أحدث الأخبار
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:52 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

المناذرة والغساسنة الجدد

الكـاتب : عادل عبدالله المطيري
تاريخ الخبر: 17-11-2019

عادل عبد الله المطيري:المناذرة والغساسنة الجدد- مقالات العرب القطرية

المتأمل في تاريخ منطقة الشرق الأوسط القديم، يجد أن الفرس والأوروبيين (اليونان وأعقبها الرومان) هم أصحاب الإمبراطوريات المتواجدة في المنطقة أغلب العصور، ولم يكن للعرب شأن كبير إلا بعد أن وحدهم الإسلام وجعل منهم «أمة حضارية» تنافس القوى الحضارية المعاصرة لهم. والمفارقة العجيبة أن تلك الحضارات القديمة المتصارعة نفسها، أو المتنافسة، ما زالت تهيمن على شؤون منطقتنا، وتعيش نفس حالة صراع الحضارات القديم، وكأننا في العصور التاريخية القديمة (الفرس - الروم)، لم يتغير إلا ديانتهم، فالفرس تحوّلوا من المجوسية إلى الإسلام الشيعي، والرومان حلّ محلهم الأميركان، وكان يبشر الأولون بالنصرانية، والآن يبشرون بالديمقراطية!!

ونحن العرب في حالتنا نفسها في الجاهلية الأولى، متفرقون إلى دولة تشبه القبائل، وتفكّر بتفكيرها نفسه، بل وتمارس دعايتها نفسها بالفخر وذم منافسيها من العرب طبعاً، تغيّرت فقط الأدوات من الشعر ومعلقاته إلى الفضائيات والصحف.

العرب في السياسة الدولية يعيشون مرحلة الفرقاء، كما في أيام الجاهلية الأولى، وبنفس التحالفات أيضاً، ففيهم المناذرة والغساسنة!!

إيران لها تحالفاتها في العراق وسوريا ولبنان، وأجزاء من اليمن، وهم بذلك يشبهون دولة المناذرة، ولكن الأخيرة كانت متوحّدة وهم متفرقون.

أما دولة الغساسنة فهم أيضاً كُثر، ينتشرون من الخليج إلى المحيط، يتحالفون مع روما الجديدة بحسب تعبير «بوش الابن»، ويبشرون بالديمقراطية، وهم يتحالفون مع ديكتاتوريات الشرق الأوسط.

لا يخلو الوضع من وجود بعض المعضلات الاستراتيجية التي تواجه كلا الفريقين، فالمناذرة الجدد لا يستطيعون التبشير بأيديولوجياتهم في بيئة متنوعة، كما في البلاد التي يهيمنون عليها، ولذلك يواجهون ثورات واحتجاجات قد تطيح بهم أو تحد من سلطاتهم، وأما الغساسنة الجدد فهم متنافسون فيما بينهم أشد من منافستهم للمناذرة الجدد، وحليفتهم روما العصر، يحكمها رجل أعمال ليس بعقلية أباطرة روما العسكريين، لذلك لا عجب من تضاؤل حجمهم الاستراتيجي في ميزان الشرق الأوسط.

لقد أنقذ الإسلام العرب من جاهليتهم وضعفهم الحضاري أمام الحضارات المتصارعة في الشرق الأوسط، وأما في الوقت الحالي فلن يتمكنوا من انتشال أنفسهم من الوحل، وهم يحاربون الإسلام، بعد أن أضافوا له صفة السياسي، ولا يطرحون بديلاً إسلامياً ولا حتى بديلاً غربياً كالديمقراطية، لذلك سيستمر الغساسنة الجدد في صراعهم الداخلي، ومع الحضارات الأخرى، وهم في قمة ضعفهم.

ختاماً: من المؤكد أن الحضارات لم تختف، بل تحوّلت إلى دولة أو عدة دول، وهذا ما ذهب إليه عالم السياسة الأميركي الشهير صامويل هانتغتون، صاحب النظرية الشهيرة في العلاقات الدولية «نظرية صراع الحضارات».

نظرة سريعة إلى شرق وجنوب آسيا، ستجد أن الحضارة الهندية «الهندوسية» والحضارة الصينية ما زالتا تتسيدان القارة، وأما في غرب آسيا ووسطها، الفارسية وبقايا الحضارة العربية، والأتراك في شمالها الغربي.

الخلاصة: صدق هانتغتون وهو كذوب، فالصراعات الحضارية ستبقى محاور للاشتباك، وخصوصاً في منطقتنا التي لم تدخل عصر النهضة، ولم تبق في عصر الإسلام.