أحدث الأخبار
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد
  • 07:46 . "التربية" تعلن التقويم الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة 2025 – 2026... المزيد
  • 07:44 . شرطة أبوظبي تحذر من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لترويج المخدرات... المزيد
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد
  • 12:46 . أمين عام حزب الله: لن نسلم سلاح المقاومة ما دام الاحتلال الإسرائيلي قائما... المزيد
  • 08:47 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 186 أسيراً بوساطة إماراتية... المزيد
  • 07:20 . فرنسا تعلن وقف التأشيرات لموظفي شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال"... المزيد
  • 06:49 . ارتفاع أسعار الزي بمدارس خاصة يرهق أولياء أمور الطلبة في الإمارات... المزيد
  • 10:42 . هكذا يحصد الاحتلال أرواح الفلسطينيين في غزة من خلال التجويع... المزيد
  • 10:35 . إنشاء نيابة جديدة في أبوظبي تعنى بقضايا العمال... المزيد

تصعيد أقل من الحرب وأعلى من التهديد

الكـاتب : ظافر محمد العجمي
تاريخ الخبر: 24-07-2019

د. ظافر محمد العجمي:تصعيد أقل من الحرب وأعلى من التهديد- مقالات العرب القطرية

الإشكالية الرئيسية التي منها تنبع سائر الإشكاليات الأخرى، وإليها تعود في الأزمة الحالية بين إيران والغرب، هي إشكالية المفاهيم؛ فرغم أن الجملة الأكثر استهلاكاً هي «تحاشي التصعيد»؛ إلا أن التصعيد يسير بوتيرة شبه ممنهجة لاختلاف فهم التصعيد. فقد تعرضت السفن في الخليج إلى الاعتداء، ثم أسقطت الطائرات المسيّرة من الطرفين، رغم تبادل النفي والتأكيد، ثم بدأت حرب المضائق من مضيق جبل طارق إلى مضيق هرمز، باستيلاء البريطانيين على ناقلة نفط إيرانية، ثم استيلاء الحرس الثوري على ناقلة نفط في مياه الخليج، مع توقّعنا أن تشمل أعمال التصعيد -المنكر من الطرفين-مضائق باب المندب، ومضيق قناة السويس، ومضيق مالقا في شرق آسيا.

فالتصعيد في الأزمات تنمو بها الصراعات بمرور الوقت، ويتم فيها زيادة الضغط والعنف لإرغام الخصم على عمل ما أو تحجيمه من السير في حالة معينة، وللتصعيد دور تكتيكي في الصراع العسكري الذي كان المزاج الخليجي يطالب به، ثم بعد نضوج قبح الأحداث وصل المزاج الخليجي للرشد، وتمني زوال التصعيد.

تصعيد الأزمات اقتناص ظروف مواجهة أفضل -على الأقل في العقيدة الغربية- لكنه في إيران مرحلة من مراحل حافة الهاوية، ولا يقصد التصعيد لذاته، بل يقام كأساس ليس للقفز أو التقدم، بل للتراجع والنكوص، بعد إيصال الغريم وداعميه، وهم دول الخليج، لحالة الإرهاق النفسي، جراء الاستعداد والارتباك الطويل. فطهران تتبنى «التصعيد الثوري»، لكونه مواصلة لخطة عمل تمليها ثورة لا دولة. ويتم التصعيد باستخدام الأدوات الثورية، كالاعتماد على الجماهير أو الشعب. أولاً، الذين يمثلهم الحرس الثوري، وليس البرلمان أو الجيش النظامي الإيراني، وثانياً، يتم التصعيد الثوري بتكثير الأعداد المتضررة من ضغط واشنطن، وتوسيع قاعدة المرهقين بالحصار لتبرير ما تقوم به طهران.

وثالثاً: الأساليب، وتكون بالتصعيد النوعي، فمرة بالصواريخ الحوثية، ومرة بالطائرات المسيّرة، ومرة بمهاجمة السفن بالزوارق السريعة، ثم اختطافها. ولعل عيب التصعيد الإيراني هو عدم جاهزيته للصراع العسكري الحق، فالتصعيد هنا جزء من خطة حافة الهاوية، وهذا خطأ حيث لا يصح أبداً المناداة بالتصعيد قبل تشكيل مجموعات العمل والأنشطة والفعاليات، أو ما يسمى إجراءات ما قبل المعركة. ومن تبعات ذلك على طهران ركود الحس الثوري بدلاً من إيقاظه، فالتصعيد بدون عزيمة قتال حقّة يؤدي دوماً للإحباط والإخفاق.

أما تصعيد الأزمة في الفكر العسكري الغربي فهو رفع درجة التوتر، وتوسيع ميدان الصراع. لكن ما يمكن قراءته من المشهد هو أن الجانب الأميركي/ البريطاني عنصر رد فقط. وليس مسؤولاً عن التصعيد، بل يجري بمبادرة من الإيرانيين، فالتصعيد هو توقّف الحرس الثوري عن القيام بمهمة ضبط النفس.

ويمكن القول إن عملية التصعيد الجارية في الخليج لصالح القيادة الإيرانية، قد توحد الشعب خلفها بخلق شعور الضحية الملاحقة. وهو جيد للحرس الثوري كمبرر للميزانيات الإضافية رغم العوز، وتصعيد للتدريبات بالذخيرة الحية، وتجريب أسلحة مطورة، وفرصة لقادة الحرس الثوري الجدد ولسيرتهم الذاتية، ولتصدّر وسائل الإعلام، فقد ملّت طهران من تكرار اسم سليماني وجعفري، وحان تلميع حسين سلامي.

بالعجمي الفصيح

صار الخليج خلال التصعيد الحالي بدون عزيمة قتال حقّة، يقف على مسافة متساوية من الطرفين؛ وأدى لإحباط الخليجيين أكثر من غيرهم، فانطبق علينا مثل «الشيخ راكان»، بعد أن أصبحنا أمام «جمعين والثالث بحر».