تمر العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية بفترة من الفتور منذ تولي الرئيس الأميركي جو بايدن السلطة قبل أكثر من عام، إلا أن واشنطن تحتاج إلى الرياض أكثر من أي وقت مضى من أجل المساعدة في الضغط على روسيا، وفقا لتحليل نشرته صحيفة "ذي هيل" الأميركية.
ويقول التحليل الذي كتبه سايمون هندرسون، مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن العقوبات على النفط والغاز الطبيعي الروسي من جراء غزو أوكرانيا ستكون حاسمة، لكن الولايات المتحدة لم تفرضها حتى الآن لعدم امتلاكها كل الأدوات اللازمة لجعلها فعالة.
ويضيف أن "التحدي الذي تواجهه واشنطن معقد، فهي تريد الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر حرمانه من موارد الطاقة، لكنها تدرك أن العالم لا يزال بحاجة إلى النفط والغاز الروسيين".
بالتالي يرى كاتب المقال أن أحد الحلول لذلك هو إنتاج المزيد من النفط لتعويض حصة روسيا فيما لو فرضت عليها العقوبات، لكن ذلك لا يمكن أن يحصل من دون مساعدة السعودية، أكبر منتج للخام في العالم.
ويشير إلى أنه وعلى الرغم من أن "المملكة العربية السعودية كان يُنظر إليها تاريخيا على أنها الحليف الرئيسي لواشنطن في عالم النفط، لكن ولي العهد السعودي لديه وجهة نظر مختلفة".
يقال، والكلام لكاتب المقال، أن محمد بن سلمان "يشعر بالاستياء من عدم رغبة بايدن لقاءه، سواء شخصيا أو عبر الهاتف، لأسباب قد تتعلق بحادثة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي".
في ظل ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية وتجاوزها حاجز المئة دولار للبرميل مؤخرا، من المرجح أن تكون هناك "دبلوماسية هاتفية مكثفة في الأيام القليلة المقبلة لإقناع محمد بن سلمان بالتنازل"، وفقا لكاتب المقال.
ويضيف "قد تكون هناك أيضا زيارة للمملكة من قبل مسؤول أميركي رفيع المستوى" في الإطار ذاته، على الرغم من أنه "في الوقت الحالي، لا توجد احتمالات مواتية لأي تنازل من الجانب السعودي".
ويتخذ بايدن موقفا أشد من سلفه دونالد ترامب تجاه الرياض فيما يتعلق بسجلها في مجال حقوق الإنسان وحرب اليمن.
وكانت إدارة بايدن أصدرت في بدايات العام الماضي تقريرا للمخابرات الأميركية وجه أصابع الاتهام للأمير محمد بن سلمان في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018، لكن جنبه أي عقاب مباشر. وينفي ولي العهد ضلوعه في الحادث بأي حال من الأحوال.
وسحبت الإدارة الأميركية دعمها للعمليات الهجومية التي ينفذها تحالف تقوده المملكة لقتال الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.