أحدث الأخبار
  • 10:00 . فرنسا تعتزم تقديم شكوى ضد إيران أمام محكمة العدل الدولية... المزيد
  • 07:30 . رويترز: الإمارات والولايات المتحدة توقعان اليوم اتفاقية إطارية للتكنولوجيا... المزيد
  • 06:09 . ترامب يؤكد الاقتراب من إبرام اتفاق نووي مع إيران... المزيد
  • 04:42 . ترامب يصل أبوظبي في آخر محطة خليجية... المزيد
  • 02:33 . الإمارات تدعو أطراف الأزمة الليبية إلى الحوار وتجنب التصعيد... المزيد
  • 01:24 . ترامب من قطر: لا أريد أن تتخذ المفاوضات النووية مع إيران "مسارا عنيفا"... المزيد
  • 01:24 . ارتفاع أسعار الخضار والفواكه بنسبة 80% بسبب موجات الحر وارتفاع تكاليف النقل... المزيد
  • 11:09 . مدارس خاصة في الشارقة تُلزم أولياء الأمور بسداد الرسوم قبل اليوم ومطالبات بمرونة في الدفع... المزيد
  • 11:08 . مسؤول إيراني رفيع: طهران مستعدة للتخلي عن اليورانيوم مقابل رفع العقوبات... المزيد
  • 11:05 . رئيس الدولة يبحث مع وزير دفاع السعودية في أبوظبي تطورات المنطقة... المزيد
  • 11:04 . رئيس الوزراء القطري: لا نتوقع تقدما قريبا في المفاوضات بين حماس و"إسرائيل"... المزيد
  • 08:50 . الذكاء الاصطناعي في مجمع الفقه... المزيد
  • 07:26 . الإمارات ترحب بإعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 05:55 . ترامب يصل الدوحة في ثاني جولاته الخليجية... المزيد
  • 01:18 . البيت الأبيض: ترامب يدعو الشرع للانضمام إلى اتفاقيات "التطبيع مع إسرائيل"... المزيد
  • 01:16 . ترامب يجتمع مع الشرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي وأردوغان عبر تقنية الفيديو... المزيد

لكنها مدن حقيقية

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 02-04-2019

لكنها مدن حقيقية - البيان

قالت صديقتي الشاعرة المصرية المدعوة لمؤتمر شعري في السويد إن مدينة ستوكهولم أعجبتها كثيراً، لكن أهلها طوال الوقت يطالبونهم بأن يخفضوا صوتهم حين يتحدثون، لكنهم، ككل العرب والشرقيين، لا يستطيعون أن يتحدثوا إلا هكذا، بصوت مرتفع، وضحكات عالية، يمزحون مع بعضهم في الطريق العام، ويحركون أيديهم في كل الاتجاهات أثناء الحديث، ولا يجدون في ذلك أي خروج عن المألوف، لأنهم اعتادوا في معظمهم على أن يعيشوا الحياة تحت قوة الضغط والتوتر العالي، ما يدفعهم إلى التعبير عن ذلك برفع الصوت احتيالاً على الواقع!

مع ذلك، فصديقتي تقول إنه بالرغم من أن المدينة جميلة جداً وهادئة، وللشعراء هناك أصوات جميلة وبديعة، فإنها ترى مصر أجمل بكثير، وإنه بإمكانها أن تبقى هناك بضعة أيام لا أكثر، لكنها لا تستطيع أن تبقى كثيراً، هناك كل شيء هادئ، مرتب، جميل، لكن لا صوت حقيقياً للمدينة كما يفهمه ابن المدينة العربية الضاربة جذوره في الحياة بكل تناقضاتها، وصورها، وتدفقها المستمر !

وبلا مبالغة أو مزايدة، وقد زرت مدناً في أوروبا لا تضاهيها في الجمال مدن في أي مكان، إلا أنني وجدت في القاهرة وطنجة وبيروت وأصيلة والإسكندرية جمالاً وحياة من نوع لا يراه سوانا، نحن أبناء الجغرافيا العربية، المسكونين بالتاريخ، والساكنين في قلب هذه المدن التي تبدو كأنها على حافة الانهيارات، جمال يحتاج لكي يُرى إلى علاقة حب لا إلى وثيقة تأمين أو عقد إيجار أو جواز سفر!

لدي قناعة حقيقية بأن كل مصر جميلة، بالرغم من أمور عديدة قد تزعجك وأنت تمارس أمورك الحياتية اليومية فيها، ذلك الجمال الإنساني العميق، البسيط، الحزين، المزعج، والموتّر أحياناً، والمثير للأعصاب أحياناً أخرى، لكنه الجمال المتآلف مع تناقضاته الإنسانية، الذي يعترف بعيوبه حتى إن لم يقدر على حلها أو إلغائها، صحيح أنه ليس براقاً ولامعاً ومرتباً، لكنه حقيقي جداً، وحارّ ومتدفق ومستمر، وليس فارغاً أو تافهاً أبداً.