كتبت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية وداعا بنغازي، مرحبا أوكرانيا!، في إشارة إلى أنه تم نقل مرتزقة سوريين، يعملون لدى شركة الأمن الروسية فاغنر في ليبيا، إلى سوريا، قبل إرسالهم إلى أوكرانيا لدعم القوات الروسية، بحسب منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، التي جمعت عدة شهادات لهؤلاء المقاتلين السوريين.
وأوضحت الصحيفة أنه منذ عام 2015، أنقذت روسيا بشار الأسد من خلال التدخل بشكل أساسي بطائراتها، التي قصفت بشكل عشوائي مدنًا مثل حلب، من أجل استسلام الثوار المناهضين للأسد.
وأشارت “لوفيغارو” إلى أنه في 11 مارس الجاري، قال حارس سوري يعمل لدى شركة نفط قرب بنغازي، لمنظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة“، إن الضابط الروسي المسؤول عن مجموعتهم جاء لزيارتهم برفقة مترجم، وقال لهم إنه سيتم نقلهم إلى مكان آخر دون أن يحدد هذا المكان، وطلب منهم جمع أغراضهم. عادوا في اليوم الموالي وذكر المترجم 25 اسماً من المجموعة.
ويضيف الحارس السوري قائلا: “بعد ساعتين، قمت بإرسال رسالة نصية إلى أحدهم قال إنه كان في مطار بنغازي مع حوالي 150 مقاتلاً آخر أخبرهم الضابط الروسي أخيرًا أنهم سينقلون إلى روسيا. منذ ذلك الحين، فقدت الاتصال بصديقي”، يوضح هذا المرتزق، الذي ينتظر نقله هو بدوره.
ففي منطقة بنغازي بشرق ليبيا، أفادت التقارير بتجنيد الحكومة الروسية وشركة فاغنر لألفي سوري للعمل كحراس حول المنشآت النفطية، تشير “لوفيغارو”.
قلة من المتطوعين يأتون مباشرة من سوريا. وقد انضمت عدة مجموعات من المرتزقة السوريين من ليبيا إلى روسيا منتصف شهر مارس الجاري. ومعظمهم، الذين دفعهم حتى ذلك الحين الفصيل الليبي الموالي لروسيا بقيادة خليفة حفتر، قلقون لأنهم لا يعرفون من سيدفع لهم الآن.
من ناحية أخرى، في منتصف شهر مارس، غادر عدد قليل من المقاتلين السوريين سوريا مباشرة لمساعدة الروس في أوكرانيا. قال الجنرال فرانك ماكنزي، رئيس اللجنة المركزية الأمريكية: “لدينا أدلة قليلة على تجنيد السوريين الذين غادروا إلى أوكرانيا”، تتابع “لوفيغارو”.
في بداية الحرب- تواصل “لوفيغارو”- أعلن فلاديمير بوتين أن 16 ألف سوري مستعدون للقتال إلى جانب جنوده. انتشرت معلومات عن تسجيل متطوعين في عدة محافظات خاضعة لسيطرة حكومة بشار الأسد.
ومع ذلك، تشير “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” إلى أن “هذه التسجيلات ما تزال في المرحلة الأولية في محافظات حمص ودرعا والسويداء. هؤلاء هم الأفراد الذين قاتلوا بالفعل في صفوف القوات السورية، والذين سيُعهد لهم براتب ألف دولار. لكن وفقًا للعديد من المصادر التي قابلتها “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، فإن العديد من هؤلاء المتطوعين كانوا قد فشلوا بسبب الافتقار إلى الخبرة القتالية، وهو شرط لا غنى عنه يتطلبه الروس لحشد رجالهم في أوكرانيا.