يذهب عام ويدخل آخر، وأبناء وبنات الإمارات الأحرار لا يزالون خلف أسوار الجحيم في سجون أبوظبي القمعية، يواجهون أبشع أنواع الانتهاكات وصنوف التعذيب والمعاناة وسوء المعاملة التي تمارسها أجهزة أمن الدولة.
ومع حول العام الجديد 2022 استحضر أهالي المعتقلين معاناتهم الحزينة خلال العام المنصرم، حيث ظهرت العديد من القصص المأساوية والمروعة لمعتقلي الرأي وأهاليهم، وما يعانونه من إجراءات تعسفية وعنصرية، أسقطت بشكل كبير الأقنعة المزيفة عن "دولة التسامح وقبلة الإنسانية ومنارة الحريات"، كما يروج إعلامها الداخلي.
وفي هذا الشأن، غردت المواطنة عواطف الريس زوجة المعتقل الإماراتي عبد السلام درويش، بمناسبة ذهاب عام ودخول آخر مستذكرة معاناتهم وفقدانها لأحد أبنائها خلال العام المنصرم.
وقالت عواطف بمناسبة العام الجديد: رحل عام 2021م ومعه ذكريات أليمة، رحلت إلى ربها روح أحبها حبيبي سلمان، كان يترقب لقاء والده عبدالسلام درويش واحتضانه ليسمعه "بابا أحبك" ولكن مشيئة الله أرادت أن يقتص ممن ظلموه يوم تجتمع الخصوم بين يدي الحكم العدل.
وفي 24 يوليو 2012، اعتقلت قوات مسلحة بزي مدني عبد السلام محمد درويش المرزوقي بعد خروجه من صلاة التراويح في طريقه إلى منزله، وجاء اعتقال المرزوقي ضمن الحملة الممنهجة التي شنّتها السلطات الإمارتية على دعاة الإصلاح، والتي كان الأستاذ عبد السلام من أبرز أعضائها في القضية المعروفة باسم "الإمارات 94" .
وفي 2 يوليو 2013، حكمت المحكمة الاتحادية العليا في أبو ظبي على عبد السلام محمد درويش المرزوقي، بالسجن 10 سنوات مع 3 سنوات إضافية للمراقبة.
الناشط الإماراتي عبدالله الطويل، استذكر هو الآخر المعتقلين بالقول: يدخل عام جديد ولنا في السجون الإماراتية أحباء.. أصدقاءٌ هم عظماء وشرفاء زادتهم السجون رفعة عند رب العالمين.
وأضاف: الرحمة لمن فقدنا وفقدتم الرحمة لعلياء وآلاء الصديق وسلمان درويش ومحمد الشيبة النعيمي.. وكل عام وأنتم بخير.
المحامي والمستشار القانوني محمد بن صقر الزعابي، كتب قائلاً: ليكن هدف عام 2022 أن يتفكك الطغيان ويزول الطغاة من عالمنا العربي والإسلامي بتظافر جهود المصلحين".
من جانبها، ناشدت رقية مطر، والدة بهاء عادل مطر، المعتقل الأردني في سجون أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي الإفراج عن ابنها بشكل عاجل.
وقالت في تغريدات بمناسبة حلول العام الجديد: اشتقت كثير لابني بهاء واتمنى أن يكون بقريب أنا بحاجة ماسة له، أنا أعاني وحالتي سيئة بسبب ما حصل لابني. أطفاله الصغار يناشدون شيوخ الإمارات الإفراج عن أبيهم ليصوم معهم في الشهر الفضيل.
وأضافت: الحرية للمعتقلين الأردنيين. أفرجوا عن أبنائنا يا دولة الإمارات يكفي، ألا يكفي ست سنوات من العذاب؟ نحن بشر وتحملنا أكثر من طاقتنا، والرحمة مطلوبة، الإنسانية والتسامح أين هي من الإمارات ومتى ستكون على أرض الواقع؟.
وفي العام 2015، فوجئ أربعة أردنيين يعملون في العاصمة أبوظبي بأشخاص مسلحين يرتدون زياً مدنياً، يداهمون بيوتهم ويفتشونها ليلاً، ويعتقلونهم دون إبراز إذن قضائي أو إطلاعهم على التهم المنسوبة إليهم.
والأردنيون الأربعة هم: بهاء مطر، ماهر أبو الشوارب، عبدالله أبوبكر وياسر أبوبكر، وتعرضوا مباشرة للإخفاء القسري لمدة تجازوت الثلاثة أشهر ونصف، ليتبين لاحقا احتجازهم في زنزانة صغيرة، بطول مترين وبعرض متر واحد، داخل أحد مراكز احتجاز أمن الدولة السرية، المعروفة باسم السجن الأحمر.
وتعرضوا خلالها لمختلف صنوف التعذيب الجسدي والنفسي من أجل التوقيع على تهم بالانتماء لتنظيمات إرهابية والترويج لها ونشر أخبار تضر بمصالح الدولة.