دعا اثنان من الكتاب الأمريكيين البيت الأبيض للاستعداد لتقديم الإجابات المتعلقة بمقتل الصحفي جمال خاشقجي للكونغرس خلال أسبوع، حيث يُعتقد أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو المسؤول الأول عن مقتله.
وتابع روب بيرسكينسكي، وريان غودمان، في مقال مشترك لهما بموقع "ذا هيل" الأمريكي، أن على الرئيس دونالد ترامب أن يجيب عن أسئلة الكونغرس فيما يتعلق بمسؤولية بن سلمان عن جريمة اغتيال خاشقجي وأن يحترم ذلك.
الرئيس ترامب، وفق الكاتبين، سيكون أمام اختبار هام فيما يتعلق بالطريقة التي سيتفاعل بها مع الكونغرس بشأن السياسة السعودية، وإن كان سيتناقض مرة أخرى مع الآراء الراسخة والتقييم النهائي لوكالة المخابرات الأمريكية والتي تتهم ولي العهد بالوقوف وراء الجريمة، كما أن الكونغرس سيكون أيضاً أمام اختبار حاسم فيما يتعلق بتعامله مع إدارة ترامب التي أبدت دعماً كبيراً لحليفها السعودي "الاستبدادي المتهور".
كما يرى الكاتبان أنه سيكون من الحكمة أن يلتزم البيت الأبيض بقانون "ماغنتسكي" الذي أقره الكونغرس، لكنهما في نفس الوقت توقعا أن يدير ترامب ظهره للقانون وربما ينتهك شرط الإبلاغ الذي طالب به القانون، أو أن يقدم تقريراً "زائفاً" يدحض فيه النتائج التي توصل إليها عملاء المخابرات الأمريكية.
ويؤكد الكاتبان أن إدارة ترامب انخرطت في سلوك مماثل من خلال تقديم تقارير للكونغرس بشأن السعودية، حيث سبق لوزير الخارجية مايك بومبيو أن قدم في سبتمبر الماضي شهادة أمام مجلس الشيوخ، أشاد فيها بالسعودية وأنها اتخذت خطوات مناسبة لحماية المدنيين في حربها التي تشنها باليمن.
ويُعتقد أن بومبيو سيتصرف بالطريقة ذاتها في قضية خاشقجي، على الرغم من أن العديد من أعضاء الكونغرس كانوا قد شعروا بأنهم تعرضوا للتضليل من الإحاطة الإعلامية التي قدمها بومبيو سبتمبر الماضي.
ويضيف الكاتبان: "كان من الواضح أن بومبيو يتدخل لمصلحة ترامب، الذي سبق له أن أصدر بياناً علق فيه على تقييم المخابرات الأمريكية، وأشاد حينها بالسعودية وشراكتها الوثيقة مع الولايات المتحدة".
إن الطريق الصحيح أمام البيت الأبيض، كما يقول الكاتبان، هو أن "يقوم بما يلزم في إطار سياقات هذا القانون؛ وهو إصدار التقرير المطلوب مع ذكر أهمية أن يقوم الرئيس بما يتفق مع القانون، وهذه لغة قانونية تشير إلى أن على السلطة التنفيذية أن تتخذ من هذا القانون إجراءً لكونه يمثل خياراً سياسياً".
وإذا كان الرئيس يقف إلى جانب ولي العهد السعودي، فإن على الكونغرس أن يتصرف فوراً بشأن تشريعات يتوافق عليها الحزبان، والتي من شأنها أن تزيل السلطة التقديرية للبيت الأبيض في معاقبة بن سلمان، ومعه جميع المسوؤلين عن هذه الجريمة "الشنيعة والبشعة"، بحسب ما يراه الكاتبان.