عن الموقف الرسمي للجان مختصة في القمة الإسلامية والجامعة العربية وعن ضغوط شعبية وبرلمانية هامة دفعت بهذا الاتجاه منذ أربعة أعوام بالتنسيق مع اللجنة الوطنية للمقاطعة، حيث تتصاعد فرص تعميم هذه المواقف عربيًا، ما سيدفع المقاطعة الاقتصادية لهذه الشركات بقوة على الصعيد العالمي.
من جانب آخر، قررت بلدية الكويت استثناء شركة "فيوليا- Veolia" الفرنسية من عقد ضخم لمعالجة النفايات الصلبة، تقدر قيمته بـ 750 مليون دولار، بسبب تورطها في مشاريع إسرائيلية تخالف القانون الدولي، واستبعادها من أية مشروعات يتم طرحها مستقبلا، على أثر مناشدة اللجنة الوطنية للمقاطعة بذلك.
كما أفادت معلومات من مصادر موثوقة في الكويت أن "فيوليا" اضطرت للانسحاب من عطاء مشروع توسيع محطة "أم الهيمان" لمعالجة مياه الصرف الصحي بعد أن كانت أدرجت ضمن الشركات المؤهلة، وتبلغ قيمة المشروع مليار ونصف المليار دولار.
وكانت اللجنة الوطنية للمقاطعة، ناشدت الحكومة ومجلس الأمة في الكويت لإقصاء "فيوليا" بسبب مشاركتها في عدد من المشاريع الإسرائيلية التي تنتهك بشكل صارخ القانون الدولي وحقوق الإنسان الفلسطيني، بما في ذلك مشروع "ترام القدس" الذي يربط المستوطنات بمدينة القدس.
وكان مؤتمر القمة العربية الذي عقد في الخرطوم عام 2006، دان هذا المشروع كجزء من مخطط إسرائيل الاستعماري في القدس ، ودعا إلى اتخاذ تدابير عقابية ضد الشركتين الفرنسيتين المشاركتين فيه "فيوليا وألستوم".
وكانت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، دعت حكومة الكويت "إلى مقاطعة شركة فيوليا وإقصائها" بسبب "التواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي في انتهاك قواعد القانون الدولي، بالذات في القدس".
من جهته، قال منسق الشؤون العربية في اللجنة الوطنية لمقاطعة إسرائيل زيد الشعيبي، إن "المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية ما بعد العدوان على غزة تحتم علينا جميعًا تكثيف جهودنا لإقصاء الشركات الدولية من أمثال Veolia و G4S وHP المتواطئة في انتهاك حقوق شعبنا الفلسطيني وتتربح من الاحتلال، من عقود حكومية وغير حكومية في جميع دولنا العربية".
ووتابع: لا يمكن أن تستمر هذه الشركات بعملها غير الأخلاقي وغير القانوني في أرضنا المحتلة وتكافأ في نفس الوقت بعقود ضخمة في الدول العربية الشقيقة. ليكن هذا الانتصار ضد (فيوليا) في الكويت نموذجًا يحتذى به عربيًا.