أحدث الأخبار
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد
  • 11:50 . 178 يوماً للتمدرس في العام الدراسي الجديد... المزيد
  • 11:18 . إيران: مقتل عنصر أمني في اشتباك مع مسلحين جنوب شرقي البلاد... المزيد
  • 11:18 . قمة ترامب وبوتين في ألاسكا تنتهي دون التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا... المزيد
  • 11:16 . باكستان.. مقتل أكثر من 200 شخصًا جراء فيضانات وسيول مفاجئة... المزيد
  • 11:15 . إصابة شخصين في إطلاق نار قرب مسجد بالسويد... المزيد
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد
  • 07:46 . "التربية" تعلن التقويم الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة 2025 – 2026... المزيد
  • 07:44 . شرطة أبوظبي تحذر من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لترويج المخدرات... المزيد
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد

حين تكون المعرفة وهماً!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 04-04-2019

حين تكون المعرفة وهماً! - البيان

نقع مراراً وتكراراً، نرتطم بما حولنا، وقد تتسبب لنا تلك السقطات بإصابات بليغة، لكننا لم نكن لنتعلم المشي ما لم نسقط ونتعثر ونُصاب، بعد ذلك نتقن الوقوف ونمضي مطمئنين، وفي علاقاتنا بالناس نفعل كما فعلنا ونحن نتعلم المشي، لكننا لا نتعلم من سقطاتنا للأسف، نحن لا نصدق نصائح الكبار ولا التجارب ولا ما نقرؤه، معظمنا يعتد بآرائه التي يكونها عن الآخرين ويصدق انطباعاته كثيراً حتى تأتي اللحظة التي يقول فيها: «لقد صدمت في فلان»، أو «لا نعرف الإنسان إلا حين نجرّبه»، وساعتها يكون زمن طويل من الخيبات والصدمات قد عبر فوق جسد الصداقات والعلاقات التي كونّاها.

إن هذا المزيج من الانتكاسات والصدمات وهدوء العلاقات ومخاطرها، والفشل والإنجازات، لا يتوافر بين أيدينا هكذا بسهولة أو في لمح البصر أو بمجرد أن نضع مقعداً خشبياً في مدخل البيت ونراقب الحياة عن بُعد، علينا أن نخرج، أن نقطع كل الطرقات، أن نسقط وأن نقوم، أن نتوكأ على خيباتنا وعلى كتفٍ نطمئن إليه أحياناً، وأحياناً نمعن في احتمال وجعنا ونمضي بقوة؛ لأن التوقف في منتصف الطريق صعب وأحياناً مهلك.

تخبرك التجارب التي صارت خلفك الآن أن الإنسان الحقيقي لا تعرفه عن بُعد، ولا تدلُّك عليه ابتساماته وكثرة ضحكاته ولا نوعية ملابسه الفخمة ولا عنوان بيته في ذلك الحي الراقي، فمن دون أن تقيس منسوب شهامته أو أنانيته وكرمه ومدى حبه وخوفه وحرصه، ودون أن تجرِّب درجة إحساسه بغيره وتعاطفه وطريقة تعبيره عن ذلك الإحساس، دون أن تتيقن من ذلك كله بدقة، وكذلك من نظرته لنفسه وللآخرين، دون ذلك لا تتسرع في منحه مطلق الثقة، فصديقك من صدَقك لا من صدَّقك، فالذين يصدِّقونك سريعاً يمكنهم أن يكذِّبوك بالسرعة نفسها!

قد تمضى نصف سنوات عمرك لا تعرف فيها عن جارك أو صديقك أو زميل عملك شيئاً أكثر من كونه إنساناً طيباً، لا يؤذي أحداً ولا يذكر أحداً بسوء ولا يتأخر عن عمله ولا يستدين من أي شخص، وتلك سمات تخصّه في الحقيقة ولا تخص أحداً سواه، لكنها ليست السمات التي تعني أنه الشخص الذي إذا وقعتَ سينقذك أو سيمدُّ يده إليك لتعبر الطريق بأمان.

في الحقيقة نحن نعيش زمناً طويلاً في ظل وهمِ العلاقات والصداقات للأسف!