أحدث الأخبار
  • 11:55 . "رويترز": جنوب السودان يناقش مع الاحتلال الإسرائيلي تهجير فلسطينيين إلى أراضيه... المزيد
  • 11:50 . 178 يوماً للتمدرس في العام الدراسي الجديد... المزيد
  • 11:18 . إيران: مقتل عنصر أمني في اشتباك مع مسلحين جنوب شرقي البلاد... المزيد
  • 11:18 . قمة ترامب وبوتين في ألاسكا تنتهي دون التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا... المزيد
  • 11:16 . باكستان.. مقتل أكثر من 200 شخصًا جراء فيضانات وسيول مفاجئة... المزيد
  • 11:15 . إصابة شخصين في إطلاق نار قرب مسجد بالسويد... المزيد
  • 08:42 . مرتزقة كولومبيون في حرب السودان.. خيوط تمويل إماراتية تثير عاصفة سياسية وقانونية دولية... المزيد
  • 07:46 . "التربية" تعلن التقويم الأكاديمي للمدارس الحكومية والخاصة 2025 – 2026... المزيد
  • 07:44 . شرطة أبوظبي تحذر من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لترويج المخدرات... المزيد
  • 12:58 . واشنطن توافق على صفقة "صواريخ" مع البحرين بقيمة 500 مليون دولار... المزيد
  • 12:58 . الكويت تدعو لاجتماعين عربي وإسلامي لبحث تطورات الأوضاع في غزة... المزيد
  • 12:58 . رئيس الدولة وولي العهد السعودي يبحثان تطورات المنطقة في ظل تباينات إقليمية... المزيد
  • 12:57 . ترامب يتوقع اتفاقاً بين روسيا وأوكرانيا بعد لقائه المرتقب مع بوتين... المزيد
  • 12:49 . الإمارات تدين بشدة تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى"... المزيد
  • 12:48 . رفض عربي وإسلامي ودولي لخطة استيطانية إسرائيلية تعزل القدس وتفصل الضفة... المزيد
  • 12:47 . الحكومة الانتقالية في مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية... المزيد

«الإرهاب» لا ملة له

الكـاتب : ماجدة العرامي
تاريخ الخبر: 20-03-2019

ماجدة العرامي:«الإرهاب» لا ملة له- مقالات العرب القطرية

الفيديو فوق التحمل، والجريمة مشاهِدُها أحدها أشد من الآخر، والإرهابي متبجح بمجزرته، ولا يكاد نَفَسُك يسعفُك وأنت ترى إصرارَه على الإجهاز على القتلى أيًّا كانوا، أطفالاً حتى..

جثثٌ وأكوام من الضحايا يئنّون في مسجدين بنيوزيلندا، ضمن مشاهد عدة لا تطاق سجلها الإرهابي بنفسه، واستضافها بث حي من داخل «فيس بوك»، وفي إحداها صوتُ امرأة مصابة تستغيثه في الشارع، تحسبه (المسكينة) أهلا للغوث، فَرصّ رأسها بالرصاص، واندلقت بقاياه على الرصيف، وأكمل بدهسها بسيارته!!

على الهواء مباشرة وبسبق الإصرار والإرهاب والتعصب، انطلق القاتل الأسترالي برينتون تارانت (28 عاماً) الجمعة الماضية، من سيارته وفي يده رشاشه كأنه داخل لعبة فيديو، واقتحم مسجدين جنوب نيوزيلندا، وأفرغ رصاصات في أجساد أطفال ونساء ورجال، وترك خلفة خمسين جثة (شهداء نحسبهم).

قاتلُ طفلين مهاجريْن في السويد اسمُه في عقب بندقية إرهابي هجوم نيوزيلندا، وبجانبه اسمُ قاتل آخرَ أزهق أرواح ستة في مسجد بكندا، وفي خلفية «الفيديو المباشر» موسيقى لأغنية صربية تشير لـ «سفاح البوسنة» مرتكبِ الإبادات الجماعية ضد المسلمين..

يمتلئ سلاح المجزرة بجملٍ تَجْتَرُّ عنصرية وأحقاداً دفينة، إحداها مثلاً تاريخُ آخر معركة خسرها العثمانيون بأوروبا، وأخرى: «وقف تقدم الأمويين الأندلسيين»، ومن بينها عبارة في منتصف الرشاش تقول للمهاجرين: «أهلاً بكم في جهنم».

واستبق القاتل مجزرته ببيان نشره من 74 صفحة، لم يترك فيها لبعض وسائل الإعلام والمسؤولين طريقة ليبرروا بها فعلته على غرار ما تعودوا، فالإرهابي في نظر أولئك بريء حتى يثبت أنه مسلمٌ، وها هو يخبرهم أن رجل أبيض طفولته عادية وأسرته أيضاً، وأن أفعاله جاءت انتقاماً لملايين الأوروبيين الذين قتلهم الغزاة الأجانب عبر التاريخ، وأنه «ليس هناك من بريء بين المستهدفين، لأن كل من يغزو أرض الغير يتحمل تبعات فعلته».. ضجت نيوزيلندا وصعق العالم «أظن ذلك» من الحادثة، ووضعت الجريمة المعلنة على المحكِّ روادَ العنصرية ومتبني خطاب الكراهية ضد المسلمين، وعلى رأسهم ترمب، فالجريمة «لا يمكن وصفها بغير الإرهابية»، تقول رئيسة وزراء البلاد.

أطفأت مدنٌ أضواءها، وصلّت أخرى على الضحايا صلاة الغائب، وخرجت تظاهرات شعبية منددة بالهجوم الإرهابي، وأما الموقف المُدين والمستنكر الصادر عن مجلس الأمن ومعظم الدول في بياناتها، لا أدري إن كان يعادل مواقفهم من الحوادث السابقة المشابهة؟

وتجنّب وصفها بـ «الإرهابية» بعضُ وسائل إعلام كـ «البي. بي. سي»، وصحيفة «ديلي ميرور» البريطانية، وإذاعة «فرانس إنفو» و»لوفيغارو» خلافاً لصنيعها مع هجوم باريس الإرهابي 2015.

بل ذهب سيناتور أسترالي إلى أبعد من ذلك، عندما صرح بعد يوم من الحادثة بأن السبب الحقيقي لإراقة الدماء هو هجرة المسلمين، وأن «الدين الإسلامي ببساطة أصل وأيديولوجية العنف من القرن السادس، يبرر الحروب اللانهائية ضد معارضيه ويدعو لقتلهم وقتل غير المؤمنين به».

غير أن شاباً بعد هذه التصريحات فقس بيضة في رأس ذلك السيناتور اليميني المتطرف، وصفعه الأخير ثم خنقه أتباعه، واعتقلته الشرطة، وخرج لاحقاً دون تلقي تهمة، وعاد يغرد على «تويتر» قائلاً: «الإرهاب لا دين له والمسلمون ليسوا إرهابيين»، و علق «تويتر» حساب الشاب بعد تغريدته، وترك حساب الوزير، وهناك أوصاف لا تحضرني الآن تليق بصنيع منصة «تويتر» وببعض المواقف والردود.