أحدث الأخبار
  • 12:35 . إيران تعتزم تنفيذ عمليات مفاجئة ضد "إسرائيل"... المزيد
  • 12:14 . تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز.. ما تداعيات ذلك على الإمارات؟... المزيد
  • 06:59 . إيران تستعد لإغلاق مضيق هرمز رداً على الضربات الأمريكية... المزيد
  • 03:07 . أبوظبي قلقة من تصاعد المواجهة العسكرية في المنطقة... المزيد
  • 12:34 . الإمارات تنقل طفلاً فلسطينياً للعلاج في أبوظبي... المزيد
  • 11:40 . أبرز ردود الفعل الدولية والإقليمية على الضربات الأميركية للمنشآت النووية الإيرانية... المزيد
  • 11:39 . نواب في الكونغرس الأمريكي ينتقدون ترامب بجرّ البلاد نحو حرب مع إيران... المزيد
  • 11:38 . إيران ترد على ضرب منشآتها النووية بقصف "إسرائيل" وتدعو لعقد جلسة بمجلس الأمن... المزيد
  • 11:37 . السعودية قلقة من استهداف المنشآت النووية الإيرانية وتدعو لضبط النفس... المزيد
  • 06:37 . إيران تقلل من آثار الضربة الأميركية النووية.. وواشنطن توضح أهدافها... المزيد
  • 06:36 . إعلام عبري: اتصالات مكثفة بين ترامب ونتنياهو قبل الهجوم الأمريكي على إيران... المزيد
  • 06:32 . ما هي القاذفة الشبح "بي-2" التي استخدمتها أمريكا في ضرب منشئات إيران النووية؟... المزيد
  • 06:28 . ترمب يدخل الحرب.. قصف ثلاث منشآت نووية إيرانية وتدمير موقع فوردو... المزيد
  • 05:35 . إيران تعلن ارتفاع عدد ضحايا الهجمات الإسرائيلية إلى 430 قتيلا... المزيد
  • 05:33 . واشنطن بوست: صراع محتدم داخل دوائر ترامب بين المؤيدين والمعارضين لضرب إيران... المزيد
  • 11:58 . محكمة تونسية تصدر حكما غيابيا بالسجن 22 عاما على المنصف المرزوقي... المزيد

العقلية المؤامراتية أخطر من «كورونا»

الكـاتب : إسماعيل ياشا
تاريخ الخبر: 12-04-2020

فتح تفشي فيروس كورونا المستجد، حول العالم، الأبواب على مصراعيها أمام نظريات المؤامرة التي تواصل انتشارها كالنار في الهشيم، عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تمنح الجميع فرصة التعبير عن آرائه، بغض النظر عن مدى تأهله للحديث في مثل هذه الأمور، ومهما كانت تلك الآراء بعيدة عن الحقائق العلمية.
العقلية المؤامراتية التي تفسّر كل ما يحدث في العالم بالمؤامرة، قالت أولاً إن فيروس كورونا المستجد أنتجته الولايات المتحدة في المعامل، ثم أرسلته إلى الصين لتدمر اقتصادها. وكان أكبر دليل لدى هؤلاء على صحة تحليلهم ظهور الفيروس في مدينة ووهان الصينية. ولكن الوباء خرج من الصين، ليصل إلى الدول الأوروبية والولايات المتحدة، لينهار ذاك التحليل المؤامراتي، إلا أن العقلية ذاتها سرعان ما وجدت تحليلات أخرى لا تختلف في جوهرها عن التحليل الأول.
الأطباء والباحثون المتخصصون يبذلون هذه الأيام جهوداً جبارة لمعرفة الفيروس الجديد، وتطوير دواء يعالج المصابين به، ولقاح وقائي يحمي الناس منه. كما أن الحكومات في أنحاء العالم تتخذ تدابير مختلفة لحماية مواطنيها من الفيروس، إلا أن التحليلات والنظريات التي تبثها العقلية المؤامراتية تكذّب كل تلك الآراء العلمية، وتقول للناس إن ما يجري مجرد حرب بيولوجية لا علاقة له بالوباء، ولا داعي لكل تلك التدابير.
الشائعات التي بثتها العقلية المؤامراتية حول وجود صلة بين شبكات الجيل الخامس وتفشي فيروس كورونا، أدَّت إلى إحراق أبراج بث لشبكات الاتصالات في بريطانيا. كما أن هناك شائعات أخرى حول شريحة سيتم زرعها تحت الجلد بحجة أنها لقاح يحمي الإنسان من الإصابة بفيروس كورونا، بهدف مراقبته وتوجيهه عن بعد. ومن المحتمل أن تؤدي هذه النظرية المؤامراتية إلى تجنّب كثير من الناس من أخذ اللقاح، وتعريض حياتهم لخطر الإصابة بالفيروس، خوفاً من
المراقبة التوجيه.
فوضى الآراء والتحليلات التي نشهدها تفتح الأبواب أيضاً أمام الخرافات والخزعبلات، مثل النصيحة بتناول أكلة «الشلولو» لعلاج «كورونا». ولعل الأخطر من تلك النظريات المؤامراتية والآراء الغريبة، تلك التي تخلط المعلومات الصحيحة بالأوهام والأكاذيب، وتقدِّمها كحقائق علمية من أجل تضليل الناس، كما يفعل الشياطين الذين يسترقون السمع لحديث أهل السماء.
وباء فيروس كورونا المستجد خطر حقيقي يهدد العالم أجمع، ولا ينبغي أن يستهان به. ومن الأفضل اتخاذ تدابير لحماية الناس من الآثار السلبية التي تسببها نظريات المؤامرة والشائعات، بالتوازي مع التدابير المتخذة ضد تفشي الفيروس؛ لأنه من وظائف الحكومات حماية صحة المواطنين العقلية، إلى جانب حماية صحتهم البدنية، ومعاقبة نشر الأكاذيب والشائعات والمعلومات المضللة.
الأزمة التي يواجهها العالم حالياً غيَّرت الأولويات. ويؤكد معظم الخبراء أن العالم بعد وباء كورونا لن يكون كما قبله. وشكلت الدول لجاناً علمية لمكافحة الفيروس، إلا أن الأفضل تحويل تلك اللجان المؤقتة إلى دائمة، لتواصل أعمالها حتى بعد انتهاء الوباء، لبحث سبل الوقاية والحلول العلمية لمثل هذه الأزمات التي يمكن أن يواجهها العالم في المستقبل.
اللجان العلمية يجب أن تضم علماء الدين والاجتماع والنفس، إلى جانب الأطباء والباحثين المتخصصين، لوضع خطط الطوارئ، وبرامج تعليمية لرفع الوعي، وتدريب المجتمع على التأقلم مع ظروف الوباء، حتى يكون مستعداً لمواجهة الأزمات المماثلة.