أحدث الأخبار
  • 12:35 . إيران تعتزم تنفيذ عمليات مفاجئة ضد "إسرائيل"... المزيد
  • 12:14 . تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز.. ما تداعيات ذلك على الإمارات؟... المزيد
  • 06:59 . إيران تستعد لإغلاق مضيق هرمز رداً على الضربات الأمريكية... المزيد
  • 03:07 . أبوظبي قلقة من تصاعد المواجهة العسكرية في المنطقة... المزيد
  • 12:34 . الإمارات تنقل طفلاً فلسطينياً للعلاج في أبوظبي... المزيد
  • 11:40 . أبرز ردود الفعل الدولية والإقليمية على الضربات الأميركية للمنشآت النووية الإيرانية... المزيد
  • 11:39 . نواب في الكونغرس الأمريكي ينتقدون ترامب بجرّ البلاد نحو حرب مع إيران... المزيد
  • 11:38 . إيران ترد على ضرب منشآتها النووية بقصف "إسرائيل" وتدعو لعقد جلسة بمجلس الأمن... المزيد
  • 11:37 . السعودية قلقة من استهداف المنشآت النووية الإيرانية وتدعو لضبط النفس... المزيد
  • 06:37 . إيران تقلل من آثار الضربة الأميركية النووية.. وواشنطن توضح أهدافها... المزيد
  • 06:36 . إعلام عبري: اتصالات مكثفة بين ترامب ونتنياهو قبل الهجوم الأمريكي على إيران... المزيد
  • 06:32 . ما هي القاذفة الشبح "بي-2" التي استخدمتها أمريكا في ضرب منشئات إيران النووية؟... المزيد
  • 06:28 . ترمب يدخل الحرب.. قصف ثلاث منشآت نووية إيرانية وتدمير موقع فوردو... المزيد
  • 05:35 . إيران تعلن ارتفاع عدد ضحايا الهجمات الإسرائيلية إلى 430 قتيلا... المزيد
  • 05:33 . واشنطن بوست: صراع محتدم داخل دوائر ترامب بين المؤيدين والمعارضين لضرب إيران... المزيد
  • 11:58 . محكمة تونسية تصدر حكما غيابيا بالسجن 22 عاما على المنصف المرزوقي... المزيد

«ليبيا جارة تركيا من البحر»… حرب أم سلام في الأبيض المتوسط؟

الكـاتب : توران قشلاقجي
تاريخ الخبر: 30-01-2020

تتواجد مئات السفن الحربية في البحر الأبيض المتوسط الذي شهد أكبر تجمع للسفن الحربية منذ الحرب العالمية الثانية. تستمر التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية والتكنولوجية أيضًا بوتيرة سريعة في العالم الذي عانى من آلام النظام الجديد عقب الحرب الباردة. تم في بداية القرن الحادي والعشرين، اكتشاف احتياطيات هيدروكربون شرق المتوسط، لم يكن باستطاعة أحد التنبؤ بها قبل ربع قرن. وتشير التقديرات إلى أن احتياطيات الغاز الطبيعي تصل قيمتها إلى 3 تريليونات دولار، وهي قادرة على تلبية احتياجات تركيا لنحو 572 عاما، وأوروبا لنحو 30 عاما، وفق حجم الاستهلاك الحالي.
في كتابه «ليبيا جارة تركيا من البحر»، يقول اللواء البحري د. جهاد يايجي، «التأثير السياسي لهذا الحجم من الاحتياطيات، إلى جانب قيمته الاقتصادية، جعل المنطقة مركز جذب جديد. وإن الجهود المتزايدة لبلدان المنطقة في السنوات الأخيرة، وتزايد أنشطة القوات غير الإقليمية تجاه شرق المتوسط، تعد بمثابة تأكيد لهذا الوضع». تمارس عشرات الدول في الوقت الحاضر، بما في ذلك الجهات الفاعلة العالمية والإقليمية، أنشطة في شرق البحر المتوسط. إن زيادة نشاط الدول غير المتوسطية في شرق البحر المتوسط، تظهر بوضوح شديد مدى الحساسية القائمة في المنطقة. وقد جعل هذا الحال البيئة الأمنية في شرق البحر المتوسط أكثر تعقيدًا. وكما بقية البلدان المجاورة للبحر الأبيض المتوسط، تتابع تركيا التطورات في شرق المتوسط بحالة تأهب واحتياط على الصعيدين السياسي والعسكري. وتواصل تركيا الدفاع عن حقوقها ومصالحها في شرق المتوسط من الناحية القانونية لأجل الأجيال القادمة.
الوضع الفعلي في البحر المتوسط يعد أحد الأسباب الرئيسية للحروب والفوضى والاضطرابات المستمرة في سوريا وليبيا ولبنان وفلسطين. من ناحية أخرى، ظلت المشكلات القائمة في البر، مثل الهجرة غير الشرعية والإرهاب، تزعزع الأمن والاستقرار منذ عقود في المناطق البحرية في شرق البحر المتوسط. وينبغي ألا ننسى بأن الانقلاب العسكري ضد محمد مرسي، أول رئيس منتخب في مصر، كان أيضًا بسبب البحر الأبيض المتوسط وقناة السويس، لأن مشاريع مرسي الرامية إلى ضمان توفير الإمكانات اللازمة لاعتماد مصر على نفسها، من السويس والبحر الأبيض المتوسط، كانت قد أزعجت إسرائيل بشدة.

الوضع الفعلي في البحر المتوسط يعد أحد الأسباب الرئيسية للحروب والفوضى والاضطرابات المستمرة في سوريا وليبيا ولبنان وفلسطين

أدى اكتشاف واحدة من أكبر احتياطيات الغاز الطبيعي عالميًا في شرق البحر المتوسط عام 2000 إلى تضاعف المكانة الجيوسياسية والجيواقتصادية للبحر المتوسط. ويظهر بوضوح شديد، مع هذه التطورات، أن البحر المتوسط سيؤدي دورًا مهمًا للغاية في تشكيل النظام العالمي الجديد. وتواصل إسرائيل بشكل خاص واليونان ودول غربية أخرى ممارسة جميع أنواع الأنشطة غير القانونية لإبعاد الدول الإسلامية عن شرق البحر المتوسط، وسط انزعاجها من المكانة التي ستكتسبها تركيا والبلدان العربية من حقوقها في البحر المتوسط.
الكاتب والسياسي والاقتصادي الفرنسي جاك أتالي، يسرد في كتابه «تاريخ البحر»، السيناريوهات المحتملة مستقبلًا في البحر الأبيض المتوسط، على النحو التالي: «قد يظهر الإرهاب البحري في المستقبل كشكل جديد من أشكال الحرب. ويمكن تخيل أن هذه الحرب ستتخذ أشكالًا متعددة: مثل استخدام غواصات وطائرات بدون طيار، وإرسال سفن انتحارية أو سفن محملة بالرهائن صوب السفن السياحية أو الموانئ، وإرسال سفن محملة بالمتفجرات أو المهاجرين إلى البحر المتوسط أو قطع بعض الكابلات البحرية الأكثر أهمية».
حسنًا، هل سيكون البحر المتوسط مكانًا للحرب أم الوحدة من جديد في المستقبل؟ الفلاسفة الذين يقولون إن «البحر الأبيض المتوسط هو مكان الذي يعيش فيه الناس المعتادون على السلام»، يؤكدون أن «هناك فهما للحياة في البحر المتوسط قائما على العيش والتبادل الثقافي والتقارب والتنازلات المتبادلة». وفي ضوء ذلك، هل سيكون من الممكن إعادة تفسير البحر الأبيض المتوسط بهيكله الجديد في القرن الحادي والعشرين عبر مفهوم «التفكير المتوسطي» وفق تعبير عالم الاجتماع والفيلسوف الفرنسي إدغار موران؟ سيتضح ذلك بالطبع مع الوقت.