أحدث الأخبار
  • 01:06 . مضيق هرمز.. لماذا هو مهم للتجارة العالمية؟... المزيد
  • 12:12 . العين يودع كأس العالم للأندية بعد خسارة قاسية أمام مانشستر سيتي... المزيد
  • 11:46 . تأهب خليجي عقب الضربات الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية... المزيد
  • 11:25 . نتنياهو يستبعد إعادة الأسرى من غزة في الوقت القريب... المزيد
  • 12:35 . إيران تعتزم تنفيذ عمليات مفاجئة ضد "إسرائيل"... المزيد
  • 12:14 . تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز.. ما تداعيات ذلك على الإمارات؟... المزيد
  • 06:59 . إيران تستعد لإغلاق مضيق هرمز رداً على الضربات الأمريكية... المزيد
  • 03:07 . أبوظبي قلقة من تصاعد المواجهة العسكرية في المنطقة... المزيد
  • 12:34 . الإمارات تنقل طفلاً فلسطينياً للعلاج في أبوظبي... المزيد
  • 11:40 . أبرز ردود الفعل الدولية والإقليمية على الضربات الأميركية للمنشآت النووية الإيرانية... المزيد
  • 11:39 . نواب في الكونغرس الأمريكي ينتقدون ترامب بجرّ البلاد نحو حرب مع إيران... المزيد
  • 11:38 . إيران ترد على ضرب منشآتها النووية بقصف "إسرائيل" وتدعو لعقد جلسة بمجلس الأمن... المزيد
  • 11:37 . السعودية قلقة من استهداف المنشآت النووية الإيرانية وتدعو لضبط النفس... المزيد
  • 06:37 . إيران تقلل من آثار الضربة الأميركية النووية.. وواشنطن توضح أهدافها... المزيد
  • 06:36 . إعلام عبري: اتصالات مكثفة بين ترامب ونتنياهو قبل الهجوم الأمريكي على إيران... المزيد
  • 06:32 . ما هي القاذفة الشبح "بي-2" التي استخدمتها أمريكا في ضرب منشئات إيران النووية؟... المزيد

عدوان 2008.. ذكرى لا تموت!

الكـاتب : رضوان الأخرس
تاريخ الخبر: 30-12-2019

ليس غريباً أن تسمع صوت القصف ولا قصص الموت والأسر في بلد محتل، وليس عادياً أيضاً، فلا يكاد يخلو منزل أو حي صغير من شهيد أو أسير أو جريح أو كوكبة من الشهداء وأعداد من الأسرى والجرحى، على الأقل هذا ما وجدته وعاينته في أحياء وأزقّة قطاع غزة.
وعندما كان يحدثنا الأستاذ في المدرسة عن المجازر المروعة التي ارتكبها الاحتلال في الماضي، لحظة احتلال فلسطين، وقتله العشرات والمئات في ساعات، لم نكن نتصور ببراءة الطفل أن هذا من الممكن أن يتكرر في حياتنا ونعاينه بأنفسنا.
ويوماً عندما خرجت من باب المدرسة عائداً إلى المنزل، ظننت القيامة قد قامت، في لحظات انقلبت الأوضاع رأساً على عقب وكأنه زلزال، الناس في الشوارع يركضون وأصوات الانفجارات تأتي من كل حدب وصوب، أسراب الطائرات تهاجم قطاع غزة من شماله إلى جنوبه.
في دقائق معدودة قُتل المئات، وكانت في حينها أكبر المجازر التي شهدتها وعايشتها، لم يكد يخلو شارع في القطاع يومها من بيت لشهيد أو أكثر، تحول القطاع إلى «بيت عزاء كبير».
كان كل شيء مستهدفاً، وكم كان صعباً أن تشعر بأنك مستهدف في منزلك الذي قد يتحول إلى قبر لك وتضيع أشلاؤك بين الركام، كما حصل مع كثيرين في القطاع المحاصر، لا أريد أن أصف كيف يمكن لإنسان أن ينام ليلته وسط كل هذه التهديدات والتخوفات!
حدث هذا أواخر أيام عام 2008 وبداية عام 2009، أي بينما كان العالم يحتفل كانت غزة تتعرض للموت والعدوان، لقد كان شعور الخذلان صعباً مثل شعور الفقد، تخيل أن السماء في الدول الأخرى تضيء بأصوات المفرقعات والألعاب النارية، وأنت لا تستطيع النوم من شدة أصوات القصف.
لقد كان صعباً أن ترى الموت، وأيضاً كان صعباً أن تتخيله كل لحظة، فقد كان للقصف وميض يسبق صوته، فكلما رأينا الوميض والوهج المرافق للانفجار ظننا أن القصف وصلنا وتشهّدنا، هكذا لأيام وليالٍ طويلة.
يحدث هذا معنا في وطننا، ولا ذنب لنا إلا أن بلدنا محتل فيها محتلون لا يقبلون لنا أن نعيش بأمان وحرية، ثم يأتي بعد ذلك من يستصغر ذلك أو يستحقر الفلسطينيين ويتهمهم بأشنع التهم ويسيء إليهم.
ليس سهلاً أن نذكر الحرب أو نستذكر فصولها، لكن الأصعب أن ننسى ما حُفر في الذاكرة، ذاكرة العدوان التي لا تموت، فالاحتلال ما زال موجوداً وعدوانه لم ينتهِ، فكم فقدنا؟ وكم تألمنا؟ وكم حبسنا في الصدر واحتبسنا؟ مرة أخرى ليس سهلاً أن نتحدث عن ذلك ونستعيد تفاصيله، لكن من حق الشهداء علينا، ومن حق الأرض، وكل من بذل دماً وجهداً، وأعطى في ذلك الطريق أن نبقي قضيته حاضرة، حتى لا تضل الأجيال أو تُضلل، وحتى لا تُزيّف الحقيقة، وحتى يبقى الدم شاهداً على عار كل من اصطف إلى جانب المجرمين.