أحدث الأخبار
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد
  • 11:50 . 178 يوماً للتمدرس في العام الدراسي الجديد... المزيد
  • 11:18 . إيران: مقتل عنصر أمني في اشتباك مع مسلحين جنوب شرقي البلاد... المزيد
  • 11:18 . قمة ترامب وبوتين في ألاسكا تنتهي دون التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا... المزيد
  • 11:16 . باكستان.. مقتل أكثر من 200 شخصًا جراء فيضانات وسيول مفاجئة... المزيد
  • 11:15 . إصابة شخصين في إطلاق نار قرب مسجد بالسويد... المزيد
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد
  • 07:46 . "التربية" تعلن التقويم الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة 2025 – 2026... المزيد
  • 07:44 . شرطة أبوظبي تحذر من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لترويج المخدرات... المزيد
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد

هنا القاهرة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 11-04-2019

هنا القاهرة - البيان

وها أنا أعود مجدداً لزيارة القاهرة، أشتاق إلى طقسها وأجوائها، ولهجة أهلها، ومساحات التباين فيها، أشتاق إلى المشي في شوارعها الخلفية وأنا أتأمل بقايا عهود وحقب، قصور ومدارس ومساجد وطرقات عبرها ملوك وقادة وجيوش وعلماء ونبلاء وأدباء ومغنون ومهرجون، مدينة لا تُمَل ولا يكفيها الوقت لتراها .

كما يجب، فإن أردت أن تراها لتعرفها حقاً، فاستحضر قلبك أولاً، ثم اصحب معك في سيرك ذاك أحد أبنائها العارفين بخفاياها وخباياها وأسرارها، وبعدها انطلق، وإلا فإنك ستسير فيها كأي سائح جاء يلتقط صوراً ليقول: ذهبت ذات يوم إلى القاهرة، وهنا يكفيك أن تشاهد فيلماً عنها على «اليوتيوب»، وتشتري صوراً تذكارية من المتحف الوطني!

القاهرة.. فسيفساء التاريخ وعجائب الحضارة وتناقضات الإنسان.. مئات المساجد والكنائس، العشوائيات وبقايا قصور باشوات وأمراء تواروا في الزمن، الأحياء القديمة ومدن الحداثة اللامعة، المزارات والقلاع والموالد، الشوارع التي تستظل بأسماء السلاطين والمماليك، وبينما محمد علي باشا الألباني، الذي أسس الدولة الحديثة في مصر، يمتطي صهوة جواده وسط القاهرة، متعالياً على كل شيء، تتوارى أسطورة الحسين في مسجده المهيب خلف دموع المتبركين ودعواتهم وتوسلاتهم!

نجيب محفوظ ترن ضحكاته في مقهى الحرافيش وفي مجلسه بفندق «شيبرد» الذي يبدو مهجوراً اليوم، ورمسيس الثاني يحرس محطته وميدانه بخلود الفراعنة المعهود، بينما كليوباترا ملكة تحتفظ برأسها فاتناً عبر القرون، أما السيدة زينب فتحيي مولدها كل عام بحلقات الذكر، ومهرجانات البهجة الملونة، في المقاهي القديمة ينهدُّ التاريخ على المدى، وفي الأسواق الحديثة ينزلق الزمن على زجاجها اللامع، القاهرة حيث في كل خطوة تاريخ، وعلى كل عتبة اسم فرعون أو ملك أو خليفة أو قائد جيوش عظيم!

وحدها مصر جمعت كل أطياف الحضارة والميثولوجيا والسياسة والدين بسلام وأمان طيلة قرون وقرون دون أن يسمع فيها قعقعة حرب أهلية أو عبث صراعات طائفية، فالمصريون متوضئون بالوعي رغم وجود بذور اختلافات يسقيها الخبثاء كل يوم بحرص شديد، وحدهما عشق مصر ووعي التاريخ يحفظان مصر من كل الشرور!